أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - من شبَّ على شيءٍ شاب عليه














المزيد.....

من شبَّ على شيءٍ شاب عليه


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


من شبَّ على شيءٍ شاب عليه!
-----
في السَّبعينيَّات والثَّمانينيَّات ومطلع التِّسْعينيَّات من القرن العشرين، تربَّى أولادُ معظم المُعْتَقَلين السَياسيِّين على حق الحصول على كل ما يحتاجون إليه، ابتداءً من الألعاب وانتهاءً بالرحلات وما شابّه... في ذاك الوقت كانت طبات الكازوز أهم ألعاب معظم أطفال الأُسَر الفقيرة!

تم تمويل تلك العطايا والهدايا، أغلب الظن، من قبل بعض أفراد الأُسَر المَيْسورة أو بعض أفراد شريحة البرجوازية الصغيرة أو حتى من تبرعات المنظمات والأحزاب اللبنانية والفلسطينية!

مع ازدياد دفق المنح، ازدادت ميوعة وبَلادَة أولاد المُعْتَقَلين بالقياس إلى أولاد الأُسَر الكادحة والمتوسطة دون حالات اِعتقال!

كَبُرَ الأولاد على ما تَعوَّدوا عليه!
كَبُرُوا وبقوا يطالبون الآخرين بدفع الإتاوات حتى بعد إطلاق سراح أمهاتهم وآبائهم!
كَبُرُوا دون أن يستطيع معظمهم نيل تحصيل علميٍ لائقٍ، أو حتى ثقافة وطنية مميزة!
كَبُرُوا وبقوا يُمَنِّنُون المجتمع بأنّهم وحدهم من حُرِموا عطف الآباء وحنان الأمهات، بأنّهم أولاد المُعْتَقَلين!
كَبُرُوا، كأنّ أولادَ الأخرين لم يفقدوا آبائهم وأمهاتهم بفعل الفقر أو الحرب أو حتى دفاعاً عن الوطن!
كَبُرُوا وقد نسوا أنْ عشرات الأطفال لم يفقدوا فقط آبائهم وأمهاتهم بل اِضطرّوا لترك مدارسهم وبيع علب الكبريت وربطات الخبز في الشوارع لإعالة أُسَرهم!
كَبُرُوا ولم يفعل معظمهم شيئاً يستحق الذكر للوطن!
كَبُرُوا واستغلوا غالباً كل المناسبات التي حصلوا عليها دون تعبٍ، عروضٌ ومنح قُدِّمَتْ لهم من الآخرين لأجل الهروب في الوطن ومنه!
كَبُرُوا وكَبُرَتْ ميوعتهم وسماجتهم معهم!
كَبُرُوا وكَبُرَ حقدهم الاِجتماعي لا وعيهم السياسي الطبقي!
كَبُرُوا يجهلون فن الأصغاء، يعانون صعوبات في الكلام بطريقة متسلسلة لمدة عشر دقائق!
كَبُرُوا كارهين لعائلاتهم الكبرى، لا يعترفون بالجميل حتى لآبائهم!
كَبُرُوا وقد تبرَّأَوا حتى من آبائهم وأمهاتهم علماً أنهم لا يتوانون عن المتاجرة بهذه الأسماء إذا اِقْتَضَىت الضَّرُورَة!
كَبُرُوا يعتقدون أن لديهم الحق بالوصول إلى المنابر والمواقع المتقدمة قبل غيرهم وبقليل من الجهد المبذول!
كَبُرُوا يتاجرون بقضايا السجن والوطن والمنفى، يتاجرون بجملة "لم اسْتَطِعْ إلى ذلك سبيلاً، والدي/ والدتي متخفّي/ة"!
كَبُرُوا يتقنون فن تَبْرير فشلهم، خيباتهم الشخصية أكثر من غيرهم!
كَبُرُوا يتأفَّفون من نجاحات الآخرين، يحقدون عليها لأنْها تلاحق خيباتهم!
كَبُرُوا ظانين أن الصراع الطبقي هو أنْ تلعن الرئيس بأقبح الألفاظ أو أنْ تَتَبوَّل على صورته!
كَبُرُوا وما زالوا هؤلاء الأطفال تحت الطلب، طلب التبرعات!
كَبُرُوا دون أنْ يُسائلهم المجتمع كيف استطاعوا تأمين المال للسفر وشراء السيارات والعقارات وبناء أُسَر صغيرة على الطريقة التي ترّبوا عليها؟
كَبُرُوا بسلام!

هل سمعتم يوماً أنّ ابن أو ابنة مُعْتَقَل قد خاض حرباً!؟



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتكلم؟
- يوسف وفهيمة
- سجائر غارغويل
- قانون الكُنَافَة
- لماذا تركض؟
- السَفَّاك
- شمعة ديوجين
- وكنا ندخن الرَّوْث
- الفيل الأسود
- جريمة في ستراسبورغ - فلم كامل
- جريمة في ستراسبورغ - 9 - النهاية
- جريمة في ستراسبورغ - 8 -
- جريمة في ستراسبورغ - 7 -
- جريمة في ستراسبورغ - 6 -
- جريمة في ستراسبورغ - 5 -
- جريمة في ستراسبورغ - 4 -
- جريمة في ستراسبورغ -3-
- جريمة في ستراسبورغ -2-
- جريمة في ستراسبورغ -1-
- والعالم يتغير من حولي


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - من شبَّ على شيءٍ شاب عليه