أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد















المزيد.....

حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6237 - 2019 / 5 / 22 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد
بقلم :- راسم عبيدات
في شهر رمضان المبارك يفترض ان يكون شهر خير ومحبة وتسامح وتعاضد،شهر استغفار وتقرب الى الله بالعبادات والصدقات وعمل الخير والإصلاح بين الناس،ولكن يبدو بان هذه المعادلة صحيحة في الجانب النظري فقط،ولكن الواقع له رأي آخر،حيث نشهد وشهدنا في الشهر الفضيل ارتفاع في عمليات الإحتراب العشائري والقبلي الناتج عن " طوش" ومشاكل ذات طابع فردي،سرعان ما يجري التجييش و" التفزيع" لها على أساس قبلي وعشائري،لتتحول الى " طوش" عامة،تذكر بحروب "داحس والغبراء" و"البسوس"، يشارك فيها الكبير قبل الصغير،وتستخدم فيها كل انواع السلاح من السلاح الأبيض والعصي والجنازير والمواسير وحتى الأسلحة الرشاشة كما حدث في الخليل مؤخراً،وفي أكثر من " طوشة" لم يسقط جرحى وعاهات مستديمة فقط،بل كان هناك قتلى آخرهم وليس الأخير في مخيم الفارعة بنابلس،حيث قتل شخص واصيب آخرين في شجار.
في هذه " الطوش" ومعارك الإحتراب العشائري والقبلي، ينكشف واقعنا الإجتماعي على حقيقته بدون رتوش او مواربة،نريد أن نخفيها فيما يطفو على السطح من حديث عن الأخوة والمحبة والتسامح والتعاضد والشعب الواحد والوطن الواحد والمصير الواحد والدين الواحد والكرم العربي الأصيل..وقائمة ليس لها اول ولا أخر من الدجل والنفاق الإجتماعي،والذي يعبر عن عمق أزماتنا الإجتماعية،وبان مجتمعنا غير محصن لا مجتمعياً ولا وطنياً،بل يتعرض الى حالة من " الطحن" المجتمعي والتفكيك والتفتت،وكثير من قضايا الإحتراب العشائري والقبلي وعمليات القتل،ولدت المزيد من "الندوب" والجروح المجتمعية التي يصعب دفنها بين العائلات،ورغم ما ينتج عن تلك الخلافات والنزاعات والصراعات التي غالباً ما تنشأ عن أسباب ذات بعد شخصي ليس ذو قيمة او معنى او مضمون،يستحق كل هذه الخسائر والتداعيات الاجتماعية والنفسية الخطيرة،فالسبب ربما يكون خلاف بين طفلين او على حدود قطع أرض او تقسيم ميراث او على مكان وقوف سيارة،او حق اولية في السير،او اطلاق زامور سيارة،او سير سيارة بعكس السير وعدم احترام الدور في الشارع،او " جحرة" او معاكسة فتاة او التحرش بها ...الخ.
المأساة تقع الواقعة ويسقط قتلى وجرحى،ويتبارى اهل الحل والعقد من سلطة وقوى وطنية وعشائرية ورجال إصلاح يعملون على للملمة الطابق ووأد الفتنة،وفي مرحلة الحل،نستحضر خالقنا الله وسيرة الأنبياء والشهداء والأسرى من اجل ان يتم حل الخلاف وتلافي أكبر قدر من التداعيات الإجتماعية والنفسية والإقتصادية المترتبة على" الحرب" العشائرية التي اندلعت،ونشهد حديثاً منمقاً مزخرفاً تستخدم فيه كثير من كلمات وعبارات الإطراء والمديح لهذا المجتمع والدعوات الى الصفح والتعاضد والتكاتف والوحدة والتلاحم ...الخ،واغلب الحلول لا تحمل حلولاً ومعالجات جدية أو حقيقية،بل هي أغلبها تكون ترقيعية،او مبقية للنار تحت الرماد،ولا ننسى بان الجاهات والوساطات، تسعى لكي يكون صاحب الحل السحري "فنجان القهوة" هو سيد الموقف في الحل،وهو سبب الدمار والخراب وتوسع دائرة الخلافات والصراعات المجتمعية..
ومأساتنا بأننا من بعد " الطوش" والحروب القبلية والعشائرية، " تذهب السكرة وتأتي الفكرة"،حيث ندرك حجم الدمار الهائل الذي نتج عن تلك الإحترابات العشائرية والقبلية،ليس فقط ما نتج عنها من آثار مباشرة قتل وجرح وتدمير وحرق ممتلكات،بل أصبحت بنود الصلح تضمن ترحيل جزء من عائلة القتيل ،وكأننا أصبحنا نمارس عمليات تطهير عرقي بحق بعضنا البعض،فعائلة القتيل والمقتول تدفع اثماناً كبيرة،ولكن ما ينتج من تصدعات وتفكك في النسيج المجتمعي ،يسمح بعمليات اختراق واسعة من قبل إحتلال يتربص بنا،لكي يغذي مشاكلنا الإجتماعية،ويتدخل في شؤوننا العائلية والأسرية،حتى في أضيق إطاراتها ودوائرها.
المصيبة والمأساة باننا نستمر في ترديد نفس الإسطوانة المشروخة ونفس الكلمات والعبارات عن الوحدة والأخوة والتعاضد والتسامح والتكافل،ولا نعمل لتجسيدها حقيقة على أرض الواقع بالفعل، بدايتها أن نقر بان مجتمعنا مريض وبحاجة الى علاج،نبقى مثل النعام ندفن رؤوسنا في الرمال وكل اعضاء جسمنا مكشوفة... لا علاج وقائي يمنع الجريمة قبل وقوعها،ولا وعي ولا ثقافة ولا تربية...
نحن نعاني من خلل شمولي في التربية والوعي والثقافة،أسر ومؤسسات تربوية وتعليمية ومؤسسات دينية لا تقوم بدورها،هناك انهيار شمولي في منظومة القيم والأخلاق ،وهناك تدين ظاهر لا يعكس تدين حقيقي،اناس تؤدي طقوس وعبادات وفروض دون ان ينعكس ذلك في سلوكها وقيمها واخلاقها وحياتها العامة،معادلات لا تستقيم صلاة او صوم وبالمقابل سرقة او زنا او غش وفساد،او كلها مجتمعة،فتاوي تحرض على المذهبية والطائفية،وبالمقابل نقول إنما المؤمنين أخوة ..؟؟،غياب للثقافة والتربية الوطنية التي تعلي الإنتماء للوطن فوق أي انتماءات قبلية أو عشائرية،تطاول على حقوق الناس وكراماتهم وممتلكاتهم دون ي رادع،يشعر الناس بالظلم والغبن،مما يدفعهم لخانات وخيارات،احياناً تكون غير وطنية،ربما اللجوء للمحتل للتدخل .
لا يمكن أن تستمر المعالجات والحلول بنفس النمط والأليات،في ظل وضع تستفحل فيه الجرائم وتتفشى مظاهر العنف بشكل غير مسبوق في مجتمعنا،فلا المعلم ولا المدير آمن في مدرسته،ولا البيوت تحفظ حرماتها،ولا النساء والأطفال يسلمون من الإعتداء عليهم،حتى في الجاهلية كان للبيوت حرماتها،والنساء والأطفال لا يتم التعدي عليهم.
جزء كبير مما يحدث في مجتمعنا من عنف وجرائم قتل،هو من فعل أيدنا نحن،ويجب أن لا نهرب من ذلك الى القول بان الإحتلال هو السبب في ذلك.فالإحتلال له دور ومصلحة في إنتشار العنف والجريمة والآفات الإجتماعية في مجتمعاتنا،ولكن ليس هو بالشماعة التي نعلق عليها كل اخطاءنا وخطايانا،لكي نهرب الى الأمام من واقعنا،فنحن بحاجة الى قيادات جريئة تعلق الجرس وتتصدى لمثل هذه المظاهر والظواهر التي باتت تشكل تهديد جدي لنسيجيّنا الوطني والمجتمعي،فسياسة دس الرؤوس بين الرمال والمعالجات والحلول الترقيعية،لن تخرج مجتمعنا من أزماته العميقة.

فلسطين – القدس المحتلة
22/5/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد الأوروبي ....إنحياز وعداء سافر
- في ذكرى النكبة ...نكبات شعبنا لم تتوقف
- كتيب قدوتنا رئيسنا،تعزيز للثقافة الوطنية أم لثقافة التبعية و ...
- في العدوان على غزة،هل تقع الحرب في المرة القادمة ....؟؟
- هموم مقدسية ما بين ضائقة السكن ...وارتفاع الإيجارات في القدس
- أوسلو نحرت الحركة الوطنية والحركة الوطنية ذبحت نفسها
- ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس
- لعبة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية،وعرب الدا ...
- بديل نتنياهو ليس -جيفارا-
- القمة العربية شعارات بدون مضامين واليات تنفيذ
- الأردن في قلب العاصفة
- البلطجة الأمريكية تبلغ ذروتها
- أزمة غزة الكارثية مركبة وجوهرها سياسي
- الإرهاب - الداعشي- الأبيض
- ما جرى في الأقصى -بروفا- لمواجهات اوسع
- نحو تشكيل مجلس للإصلاح والسلم الأهلي في محافظة القدس
- هدم المقدسيون لبيوتهم بأيديهم قمة الإذلال
- الأوضاع مرشحة للتصعيد والإنفجار فلسطينياً وإقليمياً
- أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هبة جديدة وإنتصار جديد ومعركة غير ...
- أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هل ستقود الى هبة جديدة ..؟؟


المزيد.....




- غانتس لنتنياهو: سندعم أي خطة مسؤولة لعودة الرهائن.. وهذا ليس ...
- تركيا تحقق في تسريب بيانات ملايين السوريين والسلطات تتهم طفل ...
- الانتخابات البريطانية.. أبرز المشاهد لتولي كير ستارمر رئاسة ...
- إردوغان: لقد مددنا يد الصداقة إلى جارتنا سوريا وسنواصل القيا ...
- زيارة أوربان لبوتين تثير حفيظة وتنديد الاتحاد الأوروبي
- عودة -العمال- للحكم..هل يعود الدفء للعلاقات بين بريطانيا وال ...
- مدفيديف: الهستيريا التي واكبت زيارة أوربان لموسكو تظهر أن ال ...
- بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية بشكل كامل يتطلب انسحاب قوات ك ...
- بوتين: أوربان دعا إلى وقف النار لتهيئة الظروف للمفاوضات
- حماس تؤكد رفضها لأي مخططات تتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد