( نص مفتوح )
عبرْتُ المسافات
تنامَتْ من بعدي الشوشرات ..
شوشراتٌ تجفِّفُ رحيقَ الحلقِ
حواراتٌ مشنفرة بالحزنِ
تتدفَّقُ بقسوةٍ مخيفة
فوقَ غاباتِ الحلمِ
حواراتٌ حُبلى بالوباءِ
صراعاتٌ من أجلِ الجفاء
من أجلِ الشقاء
من أجلِ ديمومةِ البلاهة
لا خلود في أروقةِ هذا الزمان
صراعاتٌ مجنونة تحاصرُ غربتي
تفترسُ صباحي ومسائي
كلّ كائنٍ على وجهِ الدنيا
إلى زوال
إطلاقاً
لا تروقُ لي يا زمان
أينَ موقعنا
من دنيا المكان؟
ارتجاجٌ في أعلى الجبين
قرفٌ يوخزُ ظلالَ الروح
وجعٌ يلامسُ سهوبَ الخيال
يحرقُ خيوطَ الحنين
وجعٌ ممتدٌّ من فروةِ الحلمِ
حتّى أخمصِ الذاكرة
أيّها البحر
يا صديقَ النوارس
صديق الغربة والغرباء
أريدُ أن أمتطي السحاب
أن أمتطي رعونةَ هذا الزمان
أريدُ أنْ أروِّضَ خشونةَ الأوباشِ
خشونةَ الضجيج الهاطلِ
فوقَ هضابِ الحلمِ
قلبي واحةٌ فسيحة
يتلألأ بحنينِ الطفولةِ
يسطعُ بأحزانِ الشبابِ
بأحزانِ الرحيلِ ..
في تجاعيدِ غربةِ الأيّام
غريبةٌ أنتِ عنّي أيَّتها الأيّام
أيَّتها الصباحات
أيَّتها الليالي المكلَّلة بالندى
غريبةٌ أنتِ عنّي أيَّتها الأنثى
أيَّتها اللائذة
بين أهدابِ الليلِ
أينَ أنتِ أيَّتها الشامخة
في مويجاتِ الحلمِ
أيَّتها الهاربة من جسدٍ
يتلظَّى ليلَ نهار
أيَّتها النابتة
بينَ سفوحِ الروح
أيَّتها الحلمُ المنسيّ
أيَّتها القابعة
بينَ شهيقِ مساءاتي البعيدة
أينَ
أنتِ
يا نسغَ
الحياة؟!
...... .... ..... ... يُتبَع
لايجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.
ليلة رأس السنة: 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]