|
العيب مسحوقا زجاجيا
فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 18:26
المحور:
الادب والفن
العيب مسحوقا زجاجيا
للمرة الثالثة نادى مراقب العمل باسمها ولم تنتبه فقد شاء ابوها ان يكون صعب المراس في حلمه بتعميدها في معبد ال ....المعزول عن وسط المدينة أحتفظ بإسمها الديني Ealaha الذي تكبد من جراءه دفع مبلغ الجزية حتى بلغت عامها الخامس اضطرت الى تغييره أمة الزهراء في رحلة تطهيرللذات استغرقت سعيا بين مدينتي ك.ر.ب.ل.ا.ءو ا.ل.ن.ج.ف... لم يشفع التغيير في الغاء قوانين الممنوع لإكمال دراستها الجامعية حصلت على منحة في دولة مجاورة باسمها الحقيقي لكن زميلات السكن يدعونها چكچك تيمنا بالمعبد الموشوم على كتفها الإيسر الذي تحور الى اللغة البديل ليحمل إسم Filiz... تكرر النداء000 رمت عقب سيجارتها المحلية الرخيصة نافخة الدخان المتطاير لتعيده أرضا كمفردات العيب التي سحقت قدراتها البدنية في أولمبياد الرقص الإيقاعي ..وعادت الى قطع المعجنات في المنصات الخشبية المتذمرة من محاولة ترويضه وإدخاله الصناديق الأنيقة ..لازال أمامها الكثير لإعداد بحثها الذي يتطلب إنهاؤه وتسليمه قبل عطلة نهاية الأسبوع .. أستعانت بالسلم الحديدي الدوار لجلب المزيد من الكرتونات وكانت الكارثة أصيبت بتمزقات وإنزلاق في أماكن متعددة من جسدها فكان قرار العمل التطوعي للعناية بها من نصيب أمرأة ذات شعر احمر غريب في تدرجه و لاينسجم مع عمرها الخمسيني لكن إشادة رئيس فرقة الإنقاذ حسم الأمر.. التصق اسم زهرة الذي تمقته في لسان مضيفتها لبساطة نطقه لكن عجزها واحتياجها يخرس اعتراضها الذي تظهره أحيانا بملاحظات سخيفة تستهدف التعريض بالمرأة وخصوصا حرب الثمانية أعوام التي أفقدتها أبيها المعيل الوحيد في بلد عديم المزايا لأقليتها...فكانت تشتط في المزاح معها تدعوها بالصدامية اوالجلاد ...الجنرال ...هتلر بلا شنب والهدف إنتقاص المرأة وزعزعة توازنها النفسي بالأخص عند إلحاحها في تناول الطعام أو العلاج أو حتى ملاحظاتها التربوية في منهجية دراستها ... ذات يوم اشتد الم ظهرها الذي ضاعت معه كل وسائل التسكين ولمن لايعرف أعراضه فهو سيخ حاد يمر في كل زاوية من زوايا أعصابك يجعلك تئن بحرقة وسط فضاء بارد موحش تضيع الاه في خواء رباعي الجدران إلا من سيمفونية وجع تضربك بأقوى مطرقة لبيتهوفن يستدير رأسك بعدها لهدهدة انامل رحمانوف التي تتصاعد حتى تطال أكبر ملعقة من ملاعق بيري بوليه ..تتحد معه أزيز الفقرات رغم تربيت ريشات ديبوزيه ويشارك التصفيق عندما تبدأ الجوقة الحديدية لموتزارت وباخ تشق طريقا معبدا الى الجمجمة يكون صراخ مشاركة الجمهور ضرورة حتمية لحلول الأرق... تهب النجدة من الغرفة المجاورة مرتدية قلنسوة ملونة وجلباب مماثل في الغرابة والذي تملأه رسوم الخلاسية بأساورواقراط فضية ..كل شيء غريب في تلك المرأة بالرغم من المشتركات المتعددة في الحرب والجوار والدين .. تذكرت الأخيرالذي وأد إرثها نقي الأرومة من تراث الأجداد وكل ما حولها غارق في سواد ..أتى صوت منقذتها البهلوان الذي يخفي أسرارا لابد من كشفها وكان إصرار تشخيص الوجع هو القشة التي فجرت مشاعر الكراهية للتخلف والبداوة التي أحنت هامة العجوز فما كان من صوت التمرد إن علا حتى طال حاجة شبابها للاستنادعلى تأريخ عجوز يفرض عليها إندماج في قيم البداوة المتأتية من تراب مختلط ببقايا البعير... مع برودة أعصاب العجوز أعلن عكازها الحرب فأخذ يحطم الموجودات الغريبة والمصنوعات اليدوية حتى وصلت الى قناني زجاجية صغيرة معبأة بتراب تذكرت الوجوه السوداء التي غيرت أسمها الموروث من لسان ابيها الشهيد والحجارة التي أرغمت جبينها على الإنحناء لتعفيرها .... بثت يتمها وحاجتها وعوز أمها وإخوتها لكل الزجاجات التي رددت النواح والعويل عند ملامستها أرضية البورسلين وقبل ان تتهاوى اسندتها العجوز وأعادتها للفراش محدثة إياها بحنو... ... عندما يفرض القدر الوجود في مركب واحد فلاخيار سوى التعايش والقناعة بقسم الحياة.. هدأت ثورة الفتاة مسحت دموعها واعتذرت من نزقها وقررت ان تجمع لها بقايا قدسية المدن وكان جواب العجوز غريبا أذ بادرتها بإن تأريخ تلك المدن لم يسع قلبها فكيف يتسع للعقل المتجدد الخلاق لكنه يبقى محرك وحافز للخروج من بوتقة الحرام والعيب والممنوع . فلابد لكل من كتب عليه تلك القسمة السوداء ان يتجرع أدوار استحالتها ليخرج من شرنقة الحقد بقلب معافى يكون دليلا في طريق النجاة. اعتذرت بإنكسار هذه المرة مرددة لها لقد فسد بإختلاط بقايا الزجاج .. أجابتها العجوز بشرود دائما كان مسحوق زجاجي ...
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذات المشط العاجي
-
ديانة جوركي
-
عين في شباك العفن
-
رحلة للذكرى
-
القصاص
-
القاضي والفأرة
-
عامل التاي
-
أطواق الوطن
-
ماكنة
-
تلصص
-
الشال الأزرق
-
ملكة الصوان
-
عشتار إبتسامة النيل2
-
عشتار إبتسامة النيل
-
العجوز والبلبل
-
التعويذة
-
7 صدفة
-
معادلة شاذة
-
4. أبنة الجن
-
حداثة
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|