شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 09:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل الاعلان عن خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ " صفقة القرن " . فللمرة الخامسة تعلن الادارة الامريكية تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية في اسرائيل ، التي ستجري في السابع عشر من تموز القادم ، وفي الوقت نفسه تواصل جهودها لإقامة ورشة البحيرين ، كخطوة أولى لتنفيذ هذه الصفقة التي تستهدف حرمان شعبنا الفلسطيني من حقه الشرعي العادل بإقامة دولته المستقلة .
لا شك أن نجاح نتنياهو من جديد في الانتخابات المقبلة هو رهان ومطمح امريكي ينسجم مع رؤية وتطلعات الرئيس الامريكي ترامب ، فكلاهما متفقان معًا في الطرح والرؤى ضمن خطة واضحة وسياق منهجي لكسب الوقت وتكريس الوقائع على الأرض ، وسلب حق العودة ووأد الحق الفلسطيني المشروع .
من الواضح استمرار سياسة الولايات المتحدة الداعمة لآلة الحرب والعدوان والقمع وللاحتلال الاسرائيلي ، وهي باقية على ما هو عليه سياسيًا وماديًا ولوجستيًا ، وما كانت أمريكا تتمسك بنهجها العدواني المغامر في تصرفاتها وممارساتها وسياستها في الشرق الاوسط ، لولا مواقف الانظمة العربية الهزيلة والخنوعة وخاصة الخليجية ، اللاهثة والساعية والمتطلعة للتطبيع الكامل مع حكام اسرائيل ، واستمرار الانقسام المعيب في الساحة الفلسطينية ، الذي تغذيه لتمرير مشاريعها التصفوية .
الموقف الامريكي المعادي والسياسة الامريكية تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ، يتطلبان تصعيد المعركة السياسية والدبلوماسية والشعبية الفلسطينية والعربية عمومًا ضد الحصان الامريكي ، وضد الاحتلال ودولته ، وعندما سيتحقق استقلال جولة فلسطين سيكون أحد ثمار الكفاح البطولي التحرري الفلسطيني المعمد بدم الشهداء والتضحيات الجسام وانتصارًا له ، وللتغيير العالمي في موازين القوى لصالح أصحاب الحق وحلفائهم التاريخيين ، وأما أصحاب الأوهام المنافية فلا بد أن تحررهم التجربة الذاتية ونتائج اوسلو وعملية التطور من تلك الأوهام .
إن عنوان المرحلة القادمة العريض ، المكتظة بالأحداث والحبلى بمختلف الاحتمالات ، في المشهد السياسي الفلسطيني هو إنهاء حالة الانقسام المدمر بأسرع وقت ، والعمل وفق خطة فلسطينية وحدوية شاملة لمواجهة صفقة القرن وما ستتمخض عنه ورشة البحرين ، والتصدي لكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قبر الحقوق الفلسطينية ، وقوننة الاحتلال وشرعنته وتكريس الاستيطان على الأرض الفلسطينية .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟