أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - التمايز والاختلاف وطريقة التفكير














المزيد.....

التمايز والاختلاف وطريقة التفكير


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التمايز والاختلاف وطريقة التفكير

مهند الصبّاح

جُبل الإنسان على الاختلاف، اختلاف في الجنس، اللغة، الدين، العادات والتقاليد، اختلاف في الثقافة ونظرته لنفسه وللحياة، واختلاف في أسلوب العيش وانتقاء أدواته.
هذا التباين ربّما يكون مؤصلا وراثيّا، وربما هو ناشئ نتيجة تغيّر المناخ المعيشي للفرد أو للجماعات كانتقال الفرد من الطبقة الوسطى صعودا و هبوطا بعد اكتسابه مقوّمات الانتماء لطبقة جديدة تختلف جزئيّا أو كليّا عن طبقة المنشأ.

لنستعرض بعض النماذج النمطيّة الدّارجة على عجالة:

أهل المدن أرقى من أهل القرى، وسكّان المدن الشماليّة أغزر حضارة وانفتاحا من مدن الجنوب، والغني يفوق الفقير في الحضور، الدّين الإسلامي أفضل الأديان، السنّة أقوم من الشيعة، الحنفيّة أيسر من الحنابلة، الأحزاب الدينيّة أحقّ إتباعا من الأحزاب العلمانيّة، الإخوان المسلمون أكثر صوابا من السلفيّة وأبناء تقي الدين النبهاني، الرجل قوّام على النساء. الابن البكر مُقدّم على من بعده من الأخوة. العالم فوق الجاهل، والإنسان الأبيض أكثر إنسانيّة من ذوي البشرة السمراء، والمرأة المُحجّبة أطهر من حاسرة الرأس، وعالم الدّين أهدى من عالم الطّبيعة والاجتماع، الشرق والغرب.

وبما أنّ الإنسان مجبول على الطبيعة فمن كل ضدّ له ضدّ وله مدار يحوم فيه كما الأيونات والإلكترونات حول نواة الحياة.

هذه حقائق نعيشها كلّ صباح، تربطنا بها علاقة نسبيّة تعتمد اعتمادا كليّا على طريقة التفكير ونسقه، وكما هو معروف فإنّ أفكار الإنسان تجاه أمر معين هي التي تُحدد أسلوب تعاطيه مع هذا الأمر. يمكن أن ينتج عن هذه الأفكار المسبقة مساران:
أولا: أنّ حقيقة الاختلاف والتمايز عن الآخرين هي بمثابة تشريف إلاهي، وبالتالي فإنّ الفرد ينظر للآخر المختلف ككائن وُجد كي يقوم على خدمته والسهر على راحته، وهذه النظرة كانت المُحرك الأكبر لحملات الاستعمار الأوربي لشعوب أفريقيا والعالم. ذات النظرة اعتمد عليها أدولف هتلر في تسويق مشروعه لاحتلال أوروبّا – سمو العرق الآري والناطقين بالألمانيّة -.
وهذا مدعاة إلى تكريس العنصريّة بين البشر وتحويل الاختلاف والتمايز بينهم إلى خلاف واتساع للفجوة نتيجة للإسقاطات الثقافيّة المتبادلة، وبالتالي حدوث الحروب والنزاعات سواء داخل مركبات المجتمع وطبقاته، أو على مستوى الدول والحضارات المختلفة – صراع الحضارت-.

ثانيّا: أنّ حقيقة الاختلاف والتمايز عن الآخرين هي بمثابة تكليف، حيث أن هكذا أفكار تُجبر الإنسان على مدّ يد العون لذاك المُختلف، يشاركه بما لديه من معرفة متراكمة و يساعده في امتلاك أدوات انتاجها، تقاسم الموارد، الاطلاع على الثقافات المختلفة،...، - في اطار احترام اختلافه عنه -، مما يجعله قادرا على الإضافة للحضارة الإنسانيّة وليس عالة عليها. هذه العلاقة بين من يستطيع ومن لا يملك تؤسس لعلاقة تكامليّة سواء بين مكونات المجتمع الواحد أو بين الشعوب، مما ينعكس أثره الإيجابي على الأفراد والجماعات والشعوب ويقلل نسبة حدوث النزاعات والصراعات القائمة على التنافسيّة على مستوى العالم، أمّا داخل المجتمع فهي سوف تسعى للحفاظ على السلم الأهلي وعدم الاحتراب الدّاخلي وبالتالي تنميّة ثقافة الاختلاف وتعزيز الممارسة الديمقراطيّة في شتى مناحي الحياة.

نظرة التكليف هذه هي على نقيض التوجّه الأول من علاقة قائمة على الاستهلاك والفوقيّة والتبعيّة.
وبالعودة إلى الطبيعة، وبما أنّ الإنسان هو جزء من هذا الكون فبات لازما عليه أن يتعّلم من المنظومة الإيكولوجية السائدة ويستنبط منها ما يفيده في إعمار الأرض والإنسان، تماما كما استقى من الطّير كيفيّة الطيران ووسائل الاتّصالات الحديثة ومن الأسماك مهارة الغوص والسباحة و من التمثيل الضّوئي ودورة في نمو النباتات وتنقية الجو من التلوّث، وغيرها الكثير.
17/06/19
[email protected]



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة
- القواسم المشتركة في الشخصيّة بين نيتنياهو وزعماء العرب المطب ...
- مُعززات العنف في مجتمعنا الفلسطيني
- كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري
- هل أخطأت الجبّهة الديمقراطيّة بقرارها المشاركة في الدورة الح ...
- بين القناعة والرضا والطموح أمور متشابهات ... كما أظنّ وأرى
- هل الإنسان مكتشف أم مخترع ؟ كما أظنّ وأرى
- لا يوجد حبّ مجرّد ... كما أظنّ وأرى
- المجلس المركزي وسحب الاعتراف، الهدف والمستهدف من القرار
- المثقف والاغتراب ... تحدٍ دائم
- مركز الليكود يفرض خيار الدّولة الواحدة
- بين معركة البوّابات وهبّة العاصمة
- ثلاث خيارات لا رابع لها
- الكمبرادوريّة الفلسطينيّة ومشروع الخلاص الوطني
- كتاب ثقافة الهبل يدعو لتحرير العقول
- لماذا تتم المصالحة الفلسطينية الآن؟
- معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع
- حجارة الدمينو الفلسطينية
- الصمت الرسمي الفلسطيني من أزمة الخليج.
- قطع العلاقات مع دولة قطر...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - التمايز والاختلاف وطريقة التفكير