فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6257 - 2019 / 6 / 11 - 13:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن تدخل الجيش السوداني وانحيازه وحسمه الموقف لصالح المعارضة وجماهير الشعب السوداني ضد سلطة رئيس الوزراء عمر البشير وأصبحت حركة ضد النظام ورموزه ... هذه العملية لم يتم التحضير لها عن طريق مباحثات واتفاق سابق بين المجلس العسكري والمعارضة وإنما حصلت حينما طلب رئيس الوزراء عمر البشير من الجيش التدخل ضد المتظاهرين والمعتصمين وخاصة قوى الرد السريع الذي رفض الطلب وانحاز إلى جماهير الشعب السوداني وحصل الذي حصل بانحياز المجلس العسكري وتصفية النظام السابق.
إن الحركة العسكرية كانت مفاجئة ولم يتم التحضير لها ولذلك إن المجلس العسكري أصبح هو الذي بيده زمام الأمور وهو الذي يحدد الفترة الانتقالية وتأليف الوزارة المدنية وربما كان يعتقد أن الاعتصام والمظاهرات سوف تنتهي وتتوقف وتسير الأمور طبيعياً ومن ثم بعد إنجاز المرحلة الانتقالية وكل ما يتعلق بسياسة الدولة عند ذلك يترك زمام الأمور ويعود إلى ثكناته العسكرية وتسلم السلطة للشعب ... وربما فوجئ المجلس العسكري باستمرار الاعتصام والمظاهرات وقيام كتلة الحركة والتغيير بإجراء مفاوضات مع المجلس العسكري حول المجلس السيادي وتسليم سلطة الحكم إلى سلطة مدنية وحينما وافق المجلس العسكري على إجراء المفاوضات قد ارتكب خطأ حيث كان المفروض أن يؤلف وفد المفاوضات مع جميع قوى المعارضة السودانية وليس يختصر على (الحركة والتغيير) وحينما شعر المجلس العسكري أن حركة التغيير تريد تقليص أو إقصاء سلطة الجيش بدأت الشكوك والحساسية بين الطرفين وخاصة حينما أطلقت عبارات نارية من جهة المعتصمين ضد قوات الرد السريع الذي كان المبادر الأول في رفض استعمال العنف من قبل الجيش ضد جماهير الشعب المتظاهرين والمعتصمين ... وكانت تلك الإطلاقات وتسلل بعض المخربين إلى صفوف المعتصمين قد أغاض قوة الرد السريع وربما هي القوة التي بادرت بفض الاعتصام واستعمال العنف المفرط الذي أدى بوقوع هذ العدد الكبير من الضحايا وقد أفصح بصراحة المجلس العسكري حينما أذاع بيانه الذي ينهي علاقته بالحركة والتغيير واتهام الحركة والتغيير بحماية اللصوص والمخربين.
ماذا بعد تلك الفجوة وتبادل الاتهامات بين المجلس العسكري وحركة التغيير ؟ هنالك احتمالين ... الأول أن يسود العقل ومصلحة السودان يتجاوز فيه الجميع أحداث الماضي وحساسيته وبناء علاقة من الثقة تصب في مصلحة السودان وشعبه والثانية تتعثر فيه العلاقات وتبرز فيه الأنانية والمصلحة الذاتية فتغرز الانشقاقات والتكتلات وربما إلى صدامات تؤدي إلى حرب أهلية ... وهذه الحالة تطفو إلى الواجهة إذا بقي كل طرف راكباً رأسه بالعناد وإبراز المصلحة الذاتية ويتبين ذلك من بيان حركة التغيير وفيه فقرات ربما لا يوافق عليها المجلس العسكري ومنها فقرة تطالب بلجنة تحقيق دولية في أحداث فض الاعتصام والضحايا الذين سقطوا فيه وغيرها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟