أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - لقاء القمر














المزيد.....


لقاء القمر


كفاح الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6224 - 2019 / 5 / 9 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


في غمرة التلهف للقاء القمر بعد أن غاب عن الظهور دهراً من المحن. يتصاعد شوقي متناغما مع القلق كلما تسربت خطوط ضوء القمر عبر تناثر الغيوم المتفرقة في سماء عاتية نحو ذلك الحدود المسيجة بأسوار الشجن لتصبح الصورة واضحة المعالم في دجى الليل. كنت أشعر بأن حياتي قد ابتدأت وان ذكرياتي المدفونة والمتحررة من قيود الخوف قد أُحيّت وصعد عطرها الى عالم الشغف و رياحين الأمل . ما إنْ تلاشت كابوس الظلام حتى باتت جذوة الحياة تلتقط أنفاسها و ترسل بدفئها رسائل السكينة بعد أن كانت على وشك الانطفاء . بدأت بوادر رياح الفرح تهب عليَّ . لحظات توحي بالهدوء والاسترخاء و يتناهى إلى السمع احيانا صفير الريح يخترق الطرقات المتعبة و ينساب بين الأشجار الصامتة ويحسس أغصانها فتسمع حفيف أوراق الشجر القادم من براثن الظلام فتهتز بفعل هذه الزوبعة و تسقط إحداها هاوية لتستوطن مثواها الأخير. كنت اتخيل نفسي وسط زحمة الطيور المتألفة في احدى ساحات روما وهي تتظاهر حولي وتلتقط الحبوب المتجمعة في باطن كف يديَّ. ونسيم ندي يلمس بشرة خدي ليترك لمسات حمراء هادئة خلفه. كانت الليلة حزينة بعد أن كانت سماؤها ترفل بكل النجوم الساطعة وتمتعت بهدوئها المعهود. السعادة الحقيقية تكمن في غسل الذات من آلام الضمير وان تشعر بقيمة ما تقدمه من إبداعات نابعة من أعماق وجدانك. أن تبقى حرا طليقا دون قيود. تتسارع الخطى نحو الشواطيء البعيدة المغطاة بالرمال الساخنة وقد خفت حرارتها وقت الغروب حيث منبع الراحة والتأمل . ما اجمل وجه الحياة عندما تنطلق اعاصير النظر نحو الأفق البعيد لترى مركب الصيد وهو يبحر باتجاه الشمس الهائمة في وداعها اليومي وتختبئ لبرهة في قاع البحر، فتلتقي الغسق والبحر في عناق احمر لتغطي زرقة السماء قبل أن تهبط الظلمة بثقلها على أنفاس الطبيعة .هناك اشياء كثيرة تعني لنا الكثير مهما ابتعدنا عنها فهي راسخة في جذورنا بكل تفاصيلها، لا تمحيها رغوات الأمواج الهائجة. فهي تشكل أفق الحياة لأنها متماسكة و متفقة لطموحاتنا . الدمار الوقتي لايعني اليأس والاحباط وانما هي مرحلة تعيسة في نهر الحياة . لا نجعل من الزمن الخطر المحدق يكتم الانفاس ,فالخط الفاصل بين اليأس والأمل ليس سوى جدار شفاف يمر عبره شاحنات الاصرار وقوة الارادة والصمود الحتمي أمام المطبات. أن لا نجعل من ايامنا اقنعة مرعبة توسع دائرة اليأس ونترك القارب وسط إعصار هوجاء ونغمض عيوننا عن راسية الميناء الهادئ. فالحياة ليست سوى مرآة تعكس مواقفنا وسير أدوارنا, أن نتمسك بمضامين الحياة وأن لا نفرط بأبجدياتها ,لأن التخلف عن ركابها تعني التفريط بالزمن وزواله ،نعم نحن البشر نسعى بقدراتنا وادراكنا الحسي الى رسم لوحة الحياة لكي نرى القمر يتبختر بنوره وسط النجوم المنتشرة بأضوائها المتلألئة.



#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - لقاء القمر