عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 00:42
المحور:
الادب والفن
غريبٌ
غَريبٌ عَلى شاطِـئ الذكرَيات
أقَلِّبُ رَمْلَ الأســــــــى بالفِكَرْ
كأني الحجارةُ فـوقَ الطريق
عليها تعاقبَ بـَــــــــردٌ وحرّْ
كأني حصــــاةٌ تذودُ الرمال
وترجو النــدى ونثيثَ المطر
وأمسحُ بالكفّ فــــوقَ النجيلِ
كتعويذةٍ مــــــــن بقايا الغجرْ
أتمتمُ طُلّسْمَ ســــــــرِّ الفراقِ
وأطلقُ للريـــــــح طيراً أغرْ
أقولُ لهُ طِرْ بعيــــــداً هناكَ
هنالك يا طيرُ يحلو السَــــمَرْ
وتصفعُني الريحُ حتى أثوبُ
فأعرفُ أنّ الفــــــؤادَ انكسرْ
وليسَ لهُ مــن جناحٍ وريش
وإنْ رفَّ لكنهُ لــــــــمْ يطرْ
حصاةٌ على شاطئ ما تزال
تحنُّ إلى جريـــــــــانِ النهَرْ
تجولُ على المـــــوجِ آمالُها
وتحرثُ باليأسِ، ماءَ البَحَرْ
وقفتُ وحيداً أمــــامَ الرياح
حسيرَ الفــؤادِ كـسيرَ النظر
وقفتُ بلا ناصــــرٍ أومعين
أذودُ النوى بوجيـــع الكدَرْ
أحاولُ أنْ أسـتبيـنَ الطريق
فتزجرني ثمّ تعفـــــو الأثرْ
إلى أينْ صاحتْ فردَّ الفؤاد
هنا يا رياحُ فقــــدتُ القمَرْ
هنا أيها الريحُ ضلّ الطريق
عليهِ تتابعَ رجــــــمُ الحَجَرْ
ومالَ لكي يرجـــعُ القهقراء
فصدّقَ منكِ حفيـفَ الشجَرْ
لهُ العذرُ قــــد غرّهُ ما يراه
وزلّ بأقدامــــــــهِ المنحدَرْ
يشاغبُني في المنام الخيال
ويوقظُني الوجدُ قبل السحَرْ
فأترك للهمّ قلبـــــاً يصيحُ
أما من مغنٍّ أمــا من وترْ
وكادتْ تضـجّ النجومُ بكاءً
وكادتْ تقولُ ومـا من بشرْ
أما من بلابلَ بيـنَ الضلوع
تُغني فتقتلَ هــــذا الضجرْ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟