زيدان الدين محمد
الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 06:50
المحور:
الادب والفن
"أما آن للظلام أن ينجلي..!
"أعمى يُحدِّث مرآته" ".
-نَدئ عَادل.
ويحُ الجُهّال
إن هُم علي اجتمعـوا
يُحاججوني بدينٍ
ماهو إلّا ما ألِفوا
كأنّهم ربّي حُرّاسك
لكنّهم حتى اسمك سَرقوا
يقولون أنِّي أُحاربك بل
أُحارب أصنامهم لو فَقِهوا
حين رأيتكَ من ثُقبِ نايٍ
ولم أرك في معبدهم غضبوا
إنِّي أراكَ في لسانِ حلّاجٍ
وهُم في سيف الحجاجِ فعلوا
ظنّوك في كعبةٍ وحجرٍ أسودا
وإلى الكعبةِ الصّماء ارتحلوا
بينما أنت جالسٌ بين أوفاضِ
الناس الذين هُم تركوا
أقولُ لهم أنكَ لستَ مِن مكّةٍ
لكنّهم جعلوك عِرقيًا
وعربيًا الله قالوا
يقتلون المرء لِيحفظوا
اسمكَ ودينهم
كأنكَ طفلٌ بِحاجتهم
لو عنّك هُم ما دافعوا
إنّ قلبًا سليمًا ولو وثنيًا
خيرٌ عندك مِن أشرارٍ اِسمك تلوا
يقولون أنكَ تُؤثِرُ أهل دينهم
عمّن سواهم
جعلوك طبقيًا وأنتَ أُمميًا لو دروا
يغيظهم ثأرًا خلع حِجاب اِمرأة
أمَّا بالفساد وبالدِّماء البريئة لا يعبأوا
الراحل مِن معبدهم قتلوا
وحتّى الزانية بُهتانًا رجموا
صوّروك مغولاً تتارًا وسفاحًا
أمّا أن تكون رحيمًا والله أنهم أبوا
تصُبّ في كأسِ الوجود أنبياء
وهُم يشربون الفقه ومافيه سَطروا
أدلّهم أن دينكَ إنسانيةً وفِكرًا
أمّا هُم فيرون دينك فِيمن التحوا
دِين الله وجدته في حانة فقيرٍ
أكثر مِن معبدٍ فاخرًا
في حيِّ مساكينٍ بنوا
مارأيتُكَ إلا بعد أن لمستُ الشيطان
وكَم من شياطين حولي
باسمك الجَحيم أسسوا
اسألهم أَتدبّروا قُرآنك وتفكّروا
وهُم يردّون علي
بما مِن آبائهم حفظوا
يقولون دينكَ أخلاقًا وأنت ذو رحمةٍ
لكنّهم كم واحدٍ لأجل خَمرته ذبحوا
يقولون أنكَ جميلٌ تُحبّ الجمال
لكنّهم كم خدٍّ لأجلِ حُمرته عهّروا
يحسبون وجودك عددًا في الركعات
إنكَ في القلبِ قبل الصلاة لكنّهم نسوا
طردوا مُحمّدًا وجبرِيله من دينك
أتوا بهولاكو ومن ثُم عزرائيله استجلبوا
دوّنوه في صحائفهم أحاديثًا
ومروياتٍ كُذبٍ وإِفكٍ
ثُم هذا مُحمدٌ خير خلق الله قالوا
استلّوا سيوفهم وجعلوا دينك غنيمة
سفكوا قيمته وأوراق النَّبِي دَفنوا
أبعدَ هذا أهُم لك ينتموا؟
بل كيف مِن أصابعك مرّوا؟
يبنون معابدًا لكَ ولو طلبتَ
بناء مسكنٍ لعُراةٍ والله مافعلوا
فمالي ومال دِينهم وماعبدوا
أعبدكَ فيما وجدتكَ وليس فِيما نظروا.
#زيدان_الدين_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟