أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الطبقة الوسطى والتوازن البنيوي لمجتمع ديمقراطي حر














المزيد.....

الطبقة الوسطى والتوازن البنيوي لمجتمع ديمقراطي حر


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تهيئ الامم في تاريخها السياسي الاسس والثوابت البنيوية لأي تغيير حضاري يساهم في رفع شأن الامة لكي يكون لها اضافة نوعية في الفكر او المتغيرات الاجتماعية والسياسية ومن اجل ذلك انبرى الفكر الانساني ومن خلال فاعلية الاجتماعيين وهم هنا شريحة المفكرين والمثقفين عموما كي يحاولوا ان يجدوا النظام السياسي والفكري الذي يمكن للانسان والشعوب من خلق وايجاد سيمياءيات حياة كريمة تليق بالانسان وهكذا وجدوا بين المفكرين نظم عديدة لخلق مجتمع حضاري تتواجد فيه اواصر العدالة والسلام والحرية فعرفت البشرية انواع عديدة من النظريات الفكرية مثل الديمقراطية بكل انواعها التي عرفها التاريخ البشري الى المشاعيات وفكرة المجتمع السعيد مرورا بيوتوبيات توماس مور او الفرابي وغيرهم من المفكرين ضمن النسق الانساني وقد فعلت تلك الافكار والمنظومات الفكرية فعلها واعتنق الكثير من البشر تلك الافكار كطموح الى الوصول الى المجتمع الانساني الحر الذي يكفل للانسان الحرية والكرامة ولهذا ان تلك المنظومات الفكرية بحاجة دوما الى البشر لانها تصبح تجريدا ان لم يؤمن بها هؤلاء البشر كي تتحول من نسق تجريدي الى شيء عيني ملموس ومن هذه الافكار والمنظومات الفكرية الديمقراطية الحرة والتي استمدت شرعيتها الفكرية من ايمان الشعوب والمجتمعات بها كونها تؤسس لتنافس حر سلمي بعيدة عن لغة العنف وتهيئ المجتمعات لرفاهية اجتماعية وسياسية كونها تعطي الفرص للجميع بالتساوي فاندفعوا يؤمنون بها بعدما جربوا كل انواع الاستبداد السياسي والفكري والأيديولوجي ومن هنا يجري الحديث عن الديمقراطية ولكن يجب ان يتوفر شرط اساسي وهو وجود حاملها هنا وهو الطبقة الوسطة في المجتمع لان الديمقراطية تلك النظرية السياسية والفكرية يمكن ان تفتح آفاقا رحبة للشعوب في العيش الكريم ولكن بسيادة الطبقة الوسطى التي تهيئ لانتشار الديمقراطية في المجتمع كونها تمثل توازن في المجتمع بين كافة طبقاته لذلك اننا نرى في الدول الكبرى التي طبقت تلك النظرية وخلقت طبقة وسطى متوازنة في المجتمع قد ارتقت في سلم المدنية والحضارة مكانا رائعا وساميا جدا لذلك ان الديمقراطية الحرة واذا غابت هذه الطبقة تصبح الهوة والفاصل بالمجتمع كبير جدا ويبرز الخلل البنيوي والاجتماعي في النظام السياسي والاجتماعي وابرز مثال على ذلك هو وضع المجتمع العراقي في عهد طاغية صدام المقبور الذي احدث انقلابا سلبيا في طبيعة المجتمع العراقي وخاصة في سنوات او مرحلة التسعينات من القرن المنصرم حيث برز الخلل جليا بشكل واضح جدا للعيان فقد عانت هذه الشريحة وهي هنا الطبقة الوسطى من الاهمال السياسي والاجتماعي بحيث لم تعد قادرة على القيام باداء دورها الاجتماعي كوسيط في حمل القيم الاجتماعية للديمقراطية لان الكوابح والموانع السياسية المتمثلة بسلطة استبدادية تحول دون ذلك يقول الاستاذ حسن العلوي ان السياسة العراقية في ظل الانظمة الدكتاتورية دأبت على تفتيت الكتل المتجانسة ليحل البياض الاصغر محل السواد الاعظم هنا بالذات اختزل الاجابة باستعارة عنوان كتاب المفكر الفرنسي عمانوئيل سايس من القرن السابع عشر وهو يتحدث عن الطبقة الثالثة أي السواد الاعظم بلغتنا وهي الكمية المهملة في النظام الفرنسي آنذاك كما هي الكتل المتجانسة في العراق في عهد صدام المقبور وتتسع الاحتمالات ليكون العراقيون هم هذه الكمية المهملة وفي مقطع من حوار يقول فيه الكاتب عمانوئيل سايس:
- ما هي الطبقة الثالثة
- هي كل شيء
- ماذا كانت في النظام السياسي
- لاشيء
- بماذا تطالب
- ان تصبح شيئا
فاذا الطبقة الوسطى ركيزة بنيوية مهمة جدا لأي نظام ديمقراطي والمطلوب الاهتمام بها وتعزيز دورها حتى تصبح ناجحة في اداء دورها في حمل ونشر مزايا الديمقراطية



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبل ...
- الجمعية الوطنية وانبثاق دولة المؤسسات الدائمة تشكيل الوزارة ...
- الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي
- الديمقراطية الالية الحضارية لصيرورة تقاليد راسخة
- الطاغية الذي ظهر عارياً
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية
- ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...
- الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الطبقة الوسطى والتوازن البنيوي لمجتمع ديمقراطي حر