رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 17:37
المحور:
الادب والفن
في زمن الفصل
محمد خروب
مجموعة قصصية كتبت بين عام1972 - 1989، والقاص لم يرتب القصص حسب زمن كتابتها، بل جعله يأتي متشابك ومتداخل، لكننا نستطيع تحديد القصة الأولى والقصة الأخيرة، الأولى قصة "12 يناير" والأخيرة قصة "حالة" ورغم تباعد زمن الكتابة إلا أننا نجد اللغة واحدة، والأفكار متقاربة، فالقاص لا يذكر مكان محدد إلا عندما تحدث "عن سقف السيل، والمخيم" وما دون ذلك بقى المكان عام غير محدد، وهذا يعطينا اشارة عن تجاهل القاص للمكان وعدم الألفة معه، وهذا ما نعكس على مواضيع المجموعة، فهي بغالبيتها تتناول الجانب الشعبي/العامة وهمومها، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهناك قصة "الوهم" التي تتحدث عن الفساد الاجتماعي والاخلاقي عند الطبقة البرجوازية، وقصة "حالة" التي تتحدث عن الفساد الاداري، وهذا يعطينا مدلول على انحياز الكاتب للعامة، فعدد القصص "العامة والبسطاء، كان له الغلبة ويتفوق كثيرا على تلك التي تحدثت عن الطبقة العليا، وكأنه بهذا التجاهل يشير إلى امتعاضه منها.
وما يحسب لهذا المجموعة أنها ممتعة وسلسة، ويستمتع بقراءتها، ولكننا لا نجد صوت المرأة القاصة، فالقاص هو الذي تتحدث عن المرأة أو ينقل لنا ما قاته، ففي قسم "مذكرات زوج" كان يفضل أن تسمعنا "صباح" زوجة "عمر" صوتها أو تقص علينا شيء من الأحداث، لكن "القاص بقى هو المهيمن والمسيطر على مجرى القصة، ورغم أنه بدا لنا شخصية ضعيفة وخاضعة تماما لأمه "عائشة" و لحماته، حتى أنه كان يتماثل مع حالة الطفل المطيع لما يملى عليه من تعليمات عندما يتم الذهاب إلى مكان ما.
المجموعة من منشورات دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، طبعة 1991.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟