|
كيف ستتطور وتتقدم الشعوب العربية والإسلامية !
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 18:22
المحور:
كتابات ساخرة
وأنا في صومعتي متابعاً للمسلسلات الرمضانية ودعاياتها الكافرة ، شاهدتُ وفي الصدفة برنامجا عن الشعب السعودي . شخص في مقتبل العمر يعيش في هولندا ولكنه من اصول عربية ( لعد شنو راح يكون من اصول نرويجية ) ! يتكلم العربية بطلاقة يزور المملكة العربية الإسلامية لإجراء حوارات وبحث عن عادات وتقاليد واحوال الشعب السعودي . يزور الريف والقرى البدوية وينتهي به المطاف في احدى القرى الجبلية النائية يعيش فيها مواطن سعودي مع سبعة اولاد اكبرهم كان في التاسعة من عمره . طبعاً لم اشاهد الام في الزيارة . عائلة فقيرة تعيش على رعي بعض الاغنام ويأكلون من اعشاب المنطقة الجبلية التي يقطنونها . ما لفت إنتباهي في تلك الزيارة هي إنه في كل ربع ساعة كان الوالد ينادي على الاولاد ليصلوا معه ( كل ربع ساعة كان يأتي وقت الصلاة ) فيركعوا الاولاد في صف واحد في تلك القمم الجبلية ليأدوا فريضة الصلاة ، والهولندي كان ينتظر بفارغ الصبر حتى يُكمل لقائه ( طار النهار كله ببلاش ) . هذا الطفل ذو الثالثة من عمره يركع سبعة عشرة مرة في اليوم فكيف سيكون عندما يشتد عوده ( ليش المرحوم بن لاذن كان سعودياً ) ! طبعاً لا احد يسأ ل او حتى يتجرأ في أن يقول لماذا نقضي نصف نهارنا في التركيع مادامت هذه عيشتُنا واحوالنا ! عادي لا تسألوا ........ شاهد المواطن الهولندي بعض الازياء المزخرفة والمنقوشة والمطرزة بألوان زاهية في احدى الواجهات في البلدة التالية من زيارته . حاول ونجح في الاخير في السماح له بزيارة معمل الخياطة هذا ولكن دون مرافقه . دخل المكان ألا وهو معمل صغير للخياطة تديرانه شقيقتين سعوديتين . اجرى حواراً مقتضباً مع اصحاب المحل وهن تحدثنا معه بكل عفوية وبساطة بالرغم من انهن كانتا مُنقبتين ولم اشاهد عيونهن إلا بالصدفة عندما إنزاح النقاب قليلاً فوقعت عيني على عيون إحداهُنّ قبل أن تسحب الأقسام من جديد وتغلق الضوء ( لا اعلم كيف يُطَرَزَنّ ويحيكَنّ هذه الملابس المطرزة وهُن مغلوقتي العينين ! . سأل الضيف إحدى الشقيقتين إنكُنّ تُخَيطون وتُطرزون هذه الملابس الجميلة ولكنني لم اُشاهد في شوارع المملكة أي إمرأة تلبس هذه الملابس ، لم اشاهد غير الحجاب والنقاب والعباءة فلماذا وكيف وماهو السر ! شوية لاخ راح تفهم . رَدَت الاخت الاكبر وقالت : هذه الملابس الجميلة كانت المرأة السعودي ترتديه قبل عقود ، يعني بعض السنوات التي خلت .وأكملت المرأة بقولها : هذا النواع من القماش والالوان كانت ترتديه الشابه السعودية الغير المتزوجة ! كنتَ تعلم من بعيد بأن هذه الفتاة ليست مرتبطة . وهذا النواع الآخر وهذه الالوان كانت الفتاة المخطوبة ترتديه والأنواع الاخرى كانت ترديه المرأة المتزوجة وهكذا . رد الضيف وقال : أين اختفت تلك الظاهرة ولماذا حلّ مكان هذه الالوان الجميلة السواد الغامق ! تعثر لسان المرأى ودمدمت ببعض الكلمات الغير المفهومة . اقفلتُ الجهاز ورحتُ أتسائل ماذا حصل إذاً وكيف ولماذا ! . قبل عقود كان المرأة السعودية مشرقة في ملابسها الخارجية فكيف عاد الزمن للوراء ! . العراق كان قد تتطور وتطورت وإزدهرت المرأة فيه ، سوريا كانت قد سبقت العراق ، مصر كانت المرأة هي الكل بالكل والفن المصري كان قد سبق حتى بعض الدول الاوربية ، إيرن كانت قبلة السياحة الشرقية وهكذا لبقية الشعوب العربية والإسلامية فماذا حصل ولماذا انابت العبائة السوداء وضربت المشهد والشارع الإسلامي ! الإنفتاح والتطور والتقدم كان سائداً في الشارع العربي والإسلامي ( بإستثناء السياسي طبعاً ) فكيف عاد الزمن بهم للوراء ! ... مجيء الخميني ( تقصد الإمام الخميني ) الى الساحة الإسلامية قلب الطاولة على عقب . ضرب المنطقة بغيمة سوداء عادت بالشعوب الى قرون مضت . لم يكن أمام كل قادة وملوك الشعوب العربية والإسلامية إلا إتخاذ خطوات تواجه المنعطف الديني الجديد الذي دخل المنطقة . هذا المنعطف الخطير والذي اتت به الرأسمالية الى المنطقة قلب الطاولة على رؤوس الشعوب الإسلامية قبل الرؤساء والملوك ( تتذكون قصة فرخ الذئب ) .. لم يكن أمام تلك الحكومات والشعوب غير أما أن تحارب المذهب الإيراني الجديد وتقضي عليه او أن تُغير وتُبدل بسياساتها لتواكب وتواجه به المنعطف الغطير الذي دخل الساحة . كانت مضظرة للإختيار الثاني فعادت العبائة السوداء لتحل محل التنورة واحمر الشفائف وعادت معها المنطقة والشعوب الى عقود مظلمة سوف لا تتخلص منه إلا بسونامي يقلع الكل او هزة ارضية تطمر الجميع او حرب نووي تشوه الباقي ... طبعاً التفاصيل والنتائج المترتبة على ذلك المنعطف التخلفي معلومة للجميع ولا داع للدخول او التكرار ولمن فاته القطار فليسأل احد قادة المنظمات الإرهابية التي حلت في الاربعه العقود الاخيرة وسيسمع التفاصيل . او ليذهب ويسأل شمس الباردوي وهي ستبكي له ...... اكرر : الضربة والموجه السوداء التي ضربت المنطقة اعادتها لقرون طويلة للوراء وسوف لا تنهض منها هذه الشعوب إلا بمعجزات قد لا تعود ابداً ... ماهو الحل إذاً ! : كيف ستتطور وتخرج هذه الشعوب والمنطقة من هذا النفق المظلم ! الحل : هل تعتقدون هناك حل سحري بيدي ! نقطة الصفر ! لا حتى هاذي ماعم اتجيب همها ّ! ثورة على الشعوب بأكملها ( ليش اش باقي منها ! باقي جم واحد وهُم هَم راح يموتوا او من الفقر او القهر ) ! ..... ثورة على العادات والتقاليد ! بَس من وين راح إنجيب تقاليد وعادات جديدة حتى نتعود عليها ! ثورة على الملوك والحكومات والسياسيين ! ليش منو باقي ! مو نصفهم إنشنقوا وفطسوا وماذا كانت النتيجة ! الجديد لبس عمامة اكبر واطول من الذين فطسوا وعادوا بالمنطقة وشعوبها الى قرون مظلمة اكثر من الذين سبقوا ( على الاقل مع الذين سبقوا كان هناك تنفيس بسيط ) .... حرب على الجمهورية الإفلاطونية ! لا هاي صعبة ! أفلاطون اشلون راح تكدر عليه ! إذا حتى الحوثي صار عندة طائرات بلا طيار ..... لم يبقى غير حل واحد ووحيد ! واحد ووحيد وهو : أن تقوم كل الشعوب في ثورة على ........... !. طبعاً سأترك الإختيار لك اخي الكريم لتبحث عنه بنفسك ! إذا ذكرته أنا بنفسي ستشتري عبائة اكثر سوداء وعمامة اطول نكايتاً لهذا سأترك لك البحث .. ولكن صادقاً هو حل واحد ووحيد حتى لو استمريت في ان تعيش لألف عام آخر . لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ! نيسان سمو 09/06/2019
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رمضان كريم ! مَلك بلجيكا يُغرّم ب 5000 يورو يومياً !
-
معركة وطيسة حديثة بين الرُعات !
-
العظيم ياسر العظمى وجوائز الاوسكار !
-
يعني شنو نقطة الصفر ؟
-
إلهَهُم هو الدولار ولا غير الدولار !!!
-
الثرثرة الفارغة والتخلف العربي والاسلامي ومعهم الاقليات !
-
ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر !
-
مرة اخرى تتطاير الاحذية والنْعل بِوجه جورج بوش الابن !
-
د. حميد عبدالله شوه تاريخ العراق الوثائقي بتبعيته الخارجية !
-
هل ضرب اردوغان حجر الخاشقجي برأس الاكراد ( بي كة كة ) !
-
إنتصار الجزيرة وقطر على العربية والسعودية !
-
اقتلوا اصحاب السترات الصفراء ( المجرمين ) !
-
ضِحْكة بوتن القبيحة والمتحولين المثليين اللبنانيين !!
-
لماذا يُهين الرئيس الامريكي السعودية وشعبها بهذه الطريقة الف
...
-
هل سَتَعدم السعودية خمسة اشخاص بريئين ؟
-
الشعب الباكستاني كلهُ يطالب بإعدام المسيحية آسيا بي بي !
-
شعوب لا تجيد الرقص إلا في الهالوين !
-
كُلما قامَ اردوغان بنفخ نفسه يأتي الغرب بدبوس لتنفيسه !
-
الدولة المارقة !
-
أينَ تَبَخَرَت جثة الخاشقجي !
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|