أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - من الذاكرة / العراق بعد انقلاب 8 شباط رحلة نحو المجهول / الحلقة الأولى















المزيد.....

من الذاكرة / العراق بعد انقلاب 8 شباط رحلة نحو المجهول / الحلقة الأولى


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الذاكرة
العراق بعد نجاح انقلاب 8 شباط
رحلة نحو المجهول
حامد الحمداني 13/5/2019
أحدث نجاح انقلاب 8 شباط 63 وجوماً كبيراً وقلقاً شديداَ لدى الغالبية العظمى من الشعب العراقي، إذا استثنينا قيادة وقواعد وجماهير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين خرجوا في مظاهرة في مدينة السليمانية يباركون نجاح الانقلاب ويعبرون عن فرحتهم بسقوط نظام عبد الكريم قاسم، وسارع سكرتير الحزب إبراهيم احمد إلى إرسال برقية للانقلابيين يبارك فيه الانقلاب قائلاً: {اليوم تعانقت الثورتان .......إلخ}!. كما شارك الطلاب الأكراد في بغداد في الإضراب الذي أعلنه البعثيون والقوميون العرب قبيل الانقلاب ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وثورة الرابع عشر من تموز المجيدة.

ومن المؤسف جداً أن تحصل القناعة لدى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بأن إقامة نوع من التعاون مع تلك القوى البعثية والقومية لإسقاط حكومة عبد الكريم قاسم يمكن أن يحقق لهم آمالهم في نيل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي!!.

كان على قيادة الحزب والحركة الكردية أن تدرك النوايا الحقيقية لحزب البعث تجاه الشعب الكردي، ولاسيما وأن البيانات التي أصدرتها الجبهة القومية التي ضمت حزب البعث والقوميين قبل الانقلاب تنضح منها الشوفينية والكراهية للشعب الكردي وقضيتهم العادلة، فقد أصدروا بياناً في أواخر أيلول 1061 حول موقفهم من الحركة الكردية بعنوان:
[ بيان حول التطورات الأخيرة في شمال العراق ] وجاء في البيان :

{منذُ الانحراف الرجعي الذي قاده عبد الكريم قاسم بمعونة الحزب الشيوعي و"القوى الشعوبية" و"الاستعمار وعملائه" لعزل العراق عن الحركة التقدمية العربية، ظهرت في شمال العراق نزعات عنصرية مشبوهة تدعو زيفاً باسم الأكراد ومصلحتهم لتجزئة العراق، وتفتيت وحدته النضالية، واليوم ومنذُ الحادي عشر من هذا الشهر تجري المعارك المسلحة بين قوات الجيش ورجال العشائر الكردية الذين أعلنوا العصيان المسلح، ورفعوا شعار تجزئة العراق. والجبهة القومية تحمل [قاسم] مسؤولية ما يصيب الجيش، وتحذر العناصر الكردية المخلصة من الانسياق وراء دعاة التجزئة والانفصال والسير وراء تلك القيادات المشبوهة}.
أما جريدة الاشتراكي، لسان حال حزب البعث العراقي، فقد نشرت تصريحاً لمصدر قيادي بعثي نشر في أيلول 1962 بعنوان: [حول الحركة المشبوهة في الشمال ] وجاء في تلك الصحيفة ما يلي :
{أن الحركة المسلحة التي قامت في شمال العراق منذُ أكثر من عام واحد أصبح استمرارها يمثل خطراً ليس على استقلال البلاد وحسن العلاقات بين الشعبين العربي والكردي فحسب، بل على وجود العراق ... إن هذه الحركة، وموقف قاسم منها تفوح منها رائحة التآمر والتواطؤ مع الاستعمار، فقيادة الحركة المسلحة بماضيها الملطخ بالدماء، والمتصف بالاعتداء، ونواياها العدوانية التي أفصحت عنها مراراً، وبغضها الأعمى يجعلها محلاً للشبهة والاتهام }. ثم عادت جريدة الاشتراكي في تشرين الثاني 1962 حينما كانت الاتصالات جارية بينهما مع تبادل المذكرات، بنشر مقال بعنوان:[مخاطر الحركة المشبوهة في الشمال وموقف قاسم منها] ، وجاء فيها :

{إن الحركة الكردية المسلحة على الرغم من أنها معادية للحكم القاسمي إلا أنها بسبب ارتباطاتها وأساليبها واتجاهاتها لا يمكن أن تعتبر جزءاً من الحركة الوطنية في العراق، وباعتقادنا أن طرفي الفتنة [عبد الكريم قاسم] و[ قيادة الحركة الكردية] لا يمثلان رغبات الشعبين العربي والكردي ولا يعبران عن مصالحهما. وبعد كل هذا من حق كل حريص على مصلحة الشعبين العربي والكردي أن يتساءل :

كيف حصلت تلك القناعة لدى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بوعود أعداء الشعب الكردي لكي يمدوا إليهم أيديهم للتعاون على إسقاط حكم عبد الكريم قاسم ؟
لكن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني استمرت بمغازلة الانقلابيين من أجل إقامة التعاون بين الطرفين على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهها الحزب الشيوعي لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من مخاطر الانجرار وراء الانقلابيين لإسقاط حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم، والتي سوف تصيب بكل تأكيد الشعب الكردي بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة بأفدح الأضرار.

إلا أن قادة الحزب لم يأخذوا بتلك النصيحة، وأخذوا يتبادلون المذكرات واللقاءات مع الانقلابيين، حيث جرت اللقاءات بين [العقيد طاهر يحيى] ممثل الانقلابيين و[صالح اليوسفي]عضو المكتب السياسي للحزب، وكان آخر لقاء مع الانقلابيين قد جرى في بغداد بين [علي صالح السعدي] أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث والسيدين [ صالح اليوسفي] و[شوكت عقراوي] وذلك في 4 شباط 63 ، قبل انقلاب الثامن من شباط بأربعة أيام .
لكن الانقلابيين لم يقدموا أي تعهد خطي لقيادة الحزب، بل مجرد وعود شفوية لا غير، ولا تلزم أحداً، وكان واضحاً أن الانقلابيين كانوا يستهدفون بقاء الحركة الكردية على الحياد في صراعهم مع قوات عبد الكريم قاسم .

وفي التاسع عشر من شباط 1963 ، وصل وفد كردي مفاوض إلى بغداد ضم السادة [جلال الطالباني] و[صالح اليوسفي] و [شوكت عقراوي ] ومثّل الانقلابيين [أحمد حسن البكر] رئيس الوزراء و[ صالح مهدي عماش] وزير الدفاع و[طاهر يحيى] رئيس أركان الجيش و[ حردان التكريتي ] قائد القوة الجوية، وتمخض اللقاء عن وعد بقرب إعلان الحكم الذاتي لكردستان، لكن علي صالح السعدي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث سارع في اليوم التالي إلى اتهام قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتعاون مع الشيوعيين !!، قائلاً:

{ نحن لا نمثل كل العرب، وكذلك الوفد الكردي لا يمثل كل الأكراد، ولذلك يتوجب الدعوة لعقد كونفرنس شعبي واسع لانتخاب عناصر أخرى لعضوية الوفدين}وبذلك نسف السعدي المحادثات. ثم بدأ البعثيون يتحججون بخشيتهم من أن يثير إعلان الحكم الذاتي لكردستان انتقاد دعاة الوحدة العربية لتصرف الحكومة، وطلبوا من الوفد الكردي المفاوض التريث لبحث المشكلة الكردية جنباً إلى جنب مع مباحثات الوحدة مع عبد الناصر في القاهرة.
وبعد أيام جرى تشكيل وفد للتفاوض مع عبد الناصر، وقد ضم البعثيون السيد[جلال الطالباني] للوفد على مضض، وكان الطالباني ينوي عرض مطالب الشعب الكردي أمام الوفود المصرية والسورية والعراقية.

لكن سفر الطالباني مع الوفد لم يلق قبول السيد البارزاني حيث صرح قائلاً:
{لقد أرسلت الطالباني للتفاوض في بغداد وليس في عواصم عربية}.
وفي 18 آذار عقد الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤتمره في كويسنجق ضم 168 مندوباً بحراسة 2000 من قوات البيشمركة حيث تم دراسة الوضع السياسي العام، وقضية المفاوضات مع انقلابيي 8 شباط، وظهر في المؤتمر اتجاهان، الاتجاه الأول يمثله السيد جلال الطالباني، والذي دعا إلى الاستمرار في المفاوضات مع سلطة الانقلاب، والاتجاه الثاني ممثلاً بالسيد مصطفى البارزاني، والذي .يدعو للاستعداد للقتال من جديد. وفي النهاية تقرر تشكيل لجنة مكونة من 35 مندوباً كي تعد قرارات المؤتمر، وجرى انتخاب وفد مؤلف من 14 مندوباً برئاسة السيد الطالباني، سبعة منهم هم أعضاء الوفد المفاوض، والسبعة الآخرين مستشارين للوفد.

وفي نهاية المؤتمر تم إعداد مذكرة تتضمن المطالب الكردية من الحكومة العراقية أكدت على قيام الحكم الذاتي في إطار الجمهورية العراقية، كما طالبت المذكرة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الكرد، ورفع الحصار عن كردستان، وإعادة المفصولين إلى وظائفهم وأعمالهم، وسحب القوات العسكرية من كردستان، إضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بالمنطقة التي سيشملها الحكم الذاتي، والقضايا المتعلقة بالاقتصاد والثقافة، وفي 30 آذار وصل الوفد الكردي المفاوض إلى بغداد برئاسة السيد جلال الطالباني، لكن أحمد حسن البكر ماطل في استقبال الوفد، مما دفع الوفد إلى التهديد بالعودة إلى كردستان، لكن طاهر يحيى تدخل في الموضوع واستطاع إقناع الوفد بتأجيل المفاوضات إلى الأول من شهر أيار مدعيا أن المطالب الكردية قد أرسلت إلى القاهرة لدراستها .
وفي العاشر من نيسان تم في القاهرة توقيع الإتحاد الفيدرالي بين مصر وسوريا والعراق، وفي 24 نيسان تقدم الجانب الكردي بمذكرة تضمنت مطالب جديد أخذت بالحسبان قيام الاتحاد الفيدرالي المذكور حفاظاً على الوجود القومي الكردي في ظل الإتحاد الجديد.

أخذت الحكومة تماطل في الاستجابة للمطالب الكردية واضعة المسؤولية على عاتق الرئيس عبد الناصر، واقترحت على الوفد المفاوض عرض المطالب على عبد الناصر، وطلبوا من السيد جلال الطالباني السفر مع الوفد الحكومي إلى القاهرة واللقاء مع عبد الناصر.

لكن عبد الناصر تجاهل موضوع الحكم الذاتي، ولم يقدم أي مقترحات حول القضية الكردية. أدرك السيد جلال الطالباني أن التفاوض مع البعث لا يعدو عن كونه مضيعة للوقت، وأنهم ليس بنيتهم الوفاء بوعودهم الكاذبة، فقرر العودة إلى كردستان من دون أن يمر ببغداد، فيما وضع النظام العراقي بقية أعضاء الوفد في الإقامة الجبرية.

في 20 أيار أعادت الحكومة الحصار على كردستان وقطعت كل الطرق المؤدية إليها، وقامت بحملة اعتقالات واسعة شملت آلاف المواطنين الأكراد.
وفي 9 حزيران اعتقلت الحكومة الوفد الكردي المفاوض، وفي اليوم التالي أصدرت بياناً طالبت فيه باستسلام البارزاني وقواته خلال 24 ساعة، وبدأت الاستعدادات للحملة العسكرية الجديدة لقمع الحركة الكردية.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة للتاريخ/ في الذكرى الستين لانقلاب العقيد الشواف بالموص ...
- شهادة للتاريخ / في الذكرى الستين لانقلاب العقيد الشواف / الح ...
- بمناسبة عيد المرأة العالمي/ حقوق المرأة ومساواتها بالرجل رهن ...
- الصراع الأمريكي الروسي وخيارات اوربا
- من ذاكرة التاريخ / الحرب العراقية الإيرانية ودور الولايات ال ...
- من ذاكرة التاريخ / الحرب العراقية الإيرانية ودور الولايات ال ...
- الحقيقة حول انقلاب 8 شباط1963 الفاشي
- من ذاكرة التاريخ / الحرب العراقية الإيرانية، ودور الولايات ا ...
- من ذاكرة التاريخ/ الحرب العراقية الإيرانية، ودور الولايات ال ...
- من ذاكرة التاريخ / الحرب العراقية الايرانية، ودور الولايات ا ...
- الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد
- من الذاكرة / البعثيون والشيوعيون والديمقراطي الكردستاني 2/2
- من الذاكرة / البعثيون والشيوعيون والديمقراطي الكردستاني /1/2
- شهادة للتاريخ / عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي/ الحلقة الراب ...
- شهادة للتاريخ / عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي
- من ذاكرة التاريخ / عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي/ الحلقة ال ...
- شهادة للتاريخ/ عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي / الحلقة الأول ...
- شهادة للتاريخ / الحقيقة حول احداث انقلاب الشواف بالموصل
- شهادة للتاريخ/ الحقيقة حول احداث انقلاب الشواف بالموصل
- شهادة للتاريخ: الحقيقة حول انقلاب الشواف في الموصل/ 1/3


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - من الذاكرة / العراق بعد انقلاب 8 شباط رحلة نحو المجهول / الحلقة الأولى