|
لاتشبهوا اليوم بالبارحة فالحرب لن تقوم
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاتشبهوا اليوم بالبارحة فالحرب لن تقوم الحرب الاعلامية الغير موفقة التي يشنها ترامب ليست إلا حرب نفسية استفزازية لتخفيف الخيبة التي يشعر بها جراء التحدي الكبير الذي واجهته ايران بها بكل قوة وبحكمة دون اي اهتزاز للثقة العالية التي تتميز بها اذا كان يتصور ان في مواجهة ايران سيجد الظروف الى جانبه وان الخوف قد ملء قلوبهم رهبة والطريق من السهولة التي ترعب شعبها لان الولايات المتحدة في مواجهتها وكانها لم تجرب حظها سابقاً معها. لا شك ان طهران صارت أقوى بكثير من السابق بالاعتماد على العقول والكفاءات التي تعمل من اجل الوصول الى مرحلة الاعتماد على الطاقات الذاتية التي حيرت الصديق والعدو وان العقوبات المفروضة عليها قرابة 40 عاماً كانت رحمة من اجل الوصول للاهداف المرسومة دفعتهم بالاعتماد على كل شئ في الداخل . أن التصعيد الكلامي لترامب لا يعكس ميولا مقلقة للغاية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران انما هي زوبعة يراد منها جني ثمار خطابات الرئيس الامريكية خلال حملاته الانتخابية قبل وصوله الى البيت الابيض ، رغم ان فكرة تغيير النظام في ايران قد ترسخت في واشنطن إلأ انها تفتقر الى المصداقية لانها اعجز مما تكون في تنفيذ هذه الهلوسة او الجنون. و قد يرى البعض من المحللين ان هذه السياسة لا تجر معها الحرب إلى المنطقة في نهاية المطاف وواشطن تعرف حق المعرفة هذا الامرالغير الممكن . لان مثل هذه الحرب اذا ما وقعت ستكون كارثة إنسانية وسياسية ذات أبعاد عالمية خطيرة ، كما هو معلوم وايران سوف لن تدخر جهدا في استخدام كافة امكانياتها العسكرية والتصنيعية للدفاع عن نفسها وعلى استعداد تام لذلك، وهو ما صرحت به أكثر من مرة ولكن لا تريد الحرب إلأ في حالة الدفاع عن نفسها اذا ما اجبرت عليها. هذه التهديدات أدخلت المنطقة العربية في حالة من الترقب الحذرووالد الخوف في قلوب حكامها واهتزت العروش ومن هنا دعى العاهل السعودي سلمان عبد العزيز الى عقد قمة عربية لهذا الغرض في نهاية الشهر الحالي ، لا سيما بعد الرد الإيراني بأن المعركة لو حصلت فإنها ستشمل المنطقة بالكامل وحذرت واشنطن من "اللعب بالنار" ومن هنا عرف ترامب بانه قد اخطأ التقديرات ووقع في فخ بعض من مستشاريه مثل وزير خارجيته بومبيو وجون بولتون . وفي تصريحات جديدة والتي اعتبرها بعض المراقبين بأنها تصالحية، أعلن ترامب ارقام هواتفه للاتصال به وانفتاحه على التفاوض مع إيران بشأن اتفاق جديد ، على اعتبار أن الاتفاق الذي أبرمته الإدارة السابقة كان كارثة حقيقية والرفض القاطع بعدم التفاوض من القيادة الايرانية ولان الزمن لا يمكن ان يعود الى الورا ء كما كانت في زمن الحرب العراقية الايرانية التي شنها صدام ضدهاعندما خطط الغرب وبعض الدول النفطية الخليجية مع النظام البعثي لضربها ثم انقلبت الامورحين دخل صدام الى دولة الكويت حيث وقفوا مع الكويت لطرد الجيش العراقي منها. اما الان فقد تيقن العالم بأن ترامب في موقف لايحسد عليه ..مع ان المصيبة مع رجل غير قابل للتوقع أو الضبط مثل ترامب فإن احتمالات الصفقات ومخاطر الحروب متساوية جدا كما يحلو لبعض الخليجيين للاحتماء بالولايات المتحدة وإسرائيل وإشاعة القول بأنهما ـ أي واشنطن وتل أبيب – يمكن أن يتصديا لقوة ايران "الذي يهدد المنطقة " كما يشيعان . ويستشهدون على ذلك بأن أمريكا أنجدتهم من الخطر العراقي خلال العقد الأخير من القرن الماضي يعني صدام وحزب البعث. أن إدارة ترامب التي تفكر على أسس تجارية لا سياسية تريد على الأغلب ابتزاز دول الخليج عبر "إشعارها بأن الخطر الإيراني يتصاعد "وعبر عويلها بأن الولايات المتحدة هي المتصدي الوحيد لهذا الخطر وتريد استغلال الامر من اجل حلب هذه الدول وابتزازهم، وعليه فإن المكاسب التي تجنيها هذه الدول من عودة أسعار النفط إلى الصعود ستدفعها إلى أمريكا بشكل أو بآخر، ليصبح الأمريكيون بذلك هم المستفيدون من ارتفاع الأسعار ومن هبوطها على حد سواء. ... ورغم ايقان البعض أن رئيسا كدونالد ترامب قد يحتاج انزلاقا صوب الحرب لوقف هجمة الداخل عليه تماما كما أن "إسرائيل" قد تجد الآن الوقت مناسبا للتحرك اعتقادا منها أن جزءا من العرب مدمر وجزءا آخر ينشد العلاقة معها. إلأ ان اكثر الاحتمالات تؤكد بأن الولايات المتحدة لن تخوض حرباً مع إيران، ولا تستطيع أن تخوضها، لأن حرباً كهذه تشكل تهديداً للسلم العالمي ولسوق النفط العالمي بأكمله، فضلاً عن أنها يمكن أن تغير خريطة المنطقة، إضافة إلى أنها لا يمكن أن تنتهي إلى تحقيق مكاسب لاحد، وللحقيقة ان الطرفين ايران والولايات المتحدة الامريكية لا يريدان الحرب انما هناك طرف ثالث يدفع للحرب وهوي اللوبي الصهيوني .والتصعيد والتوتر والأزمة الكلامية والسياسية هذه التي نشاهدها فهذه يمكن أن تؤدي للعديد من المكاسب للأمريكيين كي يحصدوا الاموال لانها كما تدعي بأنها تحمي هذه الدول ، وأغلب الظن أن الأزمة الراهنة لن تخرج عن هذا المسار ولن تتجاوز هذه الحدود. و واقع الحال وحقيقة الموقف هو أن أمريكا لن تحارب إيران هذه المرة، وإيران أصلاً ليست خطرة على المنطقة وهي تعرف حق المعرفة ، وعليه فإن تلك النظرية غير صحيحة برمتها وواشنطن لوحدها وبكل جبروتها تحسب ألف حساب لمثل هذه الحرب وتخشى رد فعل عسكري ايراني وصواريخها والتطور التسليحي و تمتلك ترسانة أسلحة متطورة قادرة على قلب المنطقة رأسا على عقب، ولذلك فإن المواجهة العسكرية المباشرة والمفتوحة مع طهران تعني بالضرورة تهديد العديد من دول المنطقة والحرب تعني ما لا تقبل به على الأغلب الولايات المتحدة ولا دول المنطقة من ثم فإن الاتفاق مع إيران الذي وقعت عليه ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا ابقت الولايات المتحدة وحيدة بعد الانسحاب من الاتفاق، وعلى لسان الرئيس الايراني الشيخ د حسن روحاني ان ايران غير مساعدة للتفاوض مع امريكا ولن تستسلم ابداً لغطرستها وجعلت الثقة بالسياسة الأمريكية على المحك من جانب حلفائها الأوروبيين و لان دول المواجهة من الجانب المقابل مثل الصين وروسيا خاصة التي وقعت على الاتفاق النووي تنظر الى ان الحرب سوف تكون بقيمة مصالحها ولا تؤيد مثل هذه الحرب ولن يقفوا مكتوفي الايدي للحفاظ على مصالحهم ولن تهمهم السياسة الامريكية في زمن ترامب لان الحوار معها سم اما في زمن ترامب فانه سم زعاف. عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
همسة في الضمير لكي يبقى قلبه ينبض
-
نقطة من بحر التهديدات المصطنعة
-
الفشل المستمر لمجلس النواب
-
الاعلامي الارهابي والتسجيل الصوتي للبغدادي
-
سياسات ترامب العرجاء المثيرة للجدل
-
الصراعات و حماية الحياة والكرامة الانسانية
-
الصراع الانساني. بين الظلام وروح البقاء
-
نسمع جعجعة ولم نرى طحين
-
*** واقفرت الايام حزناً ***
-
شهداء الفيلية ...دفاتر الروح النابضة
-
الادارة الامريكية وقرارات خلط الاوراق
-
الوطنية والموقف الوطني
-
التجسس مهمة قذرة لتخريب البلدان...القسم الثاني
-
التجسس مهمة قذرة لتخريب البلدان ..القسم الاول
-
العلاقات والزيارات والنوايا الحسنة
-
الانتهاء من الارهاب بين الحقيقة والاوهام...القسم الثاني
-
الانتهاء من الارهاب بين الحقيقة والاوهام...القسم الاول
-
اعرف الفساد تعرف اهله...القسم الثالث والاخير
-
عبارة ام الربيعين تعمق جراحها
-
اعرف الفساد تعرف اهله...القسم الثاني
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|