جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 19:10
المحور:
الادب والفن
كنتُ في كثيرٍ من الأحيان
أطرقُ بابها
أضع خطاب على عتبةِ دارها
أُعلق وردة على شباكها
لتخبر الناس أن مجهول يحبها
ويخطُ الرسائل من أجلها
ويبعث الوردة التي تعشقها
كنتُ في الثامنةِ من العمرْ
لم أعرفُ قرض الشعرْ
ولا معنى الوله ونار الحبْ
ولكن..
كنتُ أشعرُ
أن بين الاضلاعِ يرقدُ قلبْ
ينتفضُ مُسرعا لما أراها
أمامي في كلِ دربْ
وكنتُ أشعرُ بالغضبِ
حين تقبلني ...
أو تقرصني فوق الخدْ
وحين تتخطاني وبلا ردْ
أسهرُ كل الليل أناجي الربْ
أن يجمعني بها
أن يكون لي معها موعدا
كانت تكبرني أكثرُ من عمري عددا
ولها نهدين فوق الصدرِ برزا
وشعرٌ يصل الكتفين أسودا
وعينين كلون العسل أشرقتا
ووجنتين من لفح الشمس أسمرتا
وشفتين كلون الخوخ قد حمرتا
وكبرتُ..
ولم أزل أرى بسمتها
وأشمُ روائح عطرها
وأسمع بين الحين والحين ضحكتها
وسار بي العمر
لألقاها صدفة وقد كبرت
واختط الشيب مفرقها
وذبلت تلك العينين
وصفرت منها الوجنتين
وسودت تلك الشفتين
وفارقتها نظارة الشبابْ
لكني لازلتُ أطرق ذاك البابْ
ورمي كل يوم لها خطابْ
أو أكتب شعرا على الاعتابْ
وزرعت الورد في كل البيتْ
وليس فحسب على الشباكْ
ولا زلتُ انتظرُ عودتها من المدرسة مع الاحبابْ
وسأبقى أنتظرُ من علمتني أول حبْ
وأبكتني دون سبب... دون عتابْ
البصرة: السبت/2019-6-8
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟