فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 12:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صورة (3) ..!!
بالقرب من دارنا يوجد حانوت كبير لبيع الفواكه والخضروات المتنوعة المستوردة ذهبت لشراء بعض الخضروات منه فشاهدت رجل لحيته بيضاء كثيفة وطويلة يغزو رأسه شعر أبيض طويل رث الثياب يلبس في رجليه نعل تسلق سلم الحانوت تناول (بطيخة صفراء) وأخذ يشمها بعمق وهو ينفث دخان سكارته ثم توجه إلى صندوق فيه (فراولة) تناول بكفيه كمية منها وأخذ يشمها وأعادها إلى الصندوق ثم توجه إلى صندوق فيه (كرز) مد يده وتناول كمية منها وأخذ يشمها ثم أعادها إلى الصندوق وكنت أسير بجواره وأسمع منه بعض الكلمات الخفية لم أفهم منها شيء وكان الحانوت فيه بعض الرواد للتبضع منه مشغولين بالخضر والفواكه التي يرغبون بها ... فالتفت نحوه وقلت له (ها ... كيف حالك) فرفع رأسه نحوي وأخذ ينظر لي بنصف عينين مفتوحين ويلتفت برأسه نحو الفواكه والخضر المنتشرة في الحانوت وإلى النساء والرجال الذين كانوا يتبضعون من الفواكه والخضر وأخذ يتمتم بكلمات لم أفهمها وتركني وذهب إلى باب الحانوت ليخرج فعثر في مطبة في باب الحانوت وكاد يسقط من السلم لولا أحد رواد الحانوت يمسكه وذهب نحو الشارع تارة يلتفت نحو الحانوت وأخرى ينظر نحو السماء. ولم يتناول أو يشتري أو يأكل شيء من الخضروات والفواكه ربما هذا الشخص (الفقير الجائع المحروم) أراد أن يشبع غرائزه ورغباته بالشم واللمس وهذا التصرف والسلوك لا يحاسبه عليه أحد لأن جميع رواد الحانوت يشمون ويلمسون دون أن يشتروا تلك السلعة وهو مارس حريته في اللمس والشم مثل ما يفعل الآخرين دون أن يشتروها ... لا يستطيع أحد أن يمنعه منها لأنها معروضة لكل الناس وهو لمسها وشمها كما يفعل الآخرون وكأنه يريد أن يفهم الآخرون أنه لا مجنون ولا فقير فتذكرت رائعة الجواهري .. نامي جياع الشعب :-
نامي جياع الشعب نامــــــــي حرستك آلهة الطعـــام
نامي فإن لم تشبعـــــــــــــــي من يقظة فمن المنـــام
نامي على زبد الوعـــــــــود تداف في عسل الكلام
ستري زرائيك الحســـــــــان مبلطات بالرخــــــــام
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟