أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - بائعة المناديل. قصة قصيرة














المزيد.....


بائعة المناديل. قصة قصيرة


مجيد الكفائي
محام وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6275 - 2019 / 6 / 29 - 10:26
المحور: الادب والفن
    



كانت في العاشرة من عمرها عندما أخرجتها زوجة أبيها من المدرسة، لتنزل إلى الشارع وتعمل في بيع المناديل الورقية لأصحاب السيارات المتوقفة عند إشارات المرور. ومنذ ذلك الحين وهي تعمل النهار كله لتأتي مساء، وتسلم المال لتلك المرأة القاسية.
أربع سنوات وهي على هذا الحال، تتوسل السائقين والمارة ليعطفوا عليها ويشتروا منها. وبرغم تعودها على الإهانات بسبب شعرها المنكوش وثيابها الرثة البالية إلا أن شعورها بأنها أدنى من الناس ولّد داخلها حقداً كبيراً على الجميع، أصبحت لا تفرق بين الناس، فالكل أشرار بنظرها كزوجة أبيها. كانت دائماً متعبة وجائعة. تمر على المطاعم وقت الغداء، لتطلب من روادها خبزاً أو بقايا لحم فضل منهم، وبرغم أن البعض كان يطردها، إلا أنها مضطرة لاستجداء اللقمة، فالجوع قاس. كان عملها في الشارع يحتم عليها الالتقاء بصبية وبنات يعملون معها العمل نفسه. ارتبطت معهم بعلاقات عابرة، وكانت تجلس مع بعضهم أوقات التعب، تعلمت منهم أشياء لم تكن لتتعلمها لولا وجودها في الشارع، تعلمت التدخين بعد إلحاح البعض ثم أدمنته، وتورطت أكثر لتصبح مدمنة مخدرات، كانت تبكي كثيراً مع كل عادة سيئة تتعلمها، إلا أنها ظلت تبكي يومياً منذ اغتصبها زملاؤها على قارعة الطريق، وقررت الانتقام من الكل في أقرب وقت لأنها اعتبرت نفسها ميتة.
قال لها أحد زملاء المهنة صباح أحد الأيام: لدي جماعة يريدون اللقاء بك. سألته: ماذا يريدون مني؟ أجاب: هناك عمل يريدونك أن تفعليه مقابل مال كثير. سألت: وما طبيعة العمل؟ ردّ: لا أدري، هم سيخبرونك.
وافقت وذهبت معه إلى حي شعبي، دخلا معمل حدادة بسيط، قدمها زميلها لشخص قائلاً: هي من كلمتك عنها. نظر إليها الحداد قائلاً: لا بأس إنها تنفع، ثم أعطاه 100 دولار، وقال: اذهب، وقف عند باب المعمل حتى أفرغ من الحديث معها. وحين خرج الصبي قال الحداد: أريد منك عملاً مقابل 30 ورقة من فئة المئة دولار. استغربت الصبية، وقالت: وما طبيعة العمل الذي تعطي عليه هذا المبلغ من المال. قال الحداد: سأعطيك قنبلة موقوتة لتضعيها في أحد الأسواق. قالت له: ولماذا لا تعطيها لزميلي؟ أجابها الحداد: إنه رجل، ويفتش تفتيشاً دقيقاً في كل نقطة تفتيش، وأنت فتاة ستلبسين عباءة ولن يفتشك أحد.
فكرت قليلاً، وقالت له: أعطني المال والقنبلة، سأذهب الآن. لم يصدق الحداد وذهب إلى حجرة داخل المعمل، وأخرج منها حقيبة نسائية فيها قنبلة مصنعة يدوياً، وأعطاها نصف المبلغ على أن تأخذ الباقي بعد التفجير. وافقته الرأي وسألته متى ممكن أن تنفجر؟ قال لها: ضبطتها لتنفجر بعد أربع ساعات من الآن.
خرجت من المعمل وهي تحمل الحقيبة، قالت له: اذهب إلى عملك لأني سأذهب لتنفيذ المهمة. انطلقت فور ذهاب زميلها إلى الحي الذي تسكنه، ودخلت بيت والدها، واتجهت إلى حجرة زوجة أبيها .. وضعت الحقيبة تحت السرير،ضحكت ثم بكت، واستدارت لتعود إلى بيتها الأول، شارع التشرد.



#مجيد_الكفائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يأتي المساء
- ارهاصات في الإطار الوطني
- ومرّ العيد بلا عيدية
- رقم مرعب
- أيها السياسيون أيها النواب تصدقوا
- قصص قصيرة
- مرضى السرطان صراخهم يقطع نياط القلوب
- عندما يصبح الشعب كله فقراء
- قراءة نقدية لقصة الكاتب مجيد الكفائي قرار
- من يخبرها
- قراءة نقدية في قصة مراهقة للكاتب مجيد الكفائي
- زيارات ام تسول؟
- قراءة نقدية في قصة خريف للكاتب مجيد الكفائي
- لا ادافع عن احد ولكن كلمة حق
- سياسيون ام مرضى
- ولا زال القرف مستمرا
- انت...مجيد الكفائي
- أتدرين من انت؟
- اين الخلل
- نحن جياع ياحكومتنا


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد الكفائي - بائعة المناديل. قصة قصيرة