أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب














المزيد.....

الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية الديموقراطية
بعد إعلان "نهاية التاريخ" من قبل فرنسيس فوكو ياما عقب انهيار جدار برلين وسقوط المعسكر الاشتراكي، يعلن المفكر الألماني الأصل والمجنس أمريكياً، الشاب ياشا مونك في كتابه " الشعب ضد الديموقراطية " نهاية الديموقراطية؛ الأطروحة الجديدة وكما كل أطروحات ومفاهيم النهايات غير نهائية وقابلة للنقاشات والرفض، وفي نفس الوقت لها ما يشرعها في ممارسات الشرائح المهيمنة منذ المنعرج النيوليبرالي العولمي للاقتصاد الرأسمالي في الثمانينيات من القرن الماضي. وربما السبب الحقيقي الذي يدفع الشعب ليكون ضد الديموقراطية ـ وهو المُعين والمعني الأساسي بالأمر بحسب تعريف آبراهام لنكولن للديموقراطية بأنها > ـ كون النظام الديموقراطي هو الذي أدار ظهره للشعب.
الكتاب من إصدارات دار النشر الفرنسية: الكونسرفاتوار 2018، ومن الكتب الأكثر رواجاً، وخصوصاً في أوساط النخب السياسية، من اليسار واليمين، وبين صانعي القرار والمستشارين السياسيين في الغرب. والكاتب ياشا مونك قريب سياسياً لليسار الليبرالي ـ انضم الى الحزب الديموقراطي الاجتماعي في ألمانيا منذ سن الثالثة عشر وغادره عام 2015 ـ لكنه يطرح بشجاعة الأسباب التي أدت الى صعود " الشعبوية " في الغرب، ومُشخصاً الإشكال السياسي الكبير في أوروبا وأمريكا، دون تجميل ولا تلبيس ولا تزوير للوقائع؛ أي أنه لا يلجأ الى وسم ظاهرة الشعبوية الجديدة بـ " الجذام " أو " الطاعون " وأحياناً أخرى بالفاشية الجديدة، كما تفعل البعض من أوساط اليسار والليبراليين، وكما يفعل الرئيس الفرنسي ماكرون. بالإضافة لذلك، فهو يحاول أن يقدًم حلولاً مُرضية ووسطية، دون تحويل الخصم الى غول يجب القضاء عليه. إن المؤلف يقدم بياناً قاسياً لوضع النظام السياسي، ويدعو لبداية انتفاضة حقيقية للإصلاح.
ان الموضوع الرئيسي للكتاب هو تحليل صعود ظاهرة الشعبوية في الغرب، وأزمة النظام الديموقراطي الليبرالي الحالي، القائم في الغرب. ويهدف النقد القاسي للكتاب في نفس الوقت الشعبويين المناهضين لليبرالية، والنخب الحاكمة الغير ديموقراطية.
نهاية قصة الحب بين المواطنين والنظام الديموقراطي في الغرب
أزمة الديموقراطية الليبرالية في الغرب: نشأت من مصادرة سلطة اتخاذ القرار من قبل الاوليغارشية السياسية الحاكمة والاوليغارشية المالية والإعلامية والقضائية المهيمنة على جميع منافذ السلطة في المجتمعات ما بعد الحديثة في الغرب؛
تحولت هذه المعاناة مع النخب الحاكمة، على مر السنين إلى انعدام الثقة والشك مما أدى إلى العنف ضد النخب والمسؤولين المنتخبين. كل هذا يقوض أسس الديمقراطية ويمهد الطريق لشيئ آخر: نظام شعبوي أو نظام الطبقة التكنوقراطية البارد.
يحدد مونك ثلاثة مفاتيح لفهم سخط الناخبين: ركود مستويات المعيشة، والمخاوف لدى الكثيرين من الديمقراطية المتعددة الأعراق والثقافات، وظهور وسائل التواصل الاجتماعية في الشبكة الافتراضية. النتيجة المنطقية لكل ذلك: هو الطلاق المعلن بين المواطنين، وخصوصاً الشباب، والنظام السياسي ممثلاً في نخبه المهيمنة. ومنذ ذاك، فإن الباب فتح على مصراعيه لأسوأ الدعاة والدعوات (الخطباء الشعبيون والمتكلمين البليغين والمقنعين أصحاب الحلول السهلة، الشيوخ الدينيون، حتى أصحاب النظريات المؤامراتية التي تنتشر بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي) كما يقول المؤلف.
هذه الأزمة التي تضرب بالنظام السياسي في الغرب، يجري حلها في اليوم الذي يعود فيه الشعب للانتخابات بكثافة، أي تتراجع ظاهرة الامتناع عن التصويت تلقائياً، عندما يدرك الشعب أن صوته يزن بالنسبة للطبقة السياسية. أما الحلول من نوع جعل التصويت إجبارياً والتي نادى بها بعض السياسيين فهي من نوع ذر الرماد في العيون.
الخاتمة
من الأفكار التي لا تخدم الكتاب ولا المؤلف موقفه من البريكسيت ــ أي الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي انتهى الى فوز المعارضين لبقاء بريطانيا في الاتحاد ـ هو قوله إن يوم التصويت كان أحد الأيام السوداء بالنسبة للديموقراطية. هذا الرأي نخبوي ولا يأتي متوافقاً مع نقده الصريح والموفق للنخب الاوليغارشية التي تصادر الديموقراطية، ويبين تحيزاً غير مفهوماً من مثقف كان قد غادر نهائياً العمل النضالي ليتفرغ للكتابة النقدية؛ ثم متى كان الاستفتاء وهو استدعاءاً ديموقراطياً للشعب لكي يحسم الموقف في أزمة سياسية كبرى في البلاد تستدعي تصويت كامل الجسم الانتخابي، هو عملاً غير ديموقراطياً ويدفع الكاتب لوصفه باليوم الأسود، حيث يضعه الى جانب الانقلاب العسكري في تركيا، وفي هذه المواقف المتطرفة للمؤلف ينحاز تماماً للنخب الاوليغارشية التي صادرت الديموقراطية لمصالحها الفئؤية وكانت في أساس الإشكال والازمة الكبرى التي تعصف بالنظم الديموقراطية الليبرالية في الغرب.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين استراتيجيات الإصلاح النهضوي للشيخ وداعية الليبرالية، وال ...
- المفارقة العالمية العولمية
- من المحيط الى الخليج: رياح منعشة تهب علينا من جبال الاطلس
- هل تصبح العلمانية ضحية التحديث والعلمنة؟
- عصر الاستهلاك االكبير
- كيف أخفقت النهضة العربية
- هل فعلاً مجتمعاتنا العربية غير جاهزة للديموقراطية؟
- لماذا انهزم الربيع العربي
- بين النوايا الخضراء المشبوهة والسترات الصفراء المحرومة
- كيف الخروج من هوّة التأخر؟
- العرب والإخفاق الحضاري المزمن
- العرب والحداثة والتحديث
- اللقاء الصدمة مع الحضارة الاوروبية الصاعدة
- الظرفية التاريخية المعاصرة في العالم العربي وأهمية العامل ال ...
- ثقافة الماينبغيات والخطاب العربي الغارق في المثل الأفلاطونية
- لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث
- لينين والعمل العلمي الذي أسسه ماركس
- ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل
- اليسار الاوروبي وتحديات العولمة
- هل العلمانية إلحادية ؟


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب