عشتار الفصول:111514 الدولة المدنية في سورية. ضمان حقيقي، لحقوق الأقليات الدينية ،والقومية، والمذهبية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 13:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عشتار الفصول:111514

الدولة المدنية في سورية. ضمان حقيقي، لحقوق الأقليات الدينية ،والقومية، والمذهبية.
ورقة عمل ورؤية يُقدمها المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط.
سورية التاريخ والجغرافيا .سورية .الحضارات والأبجدية، سورية المثيولوجيا و القانون والعلوم .ومن سورية بدأ الكون يُرتل أولى أناشيد ه .سورية ليست وطننا نسكنهُ بل عشقاً يسكننا أينما رحنا وحللنا .سورية أبجدية السلم والحرب في العالم.وهي الحامل ميزان العدالة والحرية المنضبطة والمساواة الحقيقية، وليست الورقية .سورية لايمكن إلا وأن تكون لجميع مكوّناتها القومية والدينية والمذهبية وعلى سوية واحدة، ومقربة واحدة.
ولأنّ سورية تمثل مركزاً هاماً وخطيراً في الموقع الجيوسياسي لهذا فإنّ المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط. يُراقب عن كثب جميع الموضوعات التي تتعلق بحقوق وضمان حقوق الأقليات في الشرق ،ويُراقب مايجري على الساحة العراقية والسورية واليمنية بشكل عام وعلى معاناة الإنسان الذي بقي في الوطن أو الذي هاجر منه.فهومعنيّ بكلّ هذه الجزئيات والعناوين والحقائق.
ولكي يقول كلمته في شأن لايحتمل التأجيل فيه حتى يتم عقد مؤتمره في أيلول القادم لعام 2019م.لهذا يرى المركز تقديم ورقة عمل تحمل رؤية علمية وموضوعية وواقعية وحقوقية بشأن موضوع الدستور السوري العتيد الذي يُعد له هنا وهناك. فبعد هذا النزيف غير المسبوق للإنسان السوري والتاريخ السوري، والاقتصاد السوري .يأمل المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط والمنتدى الدائم لأقليات الشرق الأوسط من أن يُرسم دستوراً سورياً ومدنياً وحضارياً .يُكتب به أسماء جميع المكوّنات السورية.سواء أكانت قومية أم دينية .أوالمذهبية. ويضمن لها حقوقها وحرياتها وواجباتها بشكل واقعي وموضوعي. ولا يبقي تلك الحقوق وضمان تنفيذها مسجونة للجانب الإعلامي وحسب بل الواقعي والمادي والمعيشي اليومي على جميع الأرض السورية وبسوية واحدة .وبما تقره وأكدته المواثيق والمعاهدات الدولية والعالمية .
إن سورية تمثل البعد التاريخي الحقيقي للإنسان عبر العصور . فعلى أرضها عاشت حضارات وتأسست ممالك ودول .ولهذا نجدها تتكوّن من القوميات التالية: العربية، السريانية الآشورية الكلدانية.التركمانية، الكردية، الأرمنية ، الجاجانية والجركسية.والأرناؤوط .وعلى أرضها ولدت وعاشت ديانات قديمة واليوم نجد إنسانها يعتنق الإسلام بمذاهبه .والمسيحية بمذاهبها وقومياتها واليزيدية واليهودية ونخص من المذاهب .الموحدون الدروز .
وكما تتنوع القوميات السورية، والديانات السورية، والمذاهب السورية .فإننا نرى تنوعاً للجغرافيا السورية .تلك الجغرافيا التي تحتضن خزانات لكنوز حضارات تاريخية ،ولثروات باطنية لاتدل تلك الكنوز إلا على أن الإنسان السوري يعيش في مركز العالم وأنّ لديه ثروة تنتظر من يستثمرها لصالحه.ولما كان المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط يُعنى ويرى بأن الحل الدائم والواقعي والموضوعي والديمقراطي للمأساة السورية .يقوم على أكتاف مفهوم الدولة المدنية وليست المحاصصة الدستورية بين مكوناتها الدينية والقومية والمذهبية . إنّ ضرورة وجود إرادة سياسية حقيقية متنوعة المصادر السورية. لبناء الدولة المدنية كفعل حضاري سوري يوازي القيمة التاريخية لسورية .هو ضرورة حيوية وحاجة إنسانية ومسؤولية تاريخية تقع على الجميع وليس على مكوّن واحد أو اثنان .ونؤمن بأنه لاحل سياسي وأمني في سورية بدون القراءة الجادة للجانب التاريخي والسياسي والديني والمذهبي ومحمولات الدساتير السورية منذ الاستقلال وحتى اليوم .لهذا نؤمن أنّ لاحل في سورية بغير بناء دولة مدنية تكفل لكلّ أبنائها على اختلاف مكوّناتهم القومية والدينية والمذهبية الحرية والعدالة والمساواة.
وعلى الدول الساعية إلى التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط .ومنها سورية أن تأخذ بعين الاعتبار الهفوات الدستورية . التي وقعت في الدستور العراقي بشأن ضمان حقوق جميع الأقليات .ذاك الدستور الذي وضعته لجنة عراقية مختصة وبمباركة من السفير الأمريكي بول بريمر والذي تميز بحق لثنائية قومية في العراق وهمل حقوق بقية القوميات والديانات والمذاهب .كما وعلى السوريين أن يتخذوا من المحاصصة الطائفية في لبنان الدروس والعبر ففيها لايوجد حل دائم للسوريين بل سيزيد القهر والظلم أكثر وتزداد الهوة بين المكوّنات والتي نرى آثارها واضحة للعيان .
كما يؤكد المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط على أنّ النظام اللامركزي مع وحدة التراب السوري من شأنه أن يحل العديد من الإشكالات والغبن الذي كانت ولاتزال تعيشه بعض الأقليات قومية كانت أم دينية.ويؤكد المركز على فصل السلطات الثلاث وبناء جيش وطني غير معني بقضايا السياسة والسياسيين .وأن يسعى السوريون بعد الاستقرار لقراءات جدية في موضوع السلام الحقيقي والدائم مع جميع جيرانهم المختلفين معهم .ونقصد موضوع الجولان ولواء إسكندرونة .
إنّ سلاماً دائماً وعادلاً في الشرق الأوسط لايقوم على استنزاف الطاقات البشرية والاقتصادية بل يمكن حل جميع الأمور عبر حوارات متكافئة وجادة بين الأطراف.
وفي الختام .
إنّ عدم تحقيق العدالة والمساواة بمواطنة كاملة الحقوق والواجبات .دستورياً وواقعياً يُشكل حالة قلق وعدم استقرار في الشرق والعالم.وعلى الدول الشرق أوسطية البحث عن سبل حقيقية لتطوير آلية التنمية الاقتصادية والتربوية والبشرية وتقديم مشاريع تٌساعد على رفع الغبن والفقر والجوع والحرمان والقهر والقتل والإقصاء.
وأول المشاريع الهامة هو التوصل لوضع دستور ٍ حضاري ،مدني...لايقوم على الدين ومفهوم الأكثرية والأقلية ولا على النعرات التي تُطلقها دعوات مذهبية ودينية وسياسية أدت لمقتل مايزيد عن مليوني إنسان في العراق وسورية.
إن المستقبل السوري سيُحدده الدستور السوري القادم.
**
تقديم :المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط.
إعداد .المستشار للمنتدى الدائم لأقليات الشرق الأوسط.
المدّرس. اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.
ألمانيا في 5/5/2019م.

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات