أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الزهيري - عزيزتي: الصامتة














المزيد.....

عزيزتي: الصامتة


شريف الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 19:48
المحور: الادب والفن
    



كنت أُفضل أن أكتُب إليكِ صباحًا، كنت أستيقظ في تمام السابعة أو الثامنة بالرغم من أنه لم يمر علي نومي أكثر من ساعتين ولكنني كنت أعلم انك تكونين مستيقظة في ذلك الوقت، أعترف أنني كنت أزداد حنقًا وكرهًا واختناقًا منكِ في صمت الليل الرهيب وأعوض هذا بالحب الجارف في الصباح، كُنتِ بمثابة الحياة بالنسبة إلي، لم أعلم لماذا تُفرّقنا الظروف هكذا وتُبعدنا بهذا الشكل القمئ، لقد تَغَيرّت حياتي بالكامل، كنت دائماً أترجل من المنزل في تمام الحادية عشر مساءًا، كنت من عشاق السير في الشوارع الخلفية بعيدًا عن صخب المدينة، كنت أهرب دائمًا من التجمعات، ولكن تغير كل ذلك، أصبحت مواظبًا علي الخروج في التاسعة مساءًا تزامنًًا مع موعد رؤيتكِ، كُنت أذهب يوميًا الي نفس المكان الذي رأيتِك فيه لأول مرة بعد أول رسالة أرسلتها إليكِ، عندما كنتِ تحدثي إحداهن ثم تلفظتي بكلمة (so what) في وسط الكلام، كُنت كأنني أسمع الإنجليزية لأول مرة بهذه السلاسة، كنت أشعرك طائرة حولي مثل فراشة ذات الوان زاهية، كنت كأنني في الجنة، كنت أود أن نظل هكذا أطول فترة مُمّكنه، كانت رؤيتكِ والكتب في مقابلتك، له وقع الصدمة عَلّي، كان إلتقاء أعز شيئين علي قلبي، فأنتِ الحُب والكتب الثورة، الثورة التي هي أعلي مراتب الحُب، وفي المرة الثانية عندما كنتِ تسيرين بصحبة إحدي صديقاتك (والتي قد أرسلتُ لها رسالة فيما بعد، بعد معرفتي انها من أعز أصدقائك) في أحد شوارع المدينة الصاخبة، أتذكر جيدًا كان ذلك في تمام الساعة العاشرة والنِصف، يومها كُنتما تتهامسان ضاحكين، وعند عودتك بعد جولة، تبادلنا النظرات، لما أعلم جيدًا ما كان ورائها من ناحيتك أهي كانت استكشاف؟ أم كُنتِ تشعرين بما أصابني وأرهقني؟ أم كنتي تنتشي برؤية المغرمين بكِ؟ يومها قال لي أحد الأصدقاء شيئًا غريبًا أصابني بالذهول عندما رأَني أنتبة لَكِ جيدًا "شَبهَك قوي" وكانت تعلو وجهه علامات الجدية، زادني حيرة بهذه الكلمة ولكن ما توصلت إليه أنه كان يقصد بذلك الهيئة العامة وليس الوجوه فأنا لست بجميل.

أصبحت فيما بعد أُفتش عنكِ في شوارع المدينة كلها وفي جميع الأوقات أصبحت أفتش في وشوش المارة لا بدافع الإستطلاع والشهوة بل بدافع البحث عنكِ فقط، كنت اُتابعِك جيدًا، رأيتك مرتين فيما بعد صدفة، ولكن للأسف كان اتجاهنا مغايرًا وكنت أسير بصحبة أصدقائي، تمنيت حينها أن أكون قادرًا علي الطيران وأن أختطفك من وسط هذه الحشود، كانت نظراتي تفضحني أمامهم، كنتِ بمثابة سر أردت أن أخبئه في قلبي خوفًا من شر هذا العالم، ولم تستهوني ابدًا فكرة إيقافك أو التحدث إليكي في أحد الطرقات، فانا لم اكن ابدًا حاجرًا علي حرية أحدًا أو من مخترقي الخصوصية الذين تعج بهم شوارع مدينتنا، كنت أخشي عليكِ أيضًا من القيل والقال.

وعلي مدار السنتين الماضيتين لم أفكر في أن أسأل أحدًا عنك حفاظًا علي هذا السر العظيم، أردت أن أجدك بنفسي ولنفسي، هل كُنتِ تشعرين بي طوال هذه الفترة؟! الاكيد أن الاجابة ستكون بلا.

والأن انا متعب، مرهق حد السمالة، وأصبح الاكتئاب يحلق في أُفقي، بعد أن فارقني منذ حوالي سنة بالكثير بعد مُعاناه، كنت حزين علي نفسي وما وقع بها ومع ذلك كنت أشعر بالخوف القاتل عليكِ، كُنت أخاف عليكِ من نفسي ايضًا فأنا أستهلكتني الحياة، كنت أخاف أن أُعطب روحك.

ولكنني لم أيأس، كنت أشنق الخوف بالاغنيات وأشنق الوحدة بالأمل، كنت في إنتظارك دائمًا وكنت مواظب دائمًا علي أن أتواجد في نفس الأماكن الذي رأيتك فيها وفي نفس الأوقات تقريباً ولكن كما يدور معي دائمًا، لم يحالفني الحظ، ولكنني مُنتّظر.




#شريف_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدريس، وليس التلقين - فيدل كاسترو
- حقائق عن مضيق تيران وخليج العقبة


المزيد.....




- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الزهيري - عزيزتي: الصامتة