|
صفقة الكون بالأحرى!
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6243 - 2019 / 5 / 28 - 12:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رأينا كيفها صفقة القرن، كالعادة بلطجة شيزوفرينية أمريكية، فهي تبدأ بالنقل والسرقة والتحوير والتحريف، وتنتهي بالإملاء والإجبار والتهديد والترهيب، فالترقيع هو ديدين الإدارة الأمريكية، وتشخيخ العقل، وتفخيخ الاستراتيجية، لأن كل ما أرسمه بموضوعية وعلمية يلخبطه أنداد رامبو المغاوير لغاية دومًا في صدر يعقوب لن تصمد طويلاً مع مرور الزمن، لنعود إلى نفس النقطة، ولا يكون غير حلحلة المشكل لا حله، لا نزعه من أساسه، وحسب أساس علمي جوهره في المسألة الفلسطينية وكل مسائل الشرق الأوسط الرقيّ والتحديث وليس الوُطِيّ والتخليف، ليست القوة مقابل الضعف هي المعيار يا مهستري إسرائيل من الفرات إلى النيل، ولا الغالب والمغلوب، ليست مساحيق هوليود على وجه فلسطيني بشع وقح (حماس والجهاد وفتح) أو جسد عربي مدكدك بالقيح والدمامل (كل مستنقعات الأنظمة العربية ويا حيا الله يا شيخنا ترامب!) الرقيّ والتحديث لن يقوما على أطياز ناطحات سحاب مكة والدوحة بل على أفخاذ الديمقراطية والعلمانية، ولن ينعما في أحضان الديمقراطية والعلمانية إن لم تقم مؤسستي "رينبو" بالتهيئة على أرض الشرق الأوسط من محيطه الخرائي إلى خليجه الشخاخي، والتهيئة في المفهوم التكنولوجي المعاصر مهمة رقي وتقدم وتمهيد ورشاتي دقيق ومرير ليست من مهام شخاخي وخرائي مؤتمر البحرين القادم، كل مشروع شيزوفريني بلطجي رامبوهوي لن يكتب له النجاح بملياراته التي ستضيع سدى، رينبو بلجانها التي هي لجان العالم العلمي في الكون، وببرامجها التي هي ما فوق النوايا، وبعلاقاتها البنيوية التي هي علاقات مع سائر الدول أمريكا أولى الدول ودول الغرب والشرق الأوسط والعالم، بأخطبوطيتها الإنسانية والتكنولوجية في الممارسة والفعل القائمة على رؤية "خذ واعط" الرأسمالية، ولكن خذ بقدر الإمكان واعط بكل الإمكان، رينبو بكل هذه الإمكانيات الهائلة هي الأداة الخلاقة التي لم تحبل بها حضارة، ولن تنجبها، لأنها خلاصة عقل الإنسان لأجل رفاه الإنسان، ولأنها على الخصوص ابنة شرعية للمؤسسات العملاقة التي تحكم الإنسان وتتحكم بمصائره، رينبو ليست نقيضها، رينبو "منها وفيها"، لكنها في طرائقها هي غيرها، وهي لها -كما أوضحت منذ شهور طويلة منذ شهور أطول من طويلة- طرائق فريدة من نوعها، طرائق كونية في مداها، وفي أبعادها، أجرؤ على القول، رينبو لا تهيئ "لصفقة الكون"، رينبو هي صفقة الكون.
يجب أن يفهم شيزوفرينيو الإدارة الأمريكية أنداد رامبو المغاوير يا حيا الشيطان! أن لرينبو شرطًا لقيامها، ألا وهو تمهيد الأجواء الملائمة التي تبدأ بإنهاء كل توتر والحد من كل ابتزاز، وهذا ما لاحظت وقوعه في الأربع والعشرين الساعة الماضية: التهدئة التي نادى بها ترامب من طوكيو بينه وبين الإدارة الإيرانية، ومعاهدات حسن الجوار التي عرضها ظريف من طهران على جاراته، إنه التنسيق الأمريكي- الإيراني إياه منذ البداية، مثلما قلت مائة ألف مرة، بعد أن فشل ما يدعى بالتصعيد المفبرك بين البلدين لغايات تخدم البلدين: لمن لا يعلم، حاملة الطائرات أبراهام لينكولن لم ترسل خصيصًا لتهديد إيران، حاملة الطائرات أبراهام لينكولن كان مخططًا لها منذ زمن بعيد للمرور بالخليج قبل أن تقطع طريقها حتى بحر الصين، والألف وخمسمائة مارينز الذين قال ترامب إنه سيرسلهم ليوهم بالحرب على إيران هم كلهم تقنيون، ومكانهم بعيد عما يدعى "مناطق القتال"! كل هذا لم يكن سوى لتمرير صفقة مليارات الأسلحة التي سيحرقها الحكام المشعوذون آسف! السعوديون والعياذ بالله من غضب الله! تحت حجة تهديد إيران، وعندما رفض الكونجرس مثل هذه حجة هشة لكن سافلة لم يعد لترامب أي داع لحملة التصعيد المصطنعة. ظريف نفس الشيء، قال "حاملة الطائرات أبراهام لينكولن هربت من صواريخنا" ويا حيا الله كل أرباب الشيعة والسّنّة والبرتستانت والكاثوليك وبريجيت ؛ يعني بريجيت باردو هههه! بينما أشقائي الإيرانيون يعرفون أن صواريخ كل العالم لو نزلت عليها لن تؤثر فيها، حملة الترهيب للتوحيد في وجه أوسخ اقتصاد في العالم فشلت، فنقلت إيران أنظارها من الداخل إلى الخارج، إلى جيرانها، ومع جيرانها ستفشل كذلك، طالما لم تنسحب من سوريا، طالما لم تنسحب من العراق، طالما لم تنسحب من اليمن، طالما لم تنسحب من غزة، طالما لم تقلم أظافرها التي تخدش وتجرح وتنزع لحمها في كابوسها الفارسي، ولم تترك أصابعها تحتضن شعبها، وتنفق المليارات على رقيه بدل أن تحرقها.
مؤسستي رينبو جاهزة للعمل حالاً يا شيخ ترامب يا شيخ خامنئي، تقديري لكما من تقديري لنفسي، فلنا من العمر نفسه، ولطمأنينة النفس التي لنا، التي هي في الفلسفة لامبالاة الإنسان الكامل الذي لا يخاف ولا يرجو ولا يأسف ولا يندم، والتي هي في الواقع المبالاة تجاه شعوبنا، إنها مبالاة الإنسان الذي لن يكون كاملاً إلا بالفعل.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقة القرن يسرقني الشيزوفرينيون الأمريكيون وأنا لم أزل حيًا
-
صفقة القرن نقل عني على طريقة الشيزوفرينيين الأمريكيين
-
الأحلام تتبعها الرسائل النص الكامل
-
الحُلْمُ العالميُّ
-
الحُلْمُ الأوروبيُّ
-
الحُلْمُ الرُّوسِيُّ
-
الحُلْمُ المغربيُّ
-
الحُلْمُ المِصْرِيُّ
-
الحُلْمُ الإسرائيليُّ
-
الحُلْمُ السعوديُّ
-
الحُلْمُ الإيرانيُّ
-
الحُلْمُ الإنجليزيُّ
-
الحُلْمُ الفِرَنْسِيُّ
-
الحُلْمُ الأمريكيُّ
-
رسالة ود إلى أنجيلا ميركيل
-
رسالة ود إلى كريستين لاجارد
-
رسالة ود ودون ود إلى فلاديمير بوتين
-
رسالة ود إلى محمد السادس
-
رسالة دون ود إلى عبد الفتاح السيسي
-
رسالة دون ود إلى بنيامين نتنياهو
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|