أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دوير - وفاة مرسي














المزيد.....

وفاة مرسي


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



... حالة التعاطف الشعبي مع دراما وفاة مرسي تجعل أي فرد يتوقف ليتأمل ردود أفعال الناس وانتشار الخبر بهذه السرعة الكبيرة..فبعيدا عن تداول الخبر علي وسائل التواصل الاجتماعي، كانت المكالمات التلفونية بين الناس تقول: مرسي مات !! ليسود الصمت بضع ثواني، وكأن موت الرجل جاء مفاجئة للجميع.
.. أنا شخصيا كنت أراقب الحالة الصحية لسجناء الإخوان أثناء محاكمتهم، وكنت أعتقد أن النظام المصري من الذكاء بحيث لا يمنح هؤلاء أي فرصة لبكائيات جديدة، وأن سجناء الإخوان هم أقرب الي " المتحفظ عليهم " أكثر من كونهم سجناء..لأن مشكلة الإخوان في مصر والعالم العربي أكبر من قدرة النظام المصري علي معالجتها منفردا بدون إدارة دولية لها، لذلك تصورت أنهم في مأمن، ورغم ما تواتر إلي من منع الأدوية عنهم وعدم حصولهم علي حقوق السجين السياسي كاملة، إلا أنني كنت علي يقين بأن السلطة المصرية واعية لعدم الوقوع في مثل هذه المشكلة، مشكلة موت رئيس دولة سابق في السجن نتيجة إهمال طبي أو سوء حالة السجن، وربما هناك أسباب أخري يعملها المولي عز وجل.
..ولكن النظام المصري فشل في الحفاظ علي حياة مرسي، وقدم فرصة ذهبية للإخوان لوضع الرجل في منزلة القديسين والشهداء لأنه مات بعد اعتقال دام ست سنوات. وأتصور أن ما يقدمه النظام المصري من هدايا مجانية للإخوان سواء في فشله في إدارة البلاد اقتصاديا وارتفاع معدلات الديون أو فشله في تطوير الحياة السياسية وخلق مناخ من الديمقراطية والحريات، مما جعل من المقارنة بين السيسي ومرسي، قضية يومية بين ألسنة العامة من الناس.لم يتوقف النظام المصري عن التبرع للإخوان بهدايا لا يحلم بها، وعلينا أن نتذكر دائما أن موت مرسي في السجن كان أمل بعض المتشددين من الإخوان لأنهم أدركوا أن الدور التاريخي والسياسي للرجل قد انتهي وعليه أن يقدم نموذجا استشهاديا ينهي به حياته حتي تكتمل فصول القصة الدرامية له.. وهذا ما حققه النظام المصري بغباء يحسد عليه.
.. موت مرسي بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت والمكان هو أحد أسباب تعاطف الكثيرين – حتي من المعارضين للإخوان والإسلام السياسي بصفة عامة – إن قيمة سيد قطب في تاريخ الإخوان لم تأت فقط من إسهاماته النظرية في التكفير، بل ازدادت تلك القيمة مع دراما إعدامه في أغسطس 66، وقيمة شهدي عطية لا تكمن فقط في قيادته للحركة الشيوعية المصرية في مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث، بل أيضا في دراما تعذيبه حتي الموت في يونيو 60،واعتقد أيضا أن شخصية جيفارا تحولت إلي رمز ملهم بعد دراما مقتله علي أيدي عصابات الأمريكان.
.. إن موت الشخص وهو بين يدي خصومه أعزل من كل شيء، حالة درامية في حد ذاتها لابد وأن تخلق تعاطفا كبيرا ولو مؤقت.
.. وبنفس درجة الغباء الذي ارتكبه النظام في عدم الحفاظ علي حياة مسجون بهذه الأهمية سيرتكب الإخوان نفس الحماقات والغباء الذي ارتكبه النظام، حيث سينسجون قصصا وهميه كبري ويطرحون ضلالات ما أنزل الله بها سلطان حول موت مرسي، سيستخدمون الرجل في مماته كما استخدموه في حياته، سيتاجرون بموته كما تاجروا باعتقاله.
.. وما بين الذين قضوا علي حياته، والذين سيستغلون مماته، تحول موت مرسي إلي لعبة رست كبيرة بين النظام والإخوان، وسيتم التعامل معها وكأنها قضية تحرر وطني أو قضية ذات صلة بالسيادة الوطنية.وسندفع نحن والشعب المصري ثمنا فادحا سواء بالرعب من قسوة النظام علي معارضيه أو بالدهشة من القصص الخيالية التي سيفرضها علينا إعلام الإخوان لسنوات قادمة.
...... باختصار..رحل مرسي " الشخص" وهو ضحية نظام فاشي يقتل معارضة، وضحية جماعة فاشية لا تتورع عن استخدام حالة الموت من أجل مكاسب سياسية، كما استخدموا من قبل الأطفال كدروع بشرية في مواجهة الخصوم.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فقه المصالحة: العسكر والإخوان واليسار
- الثورة المصرية.. والبحث عن دولة يناير (3)
- الثورة المصرية .. والبحث عن دولة يناير (2)
- الثورة المصرية والبحث عن دولة يناير(1)
- التنوير الآتي من طيبة وليس من آثينا
- الحركة الاشتراكية الرابعة
- 30 يونيو: الحدث ذو الألف وجه
- حول انتخابات الرئاسة المصرية...ورقة للنقاش
- الاشتراكية العاجزة..1-5
- عشر مقولات ..في قتل الأقباط
- أسلمة النضال.. وسلفنة الثقافة
- شحاتة عبد الحليم .. تاريخ من العطاء
- خمسون عاما ..خلف قضبان الحياة
- أبو هشيمة: القصة والدلالة
- هل مصر علي أبواب انقلاب عسكري ؟
- تيران وصنافير ... والطبقة الوسطي ..!!
- يعني إيه كلمة وطن ؟
- عن التظاهر في لحظتنا الراهنة
- العلية والضرورة والمصادفة
- ويسألونك عن البرلمان !!


المزيد.....




- ترامب يكشف ما قاله لنتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غز ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لتفجير أنفاق في رفح
- لحظة تحطم طائرة -تو-22 إم 3- في مقاطعة إيركوتسك الروسية بسبب ...
- معركة كورسك.. مقبرة للقوات الأوكرانية
- البنتاغون: نرصد تعميق أسس التعاون بين روسيا وإيران
- سبب زيادة العواصف المغناطيسية
- الحرية الفردية في التجربة الغربية
- الفلاحي: عملية سرايا القدس نموذج بسيط من المعارك الدائرة برف ...
- الحزب الجمهوري بعد إطلاق النار على ترامب
- واشنطن وبغداد تبحثان سبل تجنب التصعيد


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دوير - وفاة مرسي