أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - تكنو حي














المزيد.....


تكنو حي


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


قالت لها وهي تمسح بدموعها:
- كان زوجي رجلا بارّاً، يعتني بي وبأطفالي، مهتما بالبيت وتنظيمه ونظافته ويساعدني في كل اعمالي، عدا انه كان ناجحاً في عمله، لكنه مات البارحة، فجئت أشتري منكم رجلاً يشبهه وهذه هي صوره الثابتة والمتحركة بأفلام ، فأجابتها صاحبة مكتب الزواج بعد أن تعاطفت معها وشاهدت الصور :
- لم لاتستبدليه، تعالي معي.. فتبعتها وهي تستعرض لها رجالاً .. هذا بخمسة آلاف دولار... هذا يشبهه قليلا بأربعة آلاف.. قاطعتها:
- لا .. أنا أريد رجلاً يشبهه بالضبط حتى لايكاد يفرقه أطفالي عن أبيهم، كي لايعرفوا أنه قد مات، فهم لم يعرفوا بحادث وفاته.
- أوكي، سيكون عندك خلال اسبوع. لكن سيكون بسعر ستة آلاف.
- لا، لاترسلوه لي، سأأتي أنا لأصطحبه، لكن بيني وبينك، أريده أكثر حناناً من زوجي.
- سيكلفك هذا ألفي دولار إضافية.
- لايهم.
وبعد اسبوع جاءت إلى المكتب واصطحبت زوجها الجديد إلى بيتها دون أن يشعر أطفالها بأي فارق.
بعد أيام صرخت مستنجدة بالجيران من زوجها، من ضربه المبرح لها ولأطفالها، حتى استطاعوا إمساكه وربطه بحبال قوية، فعادت به إلى مكتب الزواج مشتكية:
- سأشتكي عليكم إذا لم تستبدلوه لي بواحد آخر يشبهه.
- مابه ياسيدة، هو بنفس المواصفات التي طلبتيها.
- أنا قلت لك أكثر حناناً، ولم أقل لك أريد رجلا يجامعني ليلا ونهارا، هذا حتى كاد أن يغتصب طفلتي، وضربني حين قاومته ضرباً مبرحاً.
- لحظة أفحصه... أه نحن آسفون نحن اعطيناه خزان شحنة أكبر.. سنستبدله لك وسنرجع لك من المبلغ تعويضا لما لحق بكم من ضرر.
وحين سمع أحد المسنين المار من امام بيتهم طفلها وهو يتحدث لاطفال جيرانه عن الحادث وكيف أن المكتب قد خدع والدته بروبوت مغشوش من نوع (جي أر ثري) صرخ وقال:
- ماهذه الحياة التافهة.. أن نعيش كروبوتات فوق كوكب قاحل أريد بنا أن نعمره .. ما دخلنا نحن و المريخ؟
وإذا بشعاع ليزري قادم من بعيد يضربه برأسه فيسقط أرضا متوقفا عن العمل ثم أتت سيارة مسرعة تحمله بعيدا إلى مكاتب تدوير النفايات.
حينها تحادث اثنان من البشر على كوكب الأرض :
- ماذا فعلت؟ هل يتطلب تهيئتنا لكوكب المريخ للسكن فيه أن نصمم مخلوقاتا تشبهنا حتى في العواطف .. تتجامع وتتكاثر وحتى ترتكب الفواحش؟ بل تصل الى درجة ان يقتل أحدهم الآخر؟
- أظن ذلك يتطلب.. لو كنا قد صممناها بدون عاطفة فانهم لن يغيروا إلا بما نأمرهم ، لكن عندما يمتلكون العاطفة سيتجادلون ويتصارعون من أجل أمثل لم نفكر حتى نحن فيه من أجل ملائمة الكوكب، فتتكون منهم اجيالا جديدة تتوغل أكثر في المساحات الشاسعة والأعماق الكبيرة. ومن خرج عن المهمة يتم إتلافه، المهم أن يبقوا تحت السيطرة .. لا تتعاطف مع روبوتات، إن ماتت أو فحشت.
وعلى كوكب يبعد الاف السنين الضوئية عن كوكب الأرض جلس حبيب وحبيبته تحت ضوء قمره .. قالت له:
- ألا تظن أن سكان كوكب (....) هم من صنع الحياة على كوكب الأرض ؟
- كيف ظننت هذا ؟
- نسب العناصر على كوكب الأرض مقاربة لكوكبهم وحتى الطريقة التي نشأت بها هي وكائناتها الحية، وحتى اسلوبهم في غزو الفضاء.
- ربما يكون كلامك صحيحا، لكن ماهمنا نحن بهم ؟
- هم ينتشرون في الفضاء من حولهم مثل البكتريا، يرسلون روبوتات يهيئون مناخ الكواكب لينتقلوا اليها فيما بعد ، وبعد آلاف من السنين ستجدهم حليفا لسكان كوكب (.... ) وسيصلون الينا ... لاحظ ذكاءهم .. هم الآن اكتشفوا مليارات المجرات واغلب قوانين الفلك والفيزياء فماذا سيفعلون بعدها .. نحن في خطر حبيبي.
- لايهمك حبيبتي، أنا وضعت كل شيء في الحسبان .. وهذه المجرة سنبقى نحن الأسياد فيها.. لكننا سنبادر أن نرسل لهم تحية سلام.
2/5/ 2019



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويم مغناطيسي
- عراق الأول والأمل
- عطر سبينوزا
- الكون المريض
- ظاهرة الباراسيكولوجي بين الوهم والحقيقة
- جمهورية المطاط
- حضارة الكلاب
- حقيقةالأحلام - محاضرة القيتها في قاعة علي الوردي - المتنبي ي ...
- بيضة النسر الكبير
- تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
- بارا .. بيوتي .. لوجي
- ميتا...كون
- محاضرة اختراق حاجز الموت
- كرة بيضاء
- يدُ الحياة
- عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس ...
- ضوء أنثوي
- معادلات الزمن الصعب
- الفلسفة المطلقة
- يوم الحلم البشري


المزيد.....




- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل ...
- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - تكنو حي