|
لعبة الأقوياء
شهد أحمد الرفاعى
الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 08:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن تظل بنفس المساحة التى أنت بها وعليها.. لا هو الغباء بعينه ويضاف إليه شىء من الضعف فى مواجهة جديد الحياة من حولنا.. فليس عيباً أن تتطلع لما هو أحسن وتتقدم للأمام ولكن بخطى محسوبة وأهداف مرسومة كى تحفر لك مكاناً بين الأقوياء .. فالعالم اليوم تحكمه ضوابط لعبة الأقوياء وشعارها الغاية تبرر الوسيلة.. وعلى الساحة العربية ومنذ زمن بعيد ونحن نعيش بثوابت لا نفارقها.. ولاتفارقنا فى حياتنا وفى تعاملنا مع القوى السياسية الحاكمة للعالم اليوم.. ولذلك حان الوقت لتسييس أفكارنا ولكن دون الدوران فى فلك الغير فلتكن لنا منظومتنا ومنهجيتنا السياسية الخاصة بنا وبهويتنا كعرب .. فنبتعد عن التفكير المحدود ونتوقف عن النظر تحت أقدامنا ونفك أسر عقولنا من أمجاد يا عرب أمجاد..يجب العمل على أن يكون لنا مساحة سياسية وإقتصادية بل ومساحة مؤثرة فى هذه اللعبة التى لا يجيدها إلا من كان نداً لها..فالأمة العربية قوة لا يستهان بها إذا إجتمعت على كلمة واحدة وفكر واحد وهدف واحد.. ولولا خوف القوة الحاكمة للعالم اليوم(أمريكا) من قوة الإسلام وتأثيره المتفاعل مع كل زمان ومكان..ما كانت حاكت المؤمرات ولاكان شغلها الشاغل بث روح الفرقة والفتنة بين طوائف الشعوب العربية بإختلاف جنسياتها ومعتقداتها..ومن هنا كانت الدعوة لنبذ الصراعات الإقليمية والأمنية ووضع المصالح الشخصية جانباً حتى تتسنى لنا القدرة على الأخذ بزمام الموقف وتصبح لدينا القدرة على المناورة والمواجهة مع الغير.. وإن كان لابد من العيش وسط الذئاب فلتكن ذئباً مثلهم .. ولكننى لن أقول ذئبا ً طيباً .. بل حذراً ..ولنأخذ من نمور آسيا الدرس .. فلكى تواكب الموكب السياسى بمعالمه الجديدة جعلت من بلدانها نموراً يخافها الآن رعاة البقر والدب الروسى العجوز ..فأصبحت أمريكا تشكو غزو الصين لأسواقها وتتقرب من اليابان ومن آخواتها.. بل وتدلل الكورية المارقة بسلاحها النووى..وتداعب أنياب الفيل الهندى ..وأيضا روسيا بتقربها من الصين بالمعاهدات والإتفاقيات الإقتصادية والعسكرية مؤخراً تعطى نفس الدرس ..فأعداء الأمس .. أصدقاء اليوم. وأقفلوا على التاريخ الماضى بينهم وألقى بالمفتاح فى قاع محيط اللعبة السياسية فالحاضر هو ما يرسم القادم من سياسة المستقبل..وفى الحاضر نجد أمامنا حركة حماس التى غيرت شعارها السابق ( تدمير إسرائيل من النهر للبحر ) ووصولها للسلطة الفلسطينية ومن ثم دخولها فى مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى الغير معترف به من جانبها سابقاً..ثم العودة للمواقف المتشدة من ناحيتها تجاه الجانب الإسرائيلى هنا كان وجوب التحول السياسى فى مصطلحات ومفاهيم حركة حماس ومنظومتها لكى تستطيع التعامل مع العدو فى الوقت الراهن ..وحتى لا يكون المواطن الفلسطينى الكادح كبش فداء لسياسات حكومات تضع مصلحة الشعوب بالمرتبة الألف ولكن القادم من الآيام سيكشف لنا مدى جدية حماس وإستعدادها للقيام بهذا الدورالسياسى الخطير..خصوصاً بعد الهجمة الشرسة الأمريكية عليها والتى تريد من خلالها تركيع حكومة حماس ..فهل ستجيد حماس اللعب بل والرقص على الأحبال السياسية.. وأيضاً التحول السياسى الليبى وبعد أن كان يمسك بالعصا ملوحاً بها.. وواضعاً الكثير من الشعارات المعادية لأمريكا وسياسة أمريكا..تبدل المسار السياسى وكانت القيادة الليبية هى البادية بمبادرة التخلى عن إمتلاك السلاح النووى علانية ودعوة المفتشين الدوليين لأرض ليبيا..ذلك التحول لم ينبع من فراغ سياسى وإنما تحول ينم عن مكر ودهاء سياسى .. وإن كان يبدو للبعض عكس ذلك ويبدو نوع من التخاذل .. ولكننى أعتبره نوع من الإبحار مع التيار إلى أن يتلمس شاطىء للنجاة.. فإذا كان الموج عالياً وهو بلا مجداف.. فالأفضل عدم السير عكس التيار وإلا سيكون مصير بلاده مصير جارته العراق.. وزمان قالوا إضرب السايب يخاف المربوط.. وبالفعل وصلت الرسالة للكثير من الحكام المربوطين بأوتاد السياسة الأمريكية.. وبعضهم نفذ المطلوب والبعض يصارع مصارعة من يشرف على الموات.. والبعض الآخر ترك السفينة للأقدار..ومن أمثلة التحول فى المسار السياسى الكثير..ولكننى أتساءل ..لماذا لا نمد يد العون ونساند الدولة الإسلامية الإيرانية..فى نزاعها النووى مع الإدارة الأمريكية؟؟..وننسى خلافات الماضى .. علنا نلحق بركب التقدم بمساعدة إيران.. ونحاول لم الشمل العربى ولا نكرر غلطة ضياع العراق .. ونستنفذ ما لدينا من قوى دولية واحدة تلو الآخرى.. تحت أوهام ومسميات يرسمها لنا العدو الصهيونى والأمريكى..فلا إيران ستطلق صواريخها النووية على العرب وإلا ستكون هى أول من سيعانى منها..وهى أيضاً لن تعيد حلم الإمبراطورية الفارسية من جديد..ولا هى سترمى إسرائيل بالبحر مثلما كان يقول العديد من حكام الدول العربية ممن سبقوها وتم تدميرهم أو تصفيتهم ..فكل ما يحدث حولنا من مناوشات بينهم ما هى إلا أصول لعبة الأقوياء ولكن الجارة الحبيبة إستوعبت الدرس ممن سبقها وكان له صدام معها من قبل وقد طاح من اللعبة لأنه لم يحسن معاملة الأقوياء ولم يلعب اللعبة بدهاء ..فما يحدث من إستعراض للكلام واللاكلام ما هو إلا سيناريو منظم ومحبوك ولكن من سيضغط على زر النور أولاً ويجعل من النهار ليل ومن الليل نهار ..ومن سيتخلى عن ورقة التوت بالنهاية..الله أعلم .. ولكن..فإن كنا لا نستطيع فعل ما تفعله إيران فعلى الأقل فلنكن خط دفاع لإيران لا خط هجوم عليها..فى لعبتها مع العم بوش ..فقط الآن يتحتم علينا النهوض من كبوتنا وإجبار الغير على إحترامنا وأيضاً الحكومات والشعوب لها دور مهم فى هذه اللعبة .. بالعمل على التطور والتقدم للأحسن والعمل على إحياء الأمجاد بدلاً من التغنى بها فى المناسبات الوطنية والكروية.. علينا النهوض علمياً وثقافياً وعسكرياً ولكن ليس عتاد بلا معدات ومن قبلهم والأهم.. إقتصادياً ..فمن لا يملك قوت يومه لا يملك قراره.. ومن قبلها علينا أيضاً أن نمتلك ناصية أمورنا وهذا لن يكون إلا بالإكتفاء الذاتى فى كل الأوجه..ولنعلم أنه أمامنا سبيلان إما العنف وهذا ليس من صالحنا الآن .. وإما اللاعنف.. وأعتقد أنه الأسلوب الأمثل للتعامل مع عدونا الحالى ( سياسة النفس الطويل).. .. ولنرفع شعار ( الغاية تبرر الوسيلة ) ولكن دون تجنى أو ظلم أو بطش بالغير.. فهى الوسيلة المفيدة فى عالم السياسة .. وهى اللغة التى تفوز .. وتجعل لك مكاناً بين الأقوياء وخصوصاً فى عالم السياسة ذات الألف وجه..على أن تكون الوسيلة مشروعة والمقصد مشروعاً أيضاً..مع علمى بإستحالة ذلك بعالم السياسة ذلك العالم الذى يتنمر ببعضه البعض. متوجساً خائفاً ..عالم ..الشر فيه يعم.. والخير يخص..عالم لا آمان فيه للضعيف فستأكله شراسة هذا العالم.. فإن كنت ذو مخلب من حديد فمكانك محجوز..من الآن وسط عالم الأقوياء فإعمل على تفعيل عضويتك بهذا العالم وإلا .. لا مكان لك بهذا الزمان..
#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بانسيه..أسيرة النوافذ..وعلاء الدين
-
همس ( 14 )ات ليلية/ يا..راسم الحزن..أنت لا تعرفنى
-
على ..جسد ..إمرأة.........................
-
همس (13) ات ليلية/ كلمااااااات
-
همس (12) ات ليلية/ على جناااااح عصفورى
-
همس (11) ات ليلية/ همس الدموع
-
همس (10) ات ليلية/ لا..زلت..أمضى..رغم ال...
-
مثلث.. الإعدام العشوائى..والغوص فى الرمال
-
تفاااءل وإياااك والحزن
-
همس (9) ات ليلية/ العنكبوووت
-
البارانويا البوشية الأمريكية
-
ضباب .. رعد .. برق .. مطر ورفض التوقعات المرئية
-
همس (8) ات ليلية/ بهدوووووء
-
ومن..الحب..ما..قتل
-
موت القلوب
-
همس (7) ات ليلية/ فواصل
-
همس (6) ات ليلية/و.. يسألنى.. وينك..الحين؟؟؟؟
-
القطيع.. والنمل
-
همس (5) ات ليلية/ إمرأة.. يعتصرها الهلاك
-
القطيع .. والنمل
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|