أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - صراع العقل واللاهوت 5














المزيد.....

صراع العقل واللاهوت 5


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 22:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صراع العقل واللاهوت ـ5
((أنا لست أذكى إنسان في العالم، ولكن كل مافي الأمر أنني لاأسمح لأحد بالتفكير نيابة عني))..................اینشتین

بعد الانتهاء من البحث عن صراع العقل واللاهوت في العالم اليهودي والمسيحي، ننقل دفة البحث إلى بيان مظاهر هذا الصراع المرير في العالم الإسلامي.
فعلى الرغم من ورود مئات الآيات القرانية الداعية إلى التعقل والتفكر والتأمل والتدبر، وعلى الرغم من ظهور فلاسفة إسلاميين عباقرة كبارمن أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، من الذين كانت لهم بصمات متميزة في شرح وتطوير الفلسفة والعلوم اليونانية، بالإضافة إلى ظهور الكثير من المفكرين الأحرار والمستنيرين، كأمثال الجاحظ والتوحيدي والرازي، إلا أنّ المسارالفكري العام في العالم الإسلامي، بمدارسه ومؤسساته الدينية، كان يسير في اتجاه مقابل، بل معاد للعقل وللفلسفة، وانتهج نفس الأسلوب والطريقة في الفهم السطحي المتحجر للنصوص الدينية التي انتهجها علماء اليهود والنصارى، كما اتبعوا نفس الأسلوب العنيف في التصدي للفلاسفة والمخالفين لهم في الرأي، وكأنّ الحديث النبوي الشهير(لتركُبنّ سنن الذين من قبلكم اليهود والنصارى) قد تحقق فيهم بامتياز
فمع بداية القرن الثاني الهجري بدأ عصر تدوين العلوم الدينية على يدي الإمام الشافعي، وتحت الإشراف المباشر للسلطة السياسية المستبدة في هذا الزمان، وشرع في تأسيس علم أصول الفقه الإسلامي، وترسيخ التفكيرالسطحي النقلي التعبدي في استنباط الأحكام الشرعية، وتهميش العقل الإنساني، وتأصيل العقل البياني التقليدي، الذي ليس له أي دور مستقل عن النص
ومع مطلع القرن الثالث الهجري ظهر أحمد ابن حنبل مؤسس التيار السلفي بعقليته النصية المتطرفة، ليقضي على ماتبقى من العقل البشري، وليتجاوز مجال الأحكام الشرعية الفرعية، ويؤصل للتفكير النقلي التعبدي حتى في معرفة العقائد والنظرة الكونية للحياة، ليتحول الإنسان المؤمن بعدها إلى مجرد جهاز تسجيل(Recorder) تنطبع عليه النصوص الدينية، ليقوم بامتثالها وتنفيذها بلا أي نقد أو ترديد، وأصبح بعدها التعبد سنة مؤكدة مستحسنة، والتعقل بدعة محرمة مستهجنة
وقد صار ابن حنبل على نفس طريقة آباء الكنيسة الأوائل في مطلع القرون الوسطى، عندما شرّع للأمة المستضعفة مايسمى بالعقيدة القويمة، حيث وضع نصها بنحو تلقيني مغلق، بلا أي استدلال، وحرّم فيها الخروج على أي حاكم مسلم يمسك بزمام السلطة السياسية، حتى ولو كان ظالما مستبدا، واعتبرها تمثل عقيدة جماعة االمسلمين والفرقة الناجية، وأنّ الخارج عنها خارج عن الدين، وقد شكلت هذه العقيدة بعد ذلك البيئة الحاضنة للتطرف الديني، ووضعت معها بذور الفتن والصراعات المذهبية في شتى أرجاء العالم الإسلامي
وفي منتصف القرن الخامس قام الخليفة العباسي القادر بالله ـ كما يروي ذلك ابن الجوزي ـ بتدوين العقيدة الاسلامية على صورة مدونة رسمية مغلقة، سُميت بعد ذلك بالاعتقاد القادري، ليقوم بعدها باستدعاء جميع الفقهاء الموالين له في ذلك العصر،ليقرأها عليهم على طريقة مجمع "نيقيا المسكوني" الذي شكله الامبراطور الروماني "قسطنطين الأول" بحضور جمهور الأساقفة، ليفرض بعدها هذه العقيدة الدينية السياسية على الأمة الإسلامية، على أنها العقيدة الصحيحة والقويمة، وليوقع جميع الفقهاء عليها لتكتسب المشروعية التامة، ويعتبر كل من خرج عليها كافر ومارق، كل هذا وسط صيحات وتكبيرات آلاف المؤمنين المتشددين الذين ملؤوا الساحة وقتها
وبعد سيطرة السلاجقة على المشرق الإسلامي، بدؤوا في تأسيس وتنظيم المدارس الدينية المغلقة، على غرار مدارس الأديرة التي أسستها الكنيسة في القرون الوسطى في الغرب، والتى مابرحت تربي أبناء المسلمين على منهج التفكيرالتلقيني النصي السطحي المغلق، وتزرع فيهم بذور التعصب والدوجماطيقية، ومعاداة الفلسفة والتفكير العقلي المستقل
وقد استغل الإمام ابوحامد الغزالي الذي كان يمثل المرجعية الدينية الرسمية العليا في هذا الزمان، هذه الفرصة ليكتب كتابه الشهير"تهافت الفلاسفة"، الذي سفه فيه جميع الفلاسفة، واتهمهم بالكفر والزندقة، ليطلق رصاصة الخلاص على عقل الأمة الإسلامية، وليضع إسفينًا كبيرا في نعشها، والذي مازالت آثاره موجودة إلى يومنا هذا



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع العقل واللاهوت 4
- صراع العقل واللاهوت 3
- صراع العقل واللاهوت - 2
- 1. صراع العقل واللاهوت
- مواجهة السياسة الرأسمالية للقضاء على الضمير الإنساني
- المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة التعقيد والتشكيك الفكري للرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي - 2
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي 1
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني- 3
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 2
- لماذا تحارب الرأسمالية العقل الإنساني 1
- عقلنة النظام الاقتصادي
- إصلاح نظام التعليم الديني
- إصلاح النظام التعليمي الأكاديمي
- مشكلات النظام التعليمي الأكاديمي
- معركة -هوليوود- مع العقل الإنساني
- الحرب الإعلامية على العقل الإنساني-5
- الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -4
- الحرب الإعلامية على العقل الإنساني - 3


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - صراع العقل واللاهوت 5