أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسقاطات الصراع الأمريكي-الإيراني على الكرد















المزيد.....

إسقاطات الصراع الأمريكي-الإيراني على الكرد


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إيران تبحث عن خلق الفوضى في منطقة الخليج الفارسي، هذا ما يرجحه معظم المحللين السياسيين، لكنها تفعل عن دراية وبحكمة، وتحاول جر الدول المجاورة إلى حرب ما، وتريد أن تستبعد أمريكا عنها، وذلك لقدراتها العسكرية الهائلة، والتي قد تؤدي إلى انهيار سلطة ولاية الفقيه، فتهديداتها للقوات الأمريكية هي في الواقع رسائل غير مباشرة للسعودية والإمارات وإسرائيل، ولا يستبعد أن تكون روسيا بحد ذاتها وراء هذه الإستراتيجية في التعامل مع القضية، كما وأن أمريكا لا تزال تحاول إرضاخ إيران عن طريق الترهيب والضغوطات الاقتصادية، والأخيرة بالضبط هي ما تدفع بإيران على عرض بديلها على طاولة الصراع، باستخدام أدواتها في المنطقة، أو كما فعلتها مع ناقلات النفط، بتعطيبها، مع نفي الفعل، ففي الحالة الأولى، أي ضرب الناقلات، تهديد لدول الخليج والمصالح الأمريكية. وفي الثانية، أي النفي، تحاول الابتعاد قدر الإمكان عن رد الفعل الأمريكي العسكري، علما أن العمليتين وضعت الولايات المتحدة أمام إشكالية عسكرية ودبلوماسية، وهذا ما تتبين من خلال ما يجري في أروقة الوزارتين الخارجية والدفاع، والمنقول بشكل ما إلى الإعلام، وهي لا تزال تبحث عن الأسلوب المناسب لرد الفعل، وحتى الأن تتبين وكأنها تغوص في مستنقع الصراع العسكري والذي يقف روسيا ولربما الصين بشكل غير مباشر مع الطرف الإيراني، والمواجهة لن تكون على سوية العراق.
ومن جهة أخرى فقد أصبح معروفا للكل ما بلغه مستويات انهيار الاقتصاد الإيراني، وقيمة عملتها، ودخلها الوطني بعد توسيع الحصار الأمريكي على صادراتها النفطية ومواردها من الخامات الأخرى، ومدى تأثيرها على أدواتها في الخارج، كدعمها لسوريا، وحزب الله، والحوثيين، ومنظماتها في أفغانستان، وغيرها، وهذا ما يدفع بها للإسراع في خلق الفوضى، وعلى الأغلب أن المنطقة الكردية واحدة من الجغرافيات التي ستتأثر بشكل مباشر، وببعدين:
1- من الناحية السياسية، سيتم إيقاظ القضية الكردية في إيران، ولربما تركيا، إلى سويات لم تبلغها سابقا، منذ انهيار جمهورية كردستان بمركزها مهاباد، ومثلها سيتم دعم الأطراف الأخرى في المحافل الدولية وعلى الإعلام، وقد يرقى التعامل العسكري مع جنوب غربي كردستان إلى السوية السياسية، ولا نستبعد أن يتم تراجع في الموقف الأمريكي من الاستفتاء الماضي لجنوب كردستان، ومن المرجح أن الهجمات الأخيرة على الاقتصاد الكردي في جنوب وجنوب غربي كردستان، كتدمير البنية التحتية الاقتصادية والديمغرافية لعفرين، وحرق المحاصيل الزراعية من كوباني مرورا بدرباسيه وقامشلو وتربه سبيه وكركي لكي إلى شنكال وحتى كركوك، أي عمليا مجمل جغرافية إقليمي كردستان، من ضمن التحركات الإقليمية ضد القوى الكردية المتوقعة أن تكون إحدى الأدوات الأمريكية في حال تصاعد الصراع إلى حالة المواجهة.
2- أما من الناحية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، فعلى الأغلب ستكون شبه كارثية، لأنها ستكون الأداة التي ستستخدمها أمريكا من جهة، وإيران من جهة أخرى، وبالتالي الشعب الكردي سيكون جزء من حطب نار الحرب، فيما إذا اشتعل.
ولا خلاف على أن الاستمرار السلمي لحالة الحصار الاقتصادي على إيران تصب لصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة، ويضعف الجانب الإيراني، لأن اقتصادها بدأت تنهار يوم بعد أخر، فقد سقطت قيمة عملتها (تومان) في السنوات الأخيرة بوتيرة عالية، لكنها الأن تنهار، فمن 9 ألاف عام 2010م مقابل الدولار الواحد إلى قرابة 50 ألف تومان في افتتاحية السوق الأسبوع الماضي. وهبطت صادراتها النفطية من 2,5 مليون برميل يوميا في إبريل عام 2018م إلى 1,1 مليون برميل قبل أذار عام 2019م، وتوقفت في الشهر الماضي على قرابة 400 ألف برميل يوميا فقط، والهدف الأمريكي هي تصفير الصادرات. وهذا يعني أن دخلها من العملة الصعبة ستكون غير كافية لتمويل أي من مشاريعها، وبالتالي تأمل أمريكا إلى حدوث حالة غليان في الشارع، على الأقل بين المعارضة، فمدخولها من تصدير النفط سقطت من 81 مليون دولار في اليوم الواحد إلى أقل من 28 مليون دولار في الأسبوع الأول من أيار لهذا العام.
كما وأن إيران تعتبر ثاني دولة في العالم باحتياطي الغاز الطبيعي بعد روسيا، بكمية تبلغ 18% من الاحتياطي العالمي، وكانت حتى نهاية عام 2018م ثالث أكبر دول العالم في الإنتاج، إلا أن نسبة كبيرة منها تستهلك داخليا. وقدرت صادراتها في كانون الثاني لهذا العام، أي قبل تشديد الحصار في أذار، بـ 36,24 مليون متر مكعب يوميا، أي بمدخول سنوي بلغ 3,4 مليار دولار سنويا، لكنها هبطت إلى النصف بعد أذار الماضي، وتراجع دخلها إلى قرابة 2,4 مليار دولار سنويا، ولربما ستحافظ على هذا المستوى فيما إذا لم تتراجع تركيا عن الاتفاقية باستيراد غازها لمدة 25 سنة، وتركيا تقف على رأس قائمة الدول المستوردة وتأتي بعدها العراق، هذا ما صرح به رجب طيب أردوغان قبل شهر، مؤكداً أنه سيستمر في الاستيراد رغم التهديدات الأمريكية، فمن المعلوم أن 40% من طاقة تركيا الكهربائية تعتمد على الغاز الطبيعي، ونسبة عالية منها تستورد من إيران.
لا شك أن هذا المؤشر الاقتصادي يمكن تعميمه على جميع صادراتها، ودخلها القومي السنوي، وبالتالي على مشاريعها الاقتصادية والعسكرية، وعلى رأسهم مفاعلها النووية، مع الأخذ بعين الاعتبار تعامل الأنظمة الشمولية مع شعوبها وطرق تجويعهم تحت الشعارات المتعددة، للاستمرار في الحفاظ على قوتها الأمنية والعسكرية، وسلطة أئمة ولاية الفقيه واحدة من هذه الأنظمة، بل ربما أحنكها، لاعتمادها على البعدين: المذهب الشيعي مقابل السني وعلى رأسهم السعودية، ومن ثم وبشكل غير مباشر القومية الفارسية، مقابل القومية العربية. وفي الحالتين، سيتم تحريك قوى المنطقة، ومن بينهم الكرد، حتى ولو كانوا الحلقة الأضعف في الصراع، لكن لا يستبعد أن يتم دعمهم ليكونوا أحد القوى الرئيسة في جغرافية كردستان، أي في العراق وإيران وسوريا، وهنا لا يستبعد أن تندرج أو تدفع بتركيا مع ديمغرافيتها الكردية إليها كقوة سياسية وربما عسكرية واقتصادية.
ويرجح معظم المراقبين العسكريين قبل السياسيين احتمالية حصر الصراع في بعض المناوشات، العسكرية، أي أن أمريكا على الأغلب ستكتفي بضرب بعض المراكز العسكرية، بعد إعلام روسيا بما سيتم، كرد فعل على ما تم إتهام إيران به، مكتفية بالحصار الاقتصادي والتضيق العسكري، ولاعتبارات أوردناها سابقاً، وعلى الأغلب ستتدخل دول لحسم الصراع، وإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، وبدون شروط مسبقة، وروسيا ومن ثم الصين تقفان على رأس قائمة الدول الأكثر احتمالا في القدرة على حل النزاع، وليس المرجح من قبل أمريكا، وقد بدأ هذا المؤشر يظهر عندما فشلت الوساطة اليابانية عن طريق رئيس وزرائها، خاصة بعد قصف ناقلتها في الوقت الذي كان يحاور فيها شانزو إيبي الخامنئي، ولكن مع كل ذلك ستظل إيران، وتحت نظامها المذهبي الحالي، منبعاً للقلاقل والتهديد المتواصل لدول المنطقة وعلى رأسهم السعودية ولإسرائيل والمصالح الأمريكية، فلا يعقل أن تقوم بتغيير النهج الذي غرزه في تابعيها من المذهب الشيعي، أي نظام ولاية الفقيه، لمجرد اتفاقية عسكرية-سياسية، وعليه فخطر إيران سيظل دائما على الكرد، في الإقليم الجنوبي، وسيزداد فيما إذا زال الحصار الاقتصادي، ولهذا يتم ترجيح استمرارية الحصار، والمحاولات الأمريكية في تغيير النظام، خاصة فيما إذا ظل الجانب الأمريكي المحافظ كمستشار الأمن القومي جان بولتن، ومعه وزير الخارجية مايكل بومبيو، ونتنياهو في الجانب الأخر مسيطرون على الإدارة الحالية، ولكن ليس كما تم في العراق، بل بأساليب مختلفة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
17/6/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة وزير الدفاع الأمريكي تشمل الكرد
- حصة الكرد من الضغوطات الأمريكية على إيران
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الأول
- نحن المسؤولون عن الجاري
- هل سيكون الكرد حطب الصراع الروسي الأمريكي
- أحزاب كردية بلا سند -2/2
- أحزاب كردية بلا سند - 1/2
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الثالث
- كردستانية المنطقة الآمنة -2/2
- كردستانية المنطقة الآمنة- 1/2
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الخامس
- هؤلاء من ينهبون عفرين- 2/2
- من نهب أموال السوري المشرد-1
- الكردي بين التدخل والجهالة-الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الرابع
- الخلاف الكردي المسيحي - الجزء الثالث
- سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 2/2
- سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 1/2
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الأول


المزيد.....




- -سحق معدني مروع-.. لقطات تظهر مصير قطار خرج عن مساره بأمريكا ...
- أول تصريحات لزعيم الحوثيين بعد الهجوم الإسرائيلي على الحُديد ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يسمح باستخدام الطائرات الحربية في الض ...
- بالأرقام والتفاصيل.. عدد المقيمين غير الشرعيين بالولايات ال ...
- هل يؤدي هجوم إسرائيل على اليمن إلى اتساع دائرة الصراع في الم ...
- نتنياهو يتوجه إلى واشنطن الاثنين في أول رحلة خارجية منذ أكتو ...
- القبض على عصابة لتهريب الأسلحة جنوبي ليبيا (صور)
- ميقاتي في بغداد للاتفاق بشأن توريد النفط العراقي إلى لبنان
- يعود للقرن الرابع ميلادي.. اكتشاف أول مبنى مسيحي في البحرين ...
- الجيش الإسرائيلي يطعّم جنوده في غزة ضد شلل الأطفال


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسقاطات الصراع الأمريكي-الإيراني على الكرد