انقلاب المجتمعات على اعقابها , سلباً

كريم كتاب

الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

القليل جدا من المجتمعات التي عرفنا وسمعنا بها انقلبت على قيمها وموروثها واعرافها سلبا والتي كانت تعتادها كسبيل للعيش المشترك والتعامل مع الاختلافات في الثقافات والاديان والمشارب والقوميات والاعراق حيث من المتعاهد عليه والطبيعي ان تتقدم هذه المجتمعات نحو الافضل والاحسن والاكثر انسانية وجدوى وانعكاس صحيح لها كون تغير الشروط الاجتماعية نحو الافضل تؤدي الى تحسين اداء الفرد تجاه مجتمعه والى التطور والابداع في ترسيخ القيم والمبادىء المقبولة الصحيحة وهذا يتأتى من حسن سلوك الحكومات وانظمتها السياسية ووطنيتها وحرصها وعملها الدؤوب في خدمة مواطنيها وتحسين مستواهم المعاشي والذي ينسحب بدوره على المستوى الثقافي والحس الوطني والشعور بالمسؤولية وحفاظا على هذه المكتسبات التي يحاول المواطن الحفاظ عليها قدر امكانه ويدافع عنها بانخراطه وتطوعه في الحفاظ على المال العام وتطبيق القوانين واللوائح واحترام السياقات الثابتة والتعامل مع المتغيرة منها بمرونة وحيوية واستجابة ملائمة لكل حدث وطارىء ,وبتغير الحكومات اثناء التداول السلمي للسلطة مثلا تبقى هذه المجتمعات على نسقها الثابت واسلوبها التعايشي والنمط الحياتي والمنظومة السابقة لا يتغير فيها شيء نحو السلب اذا ما تم التغير نحو الايجاب والتطور والتغيير المناسب فتلتفت الحكومات الى ادارة الدولة والاقتصاد والمؤسسات والانتاج والسياسة الخارجية والدفاع وحماية المواطن وممتلكاته والمال العام , فيبقى الشرطي يقوم بدوره والقاضي يقوم بدوره والموظف والمواطن العادي ولا يطرأ على الجميع شيء يعيقهم ويمنعهم من مواصلة الحياة بالشكل الطبيعي ,,, لكن,, ان يرتبط مصير ومستقبل وحال واحوال المواطن ومعيشته والمجتمع وأمنه ولحمته وتماسكه بالحكومات وتغيرها وتعاقبها فهذه هي الطامة الكبرى فلن يعرف المجتمع استقرارا (ومجتمعنا كمثال ) لعدم انبثاق حكومة وطنية خالصة وانعدام البرامج السياسية والوطنية والاقتصادي ة والامنية وغيرها مما يدفع بالمجتمع للانقلاب على نفسه ويبدأ بالبحث عن ملاذ آمن ومستقر كفيل يضمن له العيش بسلام وامان فيتجه الى اقرب عُرف او تجمع خارج حماية الدولة كالعشيرة مثلا لحماية نفسه من الفوضى والتناحر وانفلات الامن وضياع الحاضن الحقيقي للمجتمع وبحكومة قوية عادلة قادرة على تحقيق طموحاته والتكفل بحمايته وأمنه واستمرار وجوده وتآلفه ,,

#كريم_كتاب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات