رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 10:10
المحور:
المجتمع المدني
في كل الأزمنة و في كل بقعة من بقاع المعمورة ، ترتكز هياكل انظمة الأستبداد على مناهج التضليل و الخداع و تبني سياسات القمع و الترهيب و معها التخويف و الترغيب و بينها بذر بذار القلق و التشكيك بين الأفراد في المجتمع و معها تشكيلة من الضغوط النفسية وافتعال الأزمات المنوعة و التحذير المستمر الممل بوجود مؤامرات و اخطار خارجية تحدق بالأمة و الوطن .. و ذلك من رؤية انها بالتنفيذ النشط و المستمر لبرامجها هذه و تسخير أفضل امكاناتها لها ستشتت و تنهك القوى المعارضة لها و تجبرها على الأنشغال بالبحث عن ملاذات آمنة تحميها ، أو الهجرة و الفرار من البلاد الأمر الذي يسهل للنظام الآستبدادي تشكيل بدائل كارتونية للمعارضة بشراء ضعاف النفوس وتوزيع مناصب هامشية عليهم ، و التفرغ لتصفية من يتبقى من المعارضة الحقيقية في الميدان و من تصل اليهم ايديها خارج البلاد ، ظنا منها انها بهذه الستراتيجية ستُسكِتْ كل صوت معارض و تُخضِع االشعب لأرادتها و هيمنتها و تكتسب المناعة ضد اية انتفاضة أو ثورة ضدها .
التأريخ أكد مرارا و تكرارا ان مثل هذه السياسات ربما أطالت من زمن بعض أنظمة الأستبداد لكنها لم تنجح أبدا في منحها الحصانة الأبدية و اكسير الخلود ، بل بالعكس فهي كبيئة قاسية و مع اشتداد ضراوتها و قسوتها تمنح المعارضين لها و معهم اجيال جديدة من المناضلين المزيد من الصلابة و الخبرة و القدرة العملياتية على الصمود و تطوير اساليب النضال و المقاومة و بالتالي الأنتصار ، بعكس منظومة النظام الأستبدادي ، فهي و في مرحلة بلوغ قمة غرورها و ثقتها المفرطة بنفسها تبلغ نقطة بداية النهاية لتدخل مرحلة الترهل و التآكل من الداخل التي من مظاهرها انقلاب المستبدون على بعضهم البعض طمعا في امتيازات و مواقع أقوى ضمن العصبة ، فتنخر بنفسها و من الداخل تكوينها العطب ، فيكفيها دفعة واحدة لتنهار ركاما و غبارا تذروها رياح الزمان ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟