أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن














المزيد.....

( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 20:22
المحور: الادب والفن
    



عندما نجد بعض الروائيين الغارقين في موجة الاغتراب في محاولة للولوج إلى عالم قد يحقق لهم نوعاً من المغايرة حسب اعتقاد هؤلاء . نجد في المقابل قسماً من الروائيين العراقيين يبدعون في تصوير الواقع بعد سنوات تكميم الأفواه كي يطلع المتلقي لاسيما العربي على ما كان يدور بالعراق في زمن غسيل العقول وشراء الذمم . ولعل رواية ( بوصلة القيامة ) للمبدع هيثم الشويلي الفائزة بجائرة الشارقة للإبداع الروائي العربي 2014 تعد نموذجاً وشاهداً تاريخياً للأحداث الجسام التي مر الوطن بها في وقت ما .
الشويلي كتب روايته بطريقة بكائية تبدأ من طلقات المرأة الحامل إلى ظلمة السجن والاعتقال .ربما لم يخرج الكاتب عن الموروث البكائي الذي ورثه العراقيون عن غبار الزمن .وقد يكون وراء هذا الانزياح إلى الإفراط في السوداوية هي كوامن عاشها المؤلف نفسه ، وهو يشاهد أوضاع الاضطهاد والمعاناة وأغمس في هذا المحور لدرجة المبالغة " أي أفق يلج بالمآسي بالويلات وخراب الذات ، الصبح آت والفجر يشيع جثامين النجوم إلى مقبرة الضياء والنهار" ص32 حيث انه جعل من علامات التفاؤل( الصبح ، النجوم ، الضياء ، النهار ) غارقة في عالم الحزن والبسها ثوب المآسي .
( احمد ) بطل رواية هيثم الشويلي لم يكن سوى صورة مركبة لمجموعة صور عاشها العراق في فترة زمنية كانت الكلمة تقود الإنسان إلى حبل المشنقة ،وربما قد يكون الشويلي اختبأ خلف بطله محاولا أرضاء خوالج نفسية حبيسة الصدور .
رغم الإطار العام الذي يوشح الرواية بثوب الحزن نجد بعض من روح الأمل تتجسد في شخصيات تحاول أن تزرع الحياة في نفوس فقدت طعم لذة العيش . والقابلة ( سهيلة ) والحاجة ( بدرية ) هما من يمثلان بصيص الأمل هذا من خلال علاقتهما الإنسانية " إلا أني كنت أقرب للحاجة بدرية لأنها كانت ملاكاً من السماء ،كانت بنظري تملك في قلبها من الطيبة والحنان ما لا يملكه أي إنسان أو حتى الملاك نفسه " ص35 .
نجد لتأثرات المكان الذي ينتمي إليه الشويلي واضحة في أحداث الرواية ،فكانت الناصرية حاضرة وهورها وحكايات المعارضة التي أرسمت على ارضها ومائها وهوائها " كانت رائحة المدن هذه تختلف عن رائحة العاصمة ،ثمة رائحة للطين تفوح منه المسك وللقصب المنغمس بالماء رائحة العنبر " . ص106 . وهناك تغزل الكاتب بمدينة الناصرية حيث جذوره الأولى .
التسجيل الوصفي لم يكن سوى نموذج مدهش في رسم صور الزنازين ، بشاعة رجال الأمن ، الغربة ، الضياع وفقدان الأمل ، وغيرها من الصور التي تعج بها ذاكرة الإنسان العراقي . ويمكن أن نطلق على أسلوب هيثم الشويلي في روايته ( بوصة القيامة ) بالواقعية السوداوية نتيجة الكم الهائل من المفردات التي تحاكي المأساة حيث ( البكاء ،الدموع ، الموت ، المرض ، السجن ، المرارة ) ...الخ من المفردات الموشحة بالسواد .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق
- (أنيس ) عبد المطلب السنيد حاضراً في ذاكرة الأطفال
- المسلسلات العراقية وقضايا المواطن
- أحاديث بعيدة عن صوبة علاء الدين
- مترو بغداد وسكة حديد الصين
- محنة الاهوار العراق - بحة - داخل حسن و-أهوار- الجيزاني و-جبا ...
- استنساخ المعلم
- الموت على موعد مع الفقراء
- عاش ( الشلغم ) المحلي
- جيل - توك توك - وصراع الأجيال
- الخصصة ارحم من - ابو المولدة -
- جباية أم خصخصة
- صورة الرئيس و - أبو بريص-


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن