سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 05:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
دفاعا عن صلاح الدين الايوبى
دفاعا عن الرموز التاريخية المكونة للوعى الجماعى !
سليم نزال
محاولات يوسف زيدان الباحث المصرى الانقاص من صلاح الدين الايوبى امر يثير التساءل عن حملة تتعاظم تستهدف الرموز المكونة للوعى الجماعى و قد ازدادت الى درجة لم يعد فى تاريخنا كله رمز الا و تم التشكيك به و الانقاص منه بطريقة او باخرى .
.قول هذا لا يعنى ان الرجل كان قديسا .كان رجلا سياسيا ارتكب ما ارتكب من اخطاء مثل الكثير من القادة فى التاريخ .لكن وصفه من قبل زيدان بانه احقر رجل فى التاريخ امر مؤسف حقا عدا انى اشك انه يتطابق مع صفات الرجل .
و بغض النظر عن النوايا اعتقد بان مثل هذا الكلام خاصة فى هذه الاوقات العصيبة لها ابعاد سلبية لمجتمعاتنا ..
و نحن نشهد فى هذه المرحلة اعتداءات تطال تاريخنا و رموزنا و حضارتنا .بدات بتدمير الاثار فى الموصل و تدمر و تصل الى الى الانقاص من الشخصيات التاريخية المكونة للوعى العام . و هى تهدف ان نصل لمرحلة يتم تجريدنا من الاسس الحضارية التى نستند اليها .
.
. كل الشعوب فى تاريخها شخصيات تلعب دورا فى تقوية الوعى الجماعى و الوعى التاريخى بوجودها . هذا لا يعنى ان تلك الشخصيات كانت من نوع غاندى فى الهند .نابليون حرق و قتل الاف الاسرى و قتل مثات الالوف لكنه يعتبر رمزا وطنيا فرنسيا .الفايكنغ فى اسكندينافيا قتلوا الالاف و حرقوا الكنائس و شردوا العباد لكن الفايكنغ صاروا رمزا موحدا للوجدان الاسكندينافى .
اهمية صلاح الدين الايوبى هو انه احد رموز التصدى لللاحتلال الاوروبى المعروف بالحملات الصليبية فى اوقات تاريخية كانت تسود فيها الصراعات و الفتن و الضعف .المصادر الاوربية تعتير الرجل نموذج للعدو الشريف .بل ذهب الخيال الاوروبى الوسيط التى تصوير الرجل الى نوع من قديس .و هو كلام فيه مبالغة لكنه يعكس الانطباع العام لاعداءه عن الرجل .
و و لذا حين نرى مرحلة صلاح الدين ينبغى عدم رؤيتها او محاكمتها او تقييمها من منظور حقوق الانسان المعاصر .هذه النظرة لا تنطبق عليه كما لا تنطبق على سواه من القادة التاريخيين .و ايا كان الاخطاء التى ارتكبها كان الرجل بلا جدال احد اهم رموز مقاومة العدوان الاجنبى فى القرون الوسطى .و هذا هو المهم فى اعتقادى .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟