أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد حسين سلطان - رحيم الكردي ... قدم حياته قربانا للوطن














المزيد.....

رحيم الكردي ... قدم حياته قربانا للوطن


خالد حسين سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 6236 - 2019 / 5 / 21 - 22:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رحيم الكردي ... قدم حياته قربانا للوطن
بقلم : منعم جابر
حكاية هذا البطل المناضل لا بد لها ان تكتب بحروف من ذهب لتظل نبراسا للأجيال، واعتزازا مني بهذا العامل الشيوعي الذي قدم حياته قربانا للوطن ولشعبه من اجل غد سعيد ووطن تسوده العدالة الاجتماعية وترفرف عليه رايات الاشتراكية .
ففي ليلة من ليالي اذار عام 1976 جلس الى جانبي رحيم الكردي للمناقشة وتبادل الرأي حيث كان يوم 29 اذار موعد محاكمة الثنائي الشيوعي رحيم وزميله شاكر رحيم ( مفوض شرطة ) تبادلنا الافكار حول كيفية الدفاع في المحكمة ( المجزرة ) وبعدها قال شاكر : رفيق منعم انا اعتقد بانك ستخرج من هذه المسرحية سالما لان موقفك كان سليما وبلا اخطاء يستغلها الطغاة، وانطلاقا من هذا اطلب منك ان تنقل رسالة عني بأمانة الى الحزب وجماهيره وهي رسالة حب وصراحة وموقف وطني! تعجبت لما قاله رحيم وتركته يواصل قائلا: ابو ايفان، انا لست مسؤولا حزبيا عن صديقي شاكر رحيم ! ... سألته اذا لماذا قبلت هذه التهمة وقد يكون الموت هو النتيجة المتوقعة ؟! أجابني : انه أي شاكر صديقي قد كسبته يوما ما وقبل سنوات الى العمل النقابي وانت تعرف بأنني عامل وناشط في النقابة، الا اننا افترقنا عن العمل وذهب هو سلك الشرطة لإعالة عائلته الفقيرة ومساعدة والدته الطيبة في امور الحياة ومصاعبها ! يقول رحيم في مطلع عام 1976 تم القبض عليَّ، دون ان اعرف السبب وحاول ازلام ورجالات الامن من ارهابي والطلب مني الحديث وانا لا اعرف لماذا اعتقلت، وما هي التهمة الموجهة لي، وكانوا يجيبون عن تساؤلاتي بالقول : هسة نوصل للدائرة ونعرف كل شيء ؟ وفعلا وصلنا دائرة أمن بغداد ومباشرة الى التحقيق، وبعد دقائق وجدت امامي صديقي شاكر رحيم، وقد مزقت ملابسه وتورمت عيناه وحافي القدمين منفوش الشعر، شكله مخيف ومنهار القوى! سألني المحقق هل تعرف هذا ؟ أجبته : انه صديق طفولتي وابن منطقتي! قال: هل انت مسؤوله في الحزب الشيوعي ؟ اجبته لا، وهو ليس له علاقة بالحزب حسب علمي، لأنه عسكري ولا يحق له اي ارتباط باي حزب سياسي، هنا حرج شاكر وبدأ المحقق يضغط وبدأت حفلات التعذيب والفلقة والتعليق وانا مصر على ان لا علاقة لشاكر بالحزب، فقال المحقق : اجلبوا شاكر مرة اخرى! وبدأت الاساليب ذاتها وكنت على علم بان قابلية شاكر وبسبب ضعف بنيته لا تقاوم التعذيب ولا تقدر على الصمود بوجه هذه الهجمة البربرية، وكنت اعرف بان لشاكر علاقات واسعة وصداقات متنوعة، وقد يؤدي هذا التواصل بالتعذيب بمضاعفات وتوسع بالقبض وخسارة الحزب لرفاق جدد، لان البعثيين بدأوا بتوسيع دائرة التحقيق والقبض على رفاق واصدقاء ومقربين للحزب ولا على التعيين، هنا قدمت نفسي بعد ان وجدت الطريق مسدودا وقلت : انا المسؤول عن شاكر رحيم! وتم تصديق الافادة لدى قاضي التحقيق وانتهى الفصل الأول من المسرحية ! هنا قال لي رحمن الكردي : هذه هي الحقيقة، فلا علاقة لشاكر معي، وقد عرفت فيما بعد ونحن هنا في المعتقل بانه على علاقة مع احد رفاقنا العاملين في المطبعة ( لجريدة طريق الشعب ــ وقال لي اسمه ولكني نسيته اليوم بعد اكثر من اربعين سنة )، ووجدت نفسي قد ساهمت بإنقاذ احد رفاقي وتحملت القضية كاملة وبشجاعة ! قلت له ابو عوف : يعني لا علاقة حزبية او تنظيمية لك مع شاكر رحيم، لكنك وجدت ان خسارة اي شيوعي او الاعتراف عن اي علاقات تنظيمية ستفيد الاعداء الطبقيين وتضر بالحزب ورفاقه. فقال : نعم، فقررت ان اتحمل ما حصل لنا وان انهي التحقيق على هذه الصورة، حتى وان يكلفني ذلك حياتي. هنا قبلت الشيوعي الأصيل المناضل عبد الرحمن علي رحيم وباركت له موقفه، وقلت له انها أمانة سوف أوصلها للحزب وللجماهير وانقلها بأمان وفعلا، في اليوم الثاني، وعلى ما اتذكر في 30 اذار 1976 صدر الحكم من ( مسلخ الثورة ) بالإعدام رميا بالرصاص على ( شاكر ناصر رحيم ) علما ان علاقته بالحزب كانت منقطعة منذ 1973 والحكم بالإعدام شنقا بالرفيق الشجاع والعامل النقابي عبد الرحمن علي كريم رحيم ( الكردي ) الذي قدم حياته قربانا لوطنه وحزبه. وقد تم تنفيذ حكم الاعدام بهذه النخبة المناضلة يومي 17 / 18 ايار 1978 .
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي وشهداء الحركة الوطنية .



#خالد_حسين_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهويدر قرية الألف لقب والألف شهيد
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ...
- أهمية البديل الشيوعي العراقي في الوضع الراهن
- حكايات جمعة المتنبي / 2
- حكايات جمعة المتنبي / 1
- زيارة ولقاء وبيان وذاكرة
- حزب في مهب الريح وشهد شاهد من اهلها
- قالت لي العصفورة
- الحزب الشيوعي العراقي ( طريق الشعب ) ... الى أين


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...
- صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي ...
- م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم ...
- تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق ...
- أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما ...
- باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين ...
- المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا ...
- مواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، واستمرار إغ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد حسين سلطان - رحيم الكردي ... قدم حياته قربانا للوطن