وائل باهر شعبو
الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 22:18
المحور:
الادب والفن
مساءً في غرفة فقيرة
صُفرة اللمبة المتدلية من منتصف السقف تنعكس على الجدران الإسمنتية.
تنفتح نافذة على أسطحة متراصة كالنفايات.
على فراش اسفنج استلقى على جانبه الأيسر وقد وصل تواً من عمله منهكاً ـ اليوم هو آخر الأسبوع وقد قبض أسبوعيته ـ فارشاً أمامه طبقاً امتلأ بقطع اللحم المشوي والكباب والبصل والبندوة ونصف لتر عرق الريان مع زجاجة ماء وقطع ثلج وكأس شاي مملوء بالعرق.
باكيت حمراء طويلة ومِنفضة معدنية.
صوت راديو يبث أغاني قديمة.
يَشف بنشوة من الكأس والسيغارة ويمضغ بتشفٍ الشواء.
إذا سألته هل تذهب إلى أي مطعم لتأكل ما تأكل وتشرب ما تشرب سيقول لا.
إذا سألته هل تحب أن تشاركك فتاة جميلة هذه السهرة سيقول لا.
إذا سألته أن يبدل حالته هذه بأي حالة أخرى في العالم سيقول لا.
هكذا
يريد فقط أن يتشرب ويتشبع جسده بأمزجة الطعوم الشهية
أن يغفو
وهي تحتضن وحشته الأسمنتية .
#وائل_باهر_شعبو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟