أفين إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 12:31
المحور:
الادب والفن
أنت لا تعرف شيئاً عن الحقيقة
العظمة النافرة في مشط قدمك
الثقب الكبير في قلبك
البقعة الداكنة الحزينة في ظلك
ما علق من حياتك على الشجرة
ما أذابه النسيان في شموع ذاكرتك القصيرة
ما كان لك من قواقع البحر
ما كان لي من تكسرها
كل هذه أسباب حقيقية
أسباب مقنعة لتصاب امرأة مثلي بالكأبة
بنوبات التعرق اللعينة
بالليل
بالحب
بالكره
بالرغبة في النظر إلى عيون الرجال الخالدة
بالشعور بالدور
الخروج للموت
الانتحار بجرعة جمال زائدة
المشي نحو الأشجار الصغيرة
الأشجار التي لا تشبه البشر
الأشجار التي لا تعرف شيئاً عن حياتنا
عن قفصك الأوسع من قلبي بأصبعين
الصخرة الجاثية على صدرك
السفن المحطمة خلف أيامي
عن أسباب مقنعة حقا
لجلوس النساء الطويل بجانب الأبواب البعيدة
لاختيارهن الشعر
لأكلهن قلوب الأطفال الذين أحبوهن على نحو غير محتمل
لتبديد حياتهم في صناعة مشانق عميقة للقمر كي يمر
للهروب من الحرب
الغناء كخفافيش مريض
الموت بقسوة
الالتصاق بالعتمة
للسقوط
سقوطهن الطويل في الشتاء
بجانب الموقد
في فم الزهور
تحت إبط الوحشة
في زاوية الحمام
تحت سلال الخبز الجاف
بين رصاصتين
واحدة في الرأس
الأخرى في قصيدة
أنت
أنت لا تعرف شيئا عن الحقيقة
أنت تعتقد أنك تراها في شريط الأخبار أسفل الشاشة
في انتصاراتك على الوقت الضائع
على فخذ امرأة تنام بجانبك دون خديعة
في نسيانك
نسيانك المزيف للطفلة المتيبسة خلفة النافذة
الطفلة التي تنام في الحديقة الخلفية لقلبك
تحت الظلام
بين جذوع أشجار صغيرة أحببتُها
أشجار لطيفة
لا تريد أنت تعرف شيئا عن خيالاتنا المخيفة
عن غد أترك فيه رأسي للحرب
صورتك للبرد
خوفي للفجر
والشعر لعيون الأموات
الأموات الذين لا يعرفون شيئا عن غيبوبتهم الشاحبة
الذين سيموتون مرة أخرى في الوحدة
الذين سيعرفون الكثيرعن أشباحهم
عن حياتهم
حياتنا المرعبة
أنت لا تعرف
لا تعرف.
..
13/6/2019
#أفين_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟