الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف

رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 09:57
المحور: الادب والفن
    

الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف
____________________________________________________
الكتابة عن موضوع الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف، ربما يحتاج إلى كتاب خاص قائم بحد ذاته، لكني سأحاول درج أهم الفقرات التي طرقتْ فكري وسأحاول أن أثبتّها على شكل نقاط.
... الفيس بوك هو وسيلة من الوسائل الحديثة التي ظهرتْ ضمن التقدّم والتطوّر العلمي الحاصل في العالم، وأمسى من وسائل التواصل المهمة في حياتنا، وكل اختراع استُحدِثَ، يحمل وجهين: الايجابي والسلبي، وبإمكان مستخدم ذلك الاختراع أو تلك الوسيلة، ترجيح كفّة الوجه الذي يريدهُ، مِن خلال انتخاب الخيارات الأكثر مُلائمَةً ومناسبَةً لغايته وهدفه الذي يصبو إليه.
... الفيس بوك هو إحدى النوافذ التي من خلالها يتم التعرّف على مثقفين وأُناس يمتلكون مواهب، ويُتواصَل معهم، لتبادل الرؤى والأفكار والمعلومات، والاحتكاك بهم، حيث تلتقي الموهبة مع المعلومة الأكاديمية، وتتَجدَّد معلومات معرفية قديمة، كان يعلوها الغبار، فينفَض، بل يُضاف أيضًا إليها.
... الفيس بوك، يتواجد به الكثير مِن الكتّاب، أو أشباه الكتّاب، مِن المثقفين وأنصاف المثقفين... يستمر الكاتب والمثقف الحقيقي، بل يتقدّم إلى أمام ويتطوّر إلى الأفضل، أما الطارئ، سيتوقف بعد أن يتعب ويخسر الكثير(وإن طال تواجده) ويرى نفسه غير قادر على المواكبة وترك بصمة طيبة (أتكلم بشكل عام، عدا الحالات الخاصة الذي يبتعد فيه المثقف أو الكاتب، عن الأنترنت لأسباب، ذاتية أو موضوعية، قاهِرة)، فصاحب النتاج الغث سيرحل وصاحب النتاج السمين سيبقى.
... الفيس بوك، حقل مهم وساحة جميلة، خاصة أمام ذوي الإمكانيات والمواهب، والذين غدر بهم الزمن وخانتهم الأيام، أو الذين، ما سنحت لهم الفرصة لإظهارِ قدراتهم(لأي سببٍ من الأسباب) ... فمِن خلال الفيس بوك، عرَفَ(بعض الكتّاب) مقدرته ومستواه، عِبرَ مقارنة نتائج نتاجاته مِن الكتابات، سواء كان مِن خلال آراءِ أقرانه(الكتّاب) أو المسابقات، في مجاميع مختلفة، لأن المجاملات والمحاباة، ستتوقف يومًا وإن استمرت إلى وقتٍ ما.
... الفيس بوك، يكشف عن إمكانيات فذّة كانت مجهولة، لسببٍ مِن الأسباب، وربما تكون انطلاقة لأسماء جديدة في سماء الأدب والثقافة، بعد أن كانت حكرًا على أناس خدمهم الزمن، ومكّنتهم ظروفهم، لنيل مكانة وموقع مرموق.
... أمام الكم الكبير مِن المجاميع الأدبية والثقافية، يقف الكاتب حائرًا، بين تلبية متطلبات الانتشار، من خلال النشر، وبين التواجد المستمر فيها!.. فعملية النشر أسهل مِن التواجد والمتابعة، فلذلك يؤخَذ كثيرًا على الكتّاب ويُقال عنهم بأنهم يسعون نحو الانتشار(وهذا من حقهم)،
وبين التواجد في كل المجاميع التي هم أعضاء فيها(وهذا أمر صعب جدًا)، فدائمًا الانتشار يكون أوضح وأقوى مِن الحضور والمتابعة، مهما حاولَ الكاتب (جاهدًا) أن يتواجَد ويتفاعل مع منشورات كل المجاميع... وهنا أنتهز الفرصة لأدعو، مدراء المجاميع (الذين تحمل مجاميعهم، ذات الاهتمام لنفس اللون الأدبي المعني) أن يوحدّوا جهودهم ويبتعدوا عن المنافسة، ويكون هدفهم الأسمى هو لرفعة اللغة وخير الأدب ويحاولوا جاهدين أن يوَحِّدوا مجاميعهم أو يقللوا أعدادَها، ليتمكن الكاتب، ويقدر على وضع توازن مقبول بين رغبته في الانتشار ورغبة المجاميع بالتواصل والتفاعل، والذي هو أيضًا يسهم في الانتشار(وإن كان بشكل أقل).
...سبب اهتمام ومتابعة نصوص البعض أكثر من غيرها... يقع في أحد الأسباب التالية:
1. مواضيع الكاتب، تلامس اهتمامات القارئ ولسلاسة الأسلوب وجمال الكلمات والفكرة مواكِبة للأحداث، الاهتمام المتبادل للكتّاب(فيما بعضهم)، حضور الكاتب الجميل في قلوب القرّاء؛ فيرّد على كتاباتهم وإعجاباتهم ويتواصل معهم ويقيم معهم علاقات الأخوة والصداقة، فالكاتب لا يُعرَف(بشكل عام) إلّا مِن خلال حضوره وترك بصماته من خلال كتاباته ومؤلفاته.. عصرنا عصر السرعة، فأغلب القرّاء يميلون إلى الألوان الأدبية السريعة كقراءة القصص القصيرة جًا والومضات القصصية والشعرية......
2. مِن خلال المعرفة الشخصية للكاتب أو هناك صِلة قرابة، فتكون المجاملات. ومرات لأسم الكاتب المعروف أو الذي يحمل ألقابًا أو صاحب مجموعة معينة.. وتبقى هذه استثناءات، لا تستمر.
برأيي التواجد على صفحات الفيس بوك هو بحد ذاته فن، والكثير مِن الكتّاب(للأسف) لا يجيدون التعامل معه، التعامل الأمثل، ليكون حضورهم مؤثِّرًا وفاعلًا ومفيدًا وبنّاءً بعيدًا عن
الملل، وهو(الفيس بوك) يمثّل إحدى الفرص الجيدة لكل(الكتّاب) الساعين نحو تطوير قدراتهم الذاتية والارتقاء بمواهبهم وفنونهم نحو الأفضل، من خلال معرفة الأرض التي يقفون عليها ومكانتهم بين أقرانهم، وتهيئة فرص التلاقح الفكري والاحتكاك الثقافي.
أخيرًا، الفيس بوك لا يصنع كتّابًا أو مؤلفين، بل هو منبر تعريفي وتواصلي وتعارفي وربما فيه فرصة للتطوير وللتنفيس عن المواهب، للذين ما تمكنوا مِن أخذ فرصتهم، ويبقى الأساس هو الكاتب وما يحمله من فكر نيّر وموهبة فذّة وإمكانية كبيرة وقدرة عالية، ويبقى الفيس بوك هو أحدى الوسائل المعاصِرة المفيدة(لو أحْسَّنّا استخدامها).

#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات