مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6225 - 2019 / 5 / 10 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميع العقوبات الأمريكية لن تحدث متغيرات عميقة بالسلوك الإيراني ...
مروان صباح / قراءة تعاني مثل كل القراءات من الفرز بين كل هذا الكم من التداخلات والتباينات والتناقضات جميعها تحيرَّ الحليم فمابلك أيها القارئ بمجموعة تعوم على شبر من الماء ، على كل حال ، إذ قررت طهران إعادة نشاطها النووي ورفع التخصيب ستدفع بذلك تحرير الأوروبين من الاتفاق النووي وبذلك سينقل الملف إلى مجلس الأمن وهذا يعني أن واشنطن قررت تغير النظام الذي تأسس على يد الخميني وليس فقط تغير سلوكه ، طبعاً على المرء أن يبحث عن شركاء النظام إيراني الذين وافقوا على تغيره مقابل سلامة رؤوس انظمتهم .
الآن كيف نقرأ الانتقال ولماذا وكيف السبيل إلى الحكمة من كل ما يجري بإيقاعه المتسارع الجنوني ، ولأن كل ما يقال أو قيل في سياق العقوبات التى تعاقبت على النظام الإيراني من مؤشرات دللت على تضخم اقتصادها وتخفيض إنفاقها على التسليح وتقليص دعمها الشهري للميليشيات ليس دقيق ابداً ، بل تأتي التفسيرات من قواعد تحليلية خاطئة ، لأن النظام الايراني ومنذ فترة طويلة استولي ضمنياً على العراق وكما معروف يعتبر العراق من الدول الغنية بترولياً وهو لا سواه يعتبر ايضاً بعد المملكة السعودية ثاني احتياطي للنفط في المنطقة ب 150 مليار برميل وتقترب صادرته النفطية يومياً إلى 3 مليون برميل وهنا يتسأل المتسائل أين ذهبت وتذهب مقدرات العراق في حين يعيش بلا خدمات بل تراجعت الخدمات منذ الاحتلال 2003 م إلى أن أصبح يشبه الصومال ، بل ايضا الحقيقة الساطعة والكبرى والتى لا تقبل التأويل ، عراق اليوم خالي من أي مشروع وطني أو عربي أو بشري باستثناء مشروع التمويلي للمشروع الايراني .
لهذا وجب تذكير الأمريكي ، جميع العقوبات التى تفرضها واشنطن اقتصادياً لن تجدي نفعاً طالما مقدرات العراق خاضعة بين أيدي الإيرانيين ، ولأن ببساطة الحاكم الفعلي في العراق هم اتباع فيلق ما يسمى بفيلق القدس ، يقودن هؤلاء فرق الموت الإرهابية بمسميات مختلفة ما أنزل الله بها من اسماء وجميعها تتبنى أفكار مذهبية بالية وضيقة المنطق بالفعل هذا ليس افتراء بقدر أنه واقع العراق ، تتحكم هذه الميليشيات فعلياً بمقدرات الدولة والحكومة ، وبالتالي خطوط انتاج السلاح والدعم المالي الذي بدروه يغذي مشروع التوسيعي والتدميري في المنطقة مازال قائم بل هناك انفاق كبير من أجل استقطاب الناس في كل من سوريا والعراق ومن خلال برامج ثقافية ودينية واجتماعية طالما المشاريع الاخرى ممنوعة ومعدومة ، تنفق إيران مبالغ هائلة على مشروع خطط له وهو قادم لاحقاً ، لهذا جميع العقوبات هي أشبه بخض الماء بالماء ، طالما العراق ساحة للإيراني يسرح به كما يرغب ويشاء وبالتالي تغير سلوك طهران أو تغير الحكم لن يتحقق إلا إذا تحقق في بغداد . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟