جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 10:19
المحور:
الادب والفن
مسامير جاسم المطير 1124
تحية إلى صدام حسين في عيد ميلاده الثالث ..!!
احتفل الملايين من أبناء الشعب العراقي ، داخل الوطن وخارجه ، يوم أمس بالذكرى السنوية الـ 69 لميلاد القائد الضرورة صدام بن حسين ..!
وقد بلغ سرور شعبنا العراقي عظمته وهو يتابع بهذه المناسبة السعيدة حياة صدام حسين عيد ميلاده الثالث وهو خلف القضبان في السجن البورجوازي المريح يعاني من مرارة احتقار أكثرية أبناء شعبه له ..!!
ولا أشك ان هناك البعض من أبناء شعبه الميامين المراهقين في مسقط رأسه في تكريت احتفلوا بما يليق بمكانته العظمى في نفوسهم ..! أما الأمريكان فهم لم يعيروا اهتماما لهذه المناسبة طالما هم القابضون على مفاتيح غرفته في سجنه وهم في نشوة انتصارهم يوم قبضوا عليه متلبسا بالخزي والجبن والعار في حفرة صغيرة تحت الأرض ..!
مسكين صدام أفندي أبن حسين فقد تحول من حاكم مطلق للعراق لأكثر من خمسة و ثلاثين عاما أصبح اليوم متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، ويعامل برحمة القانون الدولي ، محشورا في قفص صغير ببدلة فرنسية لكن بدون رباط فقد استبدله بلحية لا تليق بمقامه ولا بقيادته الحزبية ..!
آخر مرة رأيت فيها السيد الرئيس هي في التاسع عشر من الشهر الحالي ، شهر الميلاد ، وهو جالس ذليلا في قفص الاتهام يفكر في ما جرى وفي ما حدث وهو لم يكن يتوقع ان الشعب العراقي سينتصر ليأتي يوم يرى فيه شرطي واحد أو أثنين يقودانه أمام باب المحكمة التي لا يدخلها إلا حين يسمع صوت الحاجب وهو ينادي بأعلى صوته :
_ المتهم صدام حسين ..
ثم يدخل بلا راحة وبلا وقار ..
اغلب الناس العراقيين صبوا لعناتهم على 28 نيسان اليوم الذي ولد فيه صدام حسين . لكن بعض الناس ترحموا على عهده بسبب تردي الأوضاع الأمنية ..!
السيد الرئيس يحتفل للمرة الثالثة بعيد ميلاده وحيدا في غرفته بالسجن .. مسكين والله .. لا احتفالات تهريجية ولا رقص ولا غناء ..ولا مراسيم جمهورية .. لا يفكر بشيء غير تصوره أنه ( كان ولا زال ) رئيسا لجمهورية العراق وقائدا أعلى للقوات المسلحة كما يكرر ذلك أمام قضاة المحكمة الجنائية العليا :
ــ أنا قائد الشعب .. أنا رئيس العراق .. أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة وما زلت على العهد... إنها مسؤوليتي الأخلاقية .. أنه شرفي وواجبي تجاه الشعب والوطن وامتنا المجيدة ..!!
في الشارع يقول ملايين الناس : طز ..
وهم يضحكون .
لكن القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن يضرب بمطرقته على منضدته ليقول له وليذكره بواقع الحال الذي كان يتصوره من المحال :
ــ يا صدام .. أنت متهم بجرائم عظمى ...
بهذه المناسبة التاريخية العظمى أقدم تحية حارة إلى الرئيس السابق المخلوع المقلوع صدام حسين في عيد ميلاده الثالث ..!!
****************************
• قيطان الكلام :
• كل دكتاتور ظالم هو جاهل لحقيقة انه أعدى أعداء نفسه واصدق أصدقاء نفسه ..!!
*****************************
بصرة لاهاي في 29 – 4 - 2006
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟