|
بحبك يا أفشل أب...!
توفيق الحاح
الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 13:53
المحور:
كتابات ساخرة
في عبد الأب الذي اسمع به لأول مرة هذا العام منذ أصبحت أبا ل شادي في صيف عام 1978 تابعت عبر إذاعة مونت كارلو ما كتبته الكاتبة الساحرة الساخرة ام لسان طويل (غادة عبد العال) في مدونتها تحت عنوان (أفشل أب في العالم )..! وهي تلوم الأب الذي لا يعرف تاريخ ميلاد ابنه بينما يعرف أسماء كل لاعبي الفريق الكرواتي لكرة القدم ولا يعرف لون عيني ابنته .. بينما يعرف لون عيني نانسي عجرم! ياسلام ..؟! طيب..ما رأي سيادتك انا كأب فاشل مثله أحفظ أغاني عبد الحليم كلها ولا أحفظ رقم هويتي وتاريخ زواجي الميمون! هذه الكاتبة غادة التي كتبت المسلسل الكوميدي الشهير (أنا عايزة أتجور) لهند صبري.. والتي أحب كتاباتها الجريئة الناقدة لكل ما ينتقص من قيمة المرأة وحقوقها وكرامتها ..والمتحرشة دوما بتابوهات المرأة الدينية والمجتمعية ! يبدو أنها نسيت في هذه المدونة ان لها أبا انشغل طوال حياته يتعلم ويتخرج ويبحث عن وظيفة ثم عن شقة ليتزوج فيها السندريللا حبيبة القلب بنت الحسب والنسب التي نسيت شحوطها امام بياع الكشري ! والتي أصبحت أمها فيما بعد ومن ثم تحمل الأمير الهبيل النبيل نكاليف الحياة ومسئولية نصف دسته من الرعية من تربية وتعليم وفسح وعلاج وأقساط وقروض مما جعله يدور آليا طوال الوقت بساقية الحياة الثقيلة كجاموس تعس.. يتحمل دائما صلف وجهل وغرور مديره الدجال ..ونكد ست الحسن والدلال .. وطلبات أولاده الآجلة والعاجلة مستدينا من الأصحاب والأحباب وأولاد الحرام ليغطي الاحتياجات موحيا بابتسامة بلهاء ان الأمور تسير على ما يرام ! أنا شخصيا .. أحب هذا الفاشل وأحترمه وأرى فيه أبي رحمة الله عليه الذي كان يلف أزقة المخيم طوال اليوم ليعمر بوابير الكاز من اجل 10قروش! لولاها لما صرنا ولا تصورنا ! أحب هذا الفاشل ..ليس انتصارا ذكوريا لذكر.. كما قد تظن بعض الإناث الجميلات السليطات من أمثال بنت عبد العال . وخاصة عندما يعلمن ويعلم العالم كله أن أمي الأمية البسيطة هي مثلي الأعلى بحنانها وبكائها وحكمتها ومعاناتها في تربيتنا ..وما أن أسمع أغنية (ست الحبايب يا حبيبة )حتى تنساب دموعي دون وعي! وكما عرفت أمهات رائعات في السينما المصرية كأمينة رزق في (بداية ونهاية ) وثريا فخري الدادا اليهودية في (رد قلبي) والأم الضاحكة ماري منيب في(أقوى من الحب ) ومحسنه توفيق أخت الرجال في (العصفور) وغيرهن.. عرفت آباء أروع مثل حسين رياض في (السبع بنات) وعماد حمدي في (أم العروسة ) وشفيق نور الدين في (مراتي مدير عام ) وعبد الوارث عسر في(مش عارف ايه)! كذلك عرفت أمهات شهداء وجرحى وأسرى أعظم وأصبر.. منهن خالتي (أم إبراهيم) التي فقدت ابنها كأول شهيد على حدود خان يونس يوم الخامس من حزيران 67 و(ام ضياء الأغا ) عميدة أمهات الأسرى وعرفت آباء شهداء كثيرين..في الانتفاضتين.. وحروب غزة.. عمالقة تحجرت دموعهم وهتفوا للوطن وهم يوارون أعز ما لديهم التراب! كانوا آباء صابرين ..صامدين.. ولم يكونوا أبدا سفن اب او لبن أب ! وختاما.. الأب والأم ثنائية الهية عظيمة مقدسة لا تقبل النمطية كأن نقول مثلا الام طيبة بطبعها والاب قاس بطبعه.. فللأم فضل وللأب مثله ..وكما ان لأجمل الأمهات عيد ربيع تستحقه.. نحتفل بها ونكرمها ، فان للاب أيضا عيد صيف يستحقه ويستحق معه كلمة حب وعرفان ..! ومن ينكر هذين اليومين فانه جاهل حتى ولو كان شيخ الجامع! لان الإسلام حض من بعد حق الله والرسول على حقوق الأب والأم ! أتذكر أني كنت أول من يستقبل أبي ويساعده في تنزيل صندوق العده عن كتفه وأهمس له كما علمتني امي ( الله يعطيك العافيه يابا ).. كنت أرى محياه يشرق بابتسامة تبدد التعب ويدس في يدي قرشا من النحاس الأحمر عليه صورة الملك فاروق..واصب الماء على يديه الملطختان بالسواد ووجهه الذي لفحته الشمس بسمرة لاتزول! رحمك الله أيها الامي.. يا أروع ويا أعظم الرجال .. انا فخور بأني ابنك وفاشل مثلك ...وها أندا اصرخ لتسمع كل بنات عبد العال ..بحبك يا أفشل أب...!
#توفيق_الحاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حمار مثقف..!
-
كشف حساب..!
-
الشعر,.!
-
محظوظ 100%
-
..نصف الموقف أكثر..!
-
2019
-
باص سياحي..!
-
زهايمر..!
-
أخي جاوز الظالمون المدى..!
-
من يومك..يازبيبة!
-
أبو عثمان..!
-
المخ العربي..!
-
خطاب الرئيس يوم الخميس
-
لجنة ادارة ..لعموم البيارة!
-
حدث في غزة..!
-
الكاتب والسياسي..!
-
شهادة لله..!
-
كتاب..اااخر زمن!
-
من كوشكة..الى تكتكة!
-
ضاعت البلاد ومتحف العقاد..!
المزيد.....
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
-
تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر
...
-
المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
-
عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو
...
-
الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|