عبد الرزاق عوده الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 16:49
المحور:
الادب والفن
من أنتِ....!؟
عبد الرزاق عوده الغالبي
قررت أن أبحث عنكِ
في كل مكان
بين خطوط الطول والعرض
وحقب التاريخ وطيات الأزمان
أيقنت بأن لي شمسٌ
تحرس بيتي
تشرق كل صباح
تصاحبُها الأشجار
وتعزف في أذني أحلى الألحان
زاد يقيني حرصًا
حين علمت
أن القمر هو من يعزف
هذا اللحن بشوق وحنان
من أنت سيدتي....!؟
حجرٌ من ماس...!
شغافٌ قلوب تتلبّسها الرقة
حين يداعبها الإحساس...!؟
لا...
أنت القلب
النابض في صدري
يثري حياتي بحراك
من سنوات العمر
والفكرالساكن في عقلي
أول غيث تنطقه شفتيك
يتسمّر مذهولًا بين يديكِ
لا...
أنت جنّاتُ الخلد
أنت الدنيا
أنت العالمُ جميعًا
وكلُّ الأوطان
تتذكرين سألتُكِ يومًا
عن صمتِ الأيمن في وجهي
قلتِ أنكَ تحتضنين باليمنى
غلالَ الخير
وباليسرى تسقيَن الأرضَ العطشى
رحيقَ الزهر
يشعلُ في أعماقي جوابُك نارَ العهر ،
يأخذني بعيدًا
نحو تخوم الآهاتِ لديك
أقسمُ أنك مخلوقٌ من عسل
أو قطعٌ من حلوى
تتلوّن في خلدي بشوقٍ
بدنيا من ألوان
أخضر
أبيض
أحمر
أسود
لكني أعشق فيك اللونَين
اللونُ الماثل في جسدك
والآخر في وطني
عند هموم الأهل
وأحلام الفقراء
الممتدة في سوح الرفض
تبلغُ أسوارَ فلسطين
يعانقها شوقي الرابض
في الأرض المحتلة
وبين ميادين العمرَين
لا أعتبرُ في اليوم حياةٌ
حتى تشرقَ شمسُكِ
في أفقِ سمائي
تتحرّك في شرياني
تثبّتُ أوتاد نهاياتي
مصدر جوعي
عطشي وهوائي
أنا أسكنُ من يوم الميلاد
وعنواني بسيطٌ جدًّا:
صحراءُ الصدر
فوقَ جفون الدنيا
وبينَ تجاعيد العينَين
#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟