( نص مفتوح )
أينَ أنتِ أيّتها الأنثى؟
لماذا تواريتِ بين شقوقِ الليلِ
أتوق إليكِ أكثر
من توقي إلى ذاتي
أنتِ ذاتي المنشطرة
أيَّتها التائهة
بين تعرُّجات الحلمِ
لماذا يتفهرس على مساحاتِ الذاكرة
أنثى من لونِ البكاء؟
يا أنشودة المساء
تعالي قبل أن يرحلَ هذا الزمان
تَبَّاً لكَ يازمان
أيُّها المغبرّ
بكلّ أنواعِ الغبار
أريدُ أنْ أتوغَّلَ
في ذواتِ الآخرين
أريدُ أن أكحِّلَ وجه الدنيا بالفرح
أريدُ أنْ أعانقَ ذاتي المنشطرة
عناقاً عميقاً ..
قلبٌ قابعٌ في سماءِ الغربة
.. وقالٌ وقيل يتنامى خلفَ البحار
تفور غربتي يوماً بعد يوم
من غليان الصراعات هناك
تتناطحُ أمخاخاً ملساء
خاليةً مِنَ التجاعيدِ
تصارعُ الهواءَ والمتاهات
تصارعُ الضبابَ الملاصق
لبوَّبات روحي
غربتي عميقة الأوجاع
تحنُّ إلى حميميّات الذاكرة البعيدة
تتوارى بعيداً بهجةَ الحياة
ذاكرتي منبثقة من أكوامِ الحنطة
من نكهةِ الخصوبة
من اخضرارِ الكرومِ
أينَ توارى بريقُ الحنطة
بريقُ المحبّة
بريقُ الوئام؟
معادلاتٌ خرساء نبتَت
بينَ أكوامِ الحنطة
معادلاتٌ لا يقبلُهَا
حتى مجانين هذا الزمان
معادلاتٌ افسدَت الماءَ الزلال
قَبْلَ أنْ أعْبرَ المسافات
كنَّا مقمَّطينَ بالحنطة
باخضرارِ الأرضِ
غيرَ مبالينَ بترّهاتِ الحياة
نرقصُ
نغنِّي على إيقاعِ المناجلِ! ..
آهٍ .. يا مناجل
أينَ أنتِ يا أكوامَ الحنطة
كَمْ أحنُّ إليكِ
كَمْ أرغبُ أنْ أرتمي
بينَ ظلالِكِ الخيّرة
في عزِّ الظهيرةِ الحارقة
من هنا أرى توهُّجات
شمس تموز الدافئة ..
..... .... .... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم:ليلة رأس السنة 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]