المصالح الفرنسية في المغرب تحتم على الدولة الفرنسية مساندة المغرب وعدم السماح باي حل فوضوي وعبثي لقضية الصحراء”

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اما قراءتك لاعتماد مجلس الأمن للقرار 2468، الذي مدد بموجبه مهمة بعثة المينورسو لمدة ستة أشهر؟
قرار مجلس الامن الدولي رقم 2468 كان بالنسبة للمغرب انتصار ديبلوماسي كبير حيث ان القرار اعاد التاكيد على الحلول السلمية للنزاع و استبعد جميع الخيارات التي لا يقبلها المغرب ولا تنسجم مع فقه الواقع من جهة ومن جهة اخرى اكد على ان المجهودات المبذولة من طرف المغرب حقوقيا وتنمويا في مجال الصحراء و المبادرات السياسية التي طرحها لها مصداقية وتسير في اتجاه ترسيخ حقوق الانسان في الصحراء. كما ان اعادة تجديد مهمة المينورسو لمدد اخرى وبنفس المهام يعني ان المجتمع الدولي لم يقتنع بالاطروحات المعادية للحق المغربي وان توسيع مهام المينورسو ليشمل اختصاصات اخرى دعوات باطلة هدفها الايقاع بين المغرب والامم المتحدة وهذا ما فطن اليه المجتمع الدولي عندما استبعد اي مقترحات لا تصب في اتجاه تسريع العملية السياسية بالاعتماد على مبادرة الحكم الذاتي و اشراك الساكنة المحلية الصحراوية في القرار العمومي و يتضمن القرار الاممي 2468 رسائل مشفرة يمكن الكشف عن كنهها في صيغة القرار وتوازنه و في شكل اعتماد القرار و باغلبية هامة كل ذلك يبرهن على ان المغرب يتمتع بصيت دولي واسع واحترام من قبل الامم المتحدة واعضائها الرئيسيين . الفضل في هذا النصر الديبلوماسي الكبيريرجع بالاساس الى التعبئة القوية للشعب المغربي بكل احزابه ومكوناته وشرائحه وتمسكه بالوحدة الترابية للمغرب وهذا امر مهم وضروري وحيوي في اي نزاع دولي وفي اي منطقة من العالم ويرجع الفضل كذلك للديبلوماسية الملكية التي تدخلت في الوقت الحاسم واستعملت اوراق هامة اقتصادية وسياسية للحفاظ على الوحدة الترابية وتعديل ما يجب ان يعدل في المسودات الاولى التحضيريىة للقرار .
1. قالت "آن غويغين"، نائبة الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، أن فرنسا متشبثة بالعودة إلى ولاية مدتها 12 شهرا، والتي يجب أن تبقى هي القاعدة فيما تظل مدة 6 أشهر استثناء. ما تقييمك لمنحى الديبلوماسية الفرنسية في ضوء تصريحات غويغين؟
الديبلوماسية الفرنسية سند رئيسي تاريخي للمغرب في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء ، فرنسا والمغرب كما هو معروف تربطهما علاقات استراتيجية وتاريخية لا يمكن ان تؤثر فيها التقلبات السياسية ولا الحزبية من الطرفين ، لذلك ليس غريبا تماما ان تساند الديبلوماسية الفرنسية المطالب المغربية ، المصالح الفرنسية في المغرب تحتم على الدولة الفرنسية مساندة المغرب وعدم المغامرة او السماح باي حل فوضوي وعبثي لقضية الصحراء لان أي خطأ او سوء تقدير من المنظومة الدولية للنزاع المفتعل حول أراضينا سيكون له تبعات جيوسياسية كبيرة ومؤثرة لذلك تحرص فرنسا على استعمال كل اوراقها الديبلوماسية وضغوطاتها احيانا من اجل اقرار قرارات اممية تراعي المصلحة الوطنية المغربية وهذا الموقف الفرنسي النموذجي يزعج دعاة الانفصال ويربك حسابات المتربصين بالوحدة الترابية للمغرب . فرنسا شريك استراتيجي للمغرب و حليف موثوق به هذا صحيح ولكن يجب على الديبلوماسية المغربية ان تعطي اهمية كبرى للصين وروسيا و جنوب افريقيا وابريطانيا نظرا لادوارها المتنامية في العلاقات الدولية من اجل اقناع المجتمع الدولي بشكل حاسم بالموقف المغربي و ربط الحل النهائي العادل أي استكمال الوحدة الترابية المغربية برهان ومجهودات الامم المتحدة من اجل اقرار السلام والامن ومحاربة الارهاب بالعالم.
2. هل تعتبر -كحقوقي- مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 ما زال أساسا جديا وذا مصداقية لمفاوضات الأطراف بشأن النزاع حول الصحراء؟
اسمح لي ان اقول لكم انني كحقوقي مغربي اعتبر ان مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تعتبر اطارا صالحا ومفيدا لجميع الاطراف لحل اشكالية و قضية مفتعلة ورثها العالم عن الحرب الباردة و انهكت اقتصادنا الوطني و عطلت الاندماج المغاربي و سممت العلاقات البينية بيننا وبين الشعب الجزائري الشقيق لمدة عقود ، مبادرة الحكم الذاتي قرار شجاع من المغرب وتعبير عن حسن نواياه اتجاه كل الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية بانه جاد في البحث عن حل مشرف منصف عادل نهائي في اطار السيادة المغربية ويضمن اشراك واسع لساكنة الصحراء في تدبير امورها السياسية ، المنتظم الدولي بات مقتنعا اليوم قبل الغد بان مغامرة انشاء كيان غير قابل للحياة ليس حلا في منطقة تشهد استهدافات متكررة من كل قوى الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود ومعبر مرور استراتيجي لكل الهجرات الافريقية اتجاه اوروبا ، المنتظم الدولي يعي جيدا ان البوليساريو لا تملك قرارها السيادي وان ساكنة المخيمات لا تملك مصيرها ولا حقوقها وان استغلال الجزائر لمأساة الصحراويين سينتهي اجلا ام عاجلا لذلك نجد المنتظم الدولي متفق تماما مع المبادرة المغربية ويعتبرها افضل الممكنات في ظل اوضاع دولية واقليمية تعرف ارتباكا وفوضى متنقلة وحروب اهلية في كل مكان . لذلك اجدد من موقعي كحقوقي ندائي الى المنتظم الدولي من اجل فك اسر المحتجزين ظلما وقسرا في مخيمات الذل والهوان والتدخل العاجل لحماية حقوق الانسان في المخيمات التي تنتهك يوميا من طرف قيادة فاسدة مستبدة غير مستقلة في قرارها السياسي وفتح ابواب المخيمات وسجونها امام الهيئات الدولية لحقوق الانسان واعتماد احصاء للمحتجزين ومحاسبة قيادة البوليساريو عن جرائمها المرتكبة في حق الساكنة الصحراوية المحتجزة ، كما اجدد تضامني وتعاطفي مع الشعب الجزائري الشقيق الذي عبر في حراكه الشبابي الراقي عن تشبته بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وتوقه للوحدة المغاربية وفتح الحدود بين البلدين الشقيقين المغرب والجزائر ورفضه سياسات النظام الجزائري التي تعادي الحقوق المغربية و تنهج سياسات عدائية تدخلية لالهاء الشعب الجزائري في معارك خارجية علها تنسيهم عن فشل السياسات الداخلية المتبعة.
لقد حان الوقت ان يساهم الجميع من موقعه حقوقيين وسياسيين ومجتمع مدني مغربي وجزائري ومغاربي من اجل التفكير الجدي في ايجاد ارضية سياسية لحل نزاع الصحراء المغربية و بناء جسور الثقة بين شعوبنا المغاربية والنضال المشترك من اجل معركة توسيع العرض الديموقراطي و النهوض وحماية حقوق الانسان لان هذا الحوار الجدي بيننا سيمكننا من بناء مستقبل زاهر لاجيال المستقبل ، مستقبل بدون نزاعات مفتعلة ولا مشاكل حدودية ولا استغلال خارجي لثرواتنا.
حاوره: الحسين أبليح من جريدة الوسيط بريس

#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات