سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الرئيس الوسيلة: من الترشيح الى الترحيل !
سعيد علام
القاهرة، الجمعة 21/6/2019م
قبل البداية، اتقدم بخالص العزاء لاسرة الرئيس الاسبق محمد مرسى، ولكل احبائه، داعياً له بالمغفرة والرحمة.
قدر الدكتور محمد مرسى استاذ هندسة المواد، ان يكون الوسيلة للقوتين الرئيسيتين المتنافستين على حكم مصر، ضباط يوليو والاخوان المسلمين، قدر لاستاذ الهندسة ان يكون الوسيلة مرتين، لتحقيق الاهداف المتعارضة للخصمين التاريخيين، فكان الدكتور مرسى "الوسيلة" المرة الاولى، فى انتخابات رئاسة مصر 2012، بالرغم من ان الاخوان كان قرارهم عدم الترشح للرئاسة، الا ان للطمع، اراد الاخوان تحقيق حلمهم التاريخى بحكم مصر، فقاموا بترشيح مرسى، كمرشح احتياط للمرشح الاساسى، رجل الاخوان القوى، خيرت الشاطر، فى مشروع انتخابات رئاسية وهمية، "اشتغالة"، صممها واشرف على تنفيذها واخرجها المجلس العسكرى، للالتفاف على مأزق 25 يناير 2011، اما المرة الثانية فكانت عندما استخدم الدكتور مرسى كـ"وسيلة"، عندما اراد المجلس العسكرى انزال الستار وانهاء مشهد الختام لعام من الحكم الشكلى للاخوان، واستعادة ملكية مصر، المستمرة منذ منتصف القرن الماضى، فتم عزل مرسى بعد حشد اعلامى هائل، سخرت له كل الامكانيات المحلية والاقليمية الاماراتية والسعودية والاسرائيلية، كما تم حشد سياسى هائل، لكل انتهازية النخبة المدنية والدينية على السواء.
ترحيل مرسى، ومأزق سلطة يوليو المزمن !
قدر مرسى ان يرحل مرتين، الاولى، داخل الحياة، باعتقال ومعاناة داخل الحياة، الثانية، الى خارج الحياة، بالموت البطئ، وفى الحالتين لم يكن المأزق المزمن لسلطة يوليو الممتدة، فى كون مرسى رئيساً، ولا حتى فى "وصول" الاخوان لسلطة حكم مصر، ففى الحالتين، لم يكن مرسى والاخوان سوى "وسيلة" للمجلس العسكرى للهروب "المؤقت" من مأزق 25 يناير 2011.
إن مأزق سلطة يوليو الممتدة منذ منتصف القرن الماضى، الفعلى، هو مأزق عضوى، مرتبط ببنية سلطة يوليو ذاتها، المولودة مشوهة بتناقض جذرى بين الوظيفة والموظف، ففى حين ان الموظف، الغير مؤهل، يدعى انه يعمل من اجل الشعب، فان وظيفته، كانت من اول لحظه، هى قمع هذا الشعب، للاستيلاء منفرداً على السلطة السياسية، وعلى سلطة توزيع الثروة الوطنية كيفما يشاء، فكان الفشل المزمن فى الوظفيتين الاساسيتين الذى استولى على السلطة بإسمهما، التنمية والعدالة الاجتماعية، من ناحية، والاستقلال الوطنى والكرامة الوطنية، من الناحية الاخرى، ولم تتحقق سلطة يوليو الممتدة، اياً منهما على مدى اكثر من نصف قرن، بل على العكس، تزداد النتائج تدهوراً بما لا يقاس.
لقد نجحت سلطة يوليو الممتدة فى ترسيخ الدور الوظيفى للاخوان المسلمين، ومن ثم الرئيس مرسى، ومنذ البداية، كخطر مهدد للوطن وحريات المواطن، داخلياً، والمهدد لمصالح الغرب وكتيبتها المتقدمة "اسرائيل"، خارجياً.
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟