فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 13:51
المحور:
الادب والفن
=============
(تابوت)
أنْ تأتي بألواحٍ من الجَوزِ
جُفِّفَت في الشمسِ
سنواتٍ عشرًا
وبعضِ مساميرَ
ومطرقةٍ
كي تصنعَ صندوقًا
يماثلُ حجمَكَ
...
ثم تجِّربَ مزلاجَه
الذي ثبَّته من الداخلِ
أثنتىْ عشرةَ مرّةً
حتى تتأكدَ أنه جيدُ الصنعِ
وأنكَ
إن دخلتَ
لن تخرجَ بإرادةِ سواك.
***
والآن
بينما تَهمُّ بالدخول
ترى فراشةً
( كنتَ قد صبَّرتَها داخل تجويفِ دماغكَ )
تحاولُ الخروجَ
من تجويف إحدى عينيك
...
سوف تفتحُ التابوتَ فورًا
تودعُهُ أشياءكَ القديمة
تدقُّ مسمارًا واحدًا
وتمضي.
*********
(حاجزٌ أثيريّ)
كيفَ يمكنُ أن يحافظَ الإنسانُ
على ملابسِه
حين يحاولُ الآخرون انتزاعَها؟
أن تكونَ عاريًا
بينما يكفُّون عن التهامِ بشرتكَ
ثم عظامِكَ.
***
ولأن عيونَ البشرِ
بِضِعْفِ عددِهم
- تقريبًا –
نلجأُ
إلى مزيدٍ من السترات
ونحاولُ استعمالَ الغراء
لتثبيتها.
***
شيءٌ مضحك
فقط
كنتُ أحاولُ أن أقُصَّ نكتةً فجّة
لأنكَ دومًا
بوسعكَ أن تطلبَ من الفضوليين
بكلَّ رقةٍ
أن يكفوُّا عن ملاحقتِك
وأن يتركوكَ وشانكَ
ولأنهم فيِ غايةِ العذوبةِ
سيوافقون فورًا.
*********
(قوسٌ مائل)
جدًا
أحترمُ عازفَ البيانو
نقرةُ إصبع
تخلقُ عالمًا.
***
قوسٌ مائلٌ
محورٌ
قاعدةُ ارتكاز
كرةٌ بلونٍ أزرقَ باهت
مسطَّحاتُ ماء
ستُّ قاراتٍ بلونٍ أخضر
قارتان بلون الثلج،
وواحدةٌ
بلون الضياع.
***
أحاولُ أن أُتقنَ فنَّ تدريب الأصابعِ
لأديرَ كُرةً على محورٍ
في اتجاهٍ مغايرٍ لدورانِ الأرض
بمقدار عشرين عامًا
في اتجاه الشرق
فقط عشرين.
***
وجوهٌ كثيرةٌ لن أراها
أحداثٌ
خساراتٌ
ومكاسبُ:
ارتكابُ الشعرِ
امتطاءُ الجنون
ارتقاءُ دروب التنفس
استنفارُ أشرعةِ الاختيار
مفهومٌ جديدٌ للوجود
استدعاءُ الخبرات
وتحليلُ الرؤى.
.....
ليسَ مضمونًا تمامًا
كيف يمكنُ أن تغيّرَ عالمَكَ
بنقرةِ إصبع.
***
********
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟