ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 03:18
المحور:
الادب والفن
عبق عبء المتوج بالأفول
- ١ -
يفر الزمان في غبطة
والمكان
يتحاشى صور الأبجدية
كيف نامت اللذة
على تلال الورق
وكيف الخطر
إستبد رحيق الرحلة الأبدية
شمس الأفول
وصيحات الغريب
تعبر بحر الكآبة
ويصطادك الماء
منسابا ً ك احتراف الحقيقة
في قلق النار وحدها
ووحدها تزفك الأيائل
طريق الطريق
كي تغرد من تيهك
و تنام .
- ٢ -
ياحياتي القريبة
يا صاحبة الفصول
رحيق الشمس أقل ضراوة
وحشتي الأزلية بين شفتيك
خيط اللا معقول
مرحبا ً أيتها السعادة
بالأمس فقط
أشعلت من زرقة السماء المزورة
خرافة مجد الطريدة
وتعاليت من ذعر تعاليمي
عناق مكيدة
برزخ الكسوف
في عيدان البخور .
- ٣ -
والجوهري في عمري
أنني عشته كاملا ً
دون بلاغة النقصان
والشتاء هنا
صورة الظل بكماء
مورد الدفء
حنين البيت لحكاية منتصف النهار
زحمة الصقيع ثلج طرقات خالية
عزلة الضوء في وجنتي
خجل نافورة الياسمين فوق العتبة
يا شمس المنفى الهزيلة
آن لك أن تحرقيني
وكحل العين فاتحة الدمع
غصن الغياب
خذني نحو طهر الماء
قلادة حياء
على صدر الصدى
أوتار الحنين للبيت
نديم العشق مسامرة الأحياء .
- ٤ -
أتسلق الوقت
ك سنجاب الظهيرة
وأفرش في الظل وحدي
تنهدات الغرباء
الحصى الملون
قلاع الغياب في الغياب ،
من سبقنا في التيه يا أبي ... ونام ؟
ومن أعد للقاء الأصحاب عجل الوليمة
ومن زهقت روحه عند إسطبل الحكاية
حكاية الضبع في ليل وادي الليمون
الدحية وظريف الطول في آخر عرس
ومن أنبتت حيطانه أقاصيص ورد
نباح كلب بيتنا في الخروج الكبير
حين تركنا عند سفح جبل كنعان وعاد ،
دموع وداع البارودة الإنكليزية
كأس العار عند سياج الحدود الجديدة
ومن رصف مثلك
أزقة الحارات بأعمدة النور
ومن بالغ بحديث البراءة
حين أُنتهك من وجنتيك خرز البخور
سرب الطيور اليتيمة
مع إطلالة الشمس
على إسفلت طحين الإعاشة
ومن رجم خزان الماء الغريب
ليعطش أكثر ,
تكّسر اللوز الصلب
كلّما عنّت عليك صورتها
في وضوح المرايا
وتمضغ من عمق حزنك
الهواء عن آخره ِ
الخسارة تلّفها ألف خسارة .
- ٥ -
أبي زخارف شبابيك
مسك الترحال
ينقص منها ويزيد
يعجن بالحيطة
حذر جميع الكائنات
البيوت تتدلى على أجساد أصحابها
بلا هوادة
يعلق الصور المخبأة
إله وردتين على سرج رخام
يعد على أصابعه للعشرة
ويرجع من دورة التكرار
وشاح غيم عابر
صهوة ملاك
رقص حصان وحيد
يطرد من جعبته كل الأشباح
ويسأل الزنبق عن نبوءة العيد
وعن وجع العمر
وعن وشوشات الخطى
في رمل الخيام
وعن أماكن خلعتنا قبل الأوان
لا تصل ستائر النايات
إلى خط النهاية
ولا من حنين قمصانهم
عند سفح الجرمق
بالعتمة موفورا ً
ينأى الغرباء
ريش ليل
شهيق طير
عنق العزلة
نبيذ أرواح
تفاحة حواس
نامت على حبالها
فخارة ضوء
وعناق الشرفات
صدر الحكاية
في حضنه الممزق بالأشلاء .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟