فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 21:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في صباح يوم العيد السعيد غادر داره وذهب إلى أحد المقاهي التي يتردد عليها كل صباح ومساء يقضي فيها وقته لأنه بطال وعاطل عن العمل وجلس على كرسي في باب المقهى على قارعة الطريق ينظر إلى المارة وهم فرحين وخاصة الأطفال يلبسون الملابس الجديدة بمناسبة العيد وهم فرحين لأنهم سيقضون وقتهم بالمراجيح ودولاب الهواء وغيرها من الألعاب المسلية ... فوقع بصره على امرأة رثة الثياب يرتسم على وجهها البؤس والجوع والحرمان تحمل على يدها اليمنى طفلها الرضيع وتمسك باليد اليسرى طفلها الآخر يسير بجوارها ملابسه رثة ويسير حافي القدمين يبكي هو أيضاً من الجوع والتعب تقدمت نحوه تنظر إليه وتنظر إلى طفليها والدموع تسيل من عينيها وكأنها تقول له ارحمني لأجل هذين الطفلين البائسين والجائعين ... فنظر إليها بألم وحسرة وكان لا يملك من النقود سوى سعر كوب الشاي في المقهى ... تارة ينظر إليها وإلى الطفلين فيمد يده إلى جيبه كي يعطيها المبلغ الذي لا يملك غيره ... وتارة ينظر إلى صاحب المقهى فيسحب يده من جيبه ... فاستغل انشغال صاحب المقهى مع الزبائن في المقهى فنهض وأخرج المبلغ من جيبه وأعطاه إلى الطفل الصغير الذي تمسكه بيدها وغادر المقهى مسرعاً ... ونظر إليها وقال : أنا لا أعتب على الدموع التي تسيل من عينيك ... ولكنني أعتب على الزمن التعيس الذي جعل الدموع تسيل من عينيك ... وقال :-
عيد بأية حال عدت يا عيد بما جرى أم لأمر فيك تجديد
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟