|
تساؤلات مشروعة عن الأحداث تبحث عن إجابات بين منطق العلم وتفسير اللاهوت
عادل محمد العذري
الحوار المتمدن-العدد: 6236 - 2019 / 5 / 21 - 04:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ممّا لا ريب فيه، إن الكتابة عمل شاق وليست بالمهمة المتيسرة، في أيامنا هذه والتي تموج فيها الأحداث، فيضطرب الفكر ويحتار، وتحاول النفس أن تجد لها سبيل في الظلمات التي تحيط بصاحبها. وبين ثنائية جموح الفكر وقلق النفس للبحث عن تفسير لماذا يحدث؟ وكيف حدث ما حدث؟ وانّا لنا بفهم وتحليل ما يدور حولنا، وأي سُبل للمعرفة وما نوعها، لنعتصم بها فتفسر لنا، ونجد سبيل الخلاص لديها! هذ الذاتية المفرطة ، تقصد المعرفة التي تعين على تفسير الظاهرة. فنولد وعيً مهما كان طبيعته، علنّا نصحح مساراً واقعياً نتبين نقائصه، يؤثر سلباً فنتجنب أثاره أو إيجابياً فنعزز من قيمته. لا ريب أن تتدافع الأحداث في واقع الأمة العربية، على صعيد الواقع السياسي للأنظمة السياسية وعلاقتها بشعوبها. تتّولد عنه ظواهر اجتماعية يعبر عنها السلوك الجمعي للمجتمع في التعاطي مع بعض القضايا المتعلقة به، وخاصتاً فيما يتعلق بالأنظمة الحاكمة وزوالها في أكثر من بلد عربي، والتي سُميت " بالربيع العربي" ابتداء من عام 2011م وحتى عام 2019م وبما يحدث حالياً في الجزائر والسودان أو بما سبقها من أحداث كما حدث في حرب الخليج الأخيرة مع العراق والتحالف الدولي. تلك الأحداث أثارت قلقاً لدي الكثير من أفراد الشعب العربي وخاصتاً الباحثين عن العلة والسبب لما يحدث في دول المنطقة، إزاء الكثير من مشكلات التغير الثوري ونتائجه، يتطلب طرح الكثير من الأسئلة منها هل القضاء والقدر قد حان وقتهما ليعيش الشعب العربي قدراً جديداً فيما يتعلق بقضايا الحرية والعدالة والمساوة؟ وان حياة أخري تنتظره بعيداً عن البؤس والشقاء والظلم – كما توصف وتردده ألسنة المطالبين في كل نظام قبل عملية التغير -هل ثمة حياة أخري تنتظر الشعب العربي في أقطاره المختلفة؟ لتندفع الجماهير في كل قطر وهي مطمئنيه لعملية التغير لصنع قدرها دون خوف؟ أم ينبغي لتلك الجماهير، أن تأخذ ولو على سبيل الاحتمال والشك، موقفاً من النماذج الثورية السابقة، في الفارق الزمني المقدر بثمن سنوات، في مختبر الثورات العربية وما نتج عنه من مخرجات. هل يساورنا القلق بنوع من الأسئلة قد تطرح علينا بنفس العنف وتتطلب إجابة. لماذا كانت الأقطار العربية ذات الصبغة الحزبية والنظام الجمهوري مختبر للثورات، بينما الأنظمة الملكية أو الأسرية بمنا عنه! هل الواقع الاقتصادي لجماهيرها، يُغنيها عن سنن ورياح التغير في المنطقة؟ أم ان المسلسل الثوري للواقع العربي ينتهي بها!!. هل هناك تفسير لكل ما يحدث مهما كان نوعه ديني، فلسفي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي، يستند إلى واقع داخلي أو خارجي ذات بعد يستند لنظرية المؤامرة ونظرية الصراع لواقع الأمة مع الأمم الأخرى بطابعها الاستعماري! أم أن القضية تفاعل داخلي – كما في علم الكيمياء-بين مكونات الشعب لينتج كائن سياسي جديد بسمات مغايرة عمّا كان عليه قبل التفاعل الثوري. هل يمكن أن ندعي فرضية لم يشر له سابقاً فيما أعلم -معا قصور ما نعلمُ به -أن العرب، كانوا آخر أمة تنتهي معها علاقة السماء بالأرض؟ كما قدر لها ببعث آخر رسالة، مع آخر رسول، في سلسلة الرسائل السماوية في الوجود المادي للوجود البشري مع خالقها، لتكون هي بداية النهاية للوجود المادي، بانقراضها أومآ يطلق عليه بأحداث نهاية العالم. قضية طرح الفرضيات والأسئلة قضية قد تكون أشبه بدور الفيلسوف في رحاب الفلسفة، لكن تحقيق الفرضيات وإثباتها لتصل إلى يقين النظرية العلمية والإجابة عنها، تحتاج لفروع كثير من المعرفة تعتمد على منطق العلم، لتفسير عملية الوصول للحقيقة، عندها نحتاج الكثير من مراكز الدراسات، ذات الصلة بالعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومراكز دراسات الأمن القومي. والمختصين بها لعملية التحليل والتفسير وتقديم منطق علمي سليم لتفسير كل ظاهرة في كل بلد. كيف انهارت نظم بين عشية وضحاها!!. هل كان ذلك بفعل الجماهير بعد سبات دام دهراً مع أنظمتها؟ أم وراء الأكمة ما وراها؟ ثم ما هي السمات المشتركة للفعل الثوري في كل قطرا؟ هل سنقبل التفسير اللاهوتي (الديني) والذي لا يتفق معه الكثير باعتبار العلم قد حرر عقول كثير من الناس، والتي ضلت أسيرة قرون عديده بالأساطير والخرافات والنصوص التي لها صلة بالدين، وتتحدث عن مخلص آخر الزمان ومهديها المنتظر! أم ستتجلى حقائق علمية، كتلك التي شهدتها الكنيسة في صراعها مع قضايا العلم، وانتهت بسطوة العلم على الكنيسة. لتخرج المنطقة العربية من بؤرة الصراع الثوري وقد خلعت الكثير من التيارات الدينية والمتدثرة بردائه. أم أن واقع المنطقة العربية كمهد للرسالات ت السماوية، تخضع لحتمية التفسير اللاهوتي لواقع الأحداث. مع وجود نصوص تتحدث عنه. وما هو موقف العقل من تلك النصوص وكيف يقول كلمته؟
#عادل_محمد_العذري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف أرى في سبيل الله بعين سبيل الفلسفة؟
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|