احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 14:56
المحور:
كتابات ساخرة
-$--$- كانت المس بيل يومذاك في الواحدة و الخمسين من عمرها نحيفة جدا لا يروق منظرها العراقيين و لكنها خلبت ألبابهم بما كان لديها من شخصية قوية و لباقة فكانوا يلقبونها ب" الخاتون" ،و صار بيتها مقصداً للكثير من الرؤساء و الاعيان و الادباء ،و كان من أكثر رؤساء العشائر تردداً ثلاثة هم :
فهد الهذال – شيخ مشايخ عنزة، و علي السليمان شيخ الدليم،و حسن السهيل شيخ بني تميم.
و كان أقرب الناس الى قلبها من الوهاء المحليين اثنان هما: الحاج ناجي في الكرادة الشرقية،و السيد جعفر عطيفة في الكاظمية.فكانت كلما ضاق صدرها خرجت لزيارة احد هذين الرجلين في بستانه.
اصبحت المس بيل محور احاديث الناس في المقاهي و الدواوين و مجالس النساء.
فلم يكن مألوفاًلدى الناس ان تكون امرأة مثل هذا السلوك او تملك مثل هذا النفوذ و المقام الرفيع.فهم يرونها تسير سافرة في الشوارع و تبتسم للمارة و تزور الرجالفي بيوتهم كما يزورونها هم في بيتها.و لهذا صارت اقاويل السوء تنتشر بين الناس عنها دون ان يشفع لها كبر سنها و نحافة بدنها.
و قد نظم الشيخ تقي الخالصي قصيدة تهكمية فيها،و هي قصيدة اشتهرت في حينها و اخذ الناس يتناقلونها لطرافتها ,و هذه بعض ابيات نموذجية منها:
وافت الينا مس بيل راكبة اوتومبيل
تحكي البدور وجهاً و شعرها يحكي الليل
عرّج علينا نقضي عشيةً في الأوتيل
م/ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – د. علي الوردي – ج 4 شركة بهجت للمعرفة – بغداد - بيروت
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟