|
سقوط البشير ، وتقدم حفتر ، وخلع بوتفليقة … هل يكون نهاية حتمية لجماعة الإخوان الإرهابية ؟
خالد الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يكون سقوط نظام عمر البشير ، الذي حكم السودان نيابة عن جماعة الإخوان ثلاثين عاماً ، وقبله عزل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يكن يحكم فعلياً ، وبينهما بداية تغير الواقع على الأرض في ليبيا ، حيث انطلقت قوات الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس وحاصرتها تعتزم تحريرها ، وإسقاط مجلس السراج الرئاسي الذي لا يمثل سوى مجرد مجرد واجهة للميليشيات المسلحة المتطرفة التابعة لجماعة الإخوان . ويضاف إلى ذلك فشل الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان والممولة من قطر والمدعومة من تركيا في إسقاط النظام السوري بعد 8 سنوات من نشر الخراب في هذا البلد الجميل ، وبعد حالة من " الإفاقة القسرية " لعواصم الخليج التي دعمت إسقاط نظام بشار الأسد ، بعد أن تيقنت أن مصر الدولة الكبرى في المنطقة - بعد 30 يونيو - لا تقاسمها نفس الرغبة ، وتسعى بكل قوتها في الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم الجيوش النظامية سواءً في سورية أو في ليبيا . ضع كل ذلك مع سقوط وفشل القوى المحسوبة على قطر في إريتريا وإثيوبيا ، ثم هزائم حليفها الرئيسي في تركيا رجب طيب إردوغان ، الذي لم يفق بعد من صدمة خسائره المتتابعة في المدن الرئيسية في بلاده ، والتي سوف تهدد سنوات حكمه الباقية … هل يكون كل ذلك هو السقوط الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة والعالم ؟ . القاسم المشترك بين الأحداث الثلاثة في منطقتنا العربية ، أن كل المعزولين محسوبون على النظام القطري ، الذي حاول أن يجعل من الدوحة العاصمة التي تقود ما يسمى بالربيع العربي نحو تغيير الأنظمة وإسقاط الدول ، لتتمكن جماعة الإخوان المسلمين من السطو على الحكم في المنطقة العربية . هذه الدول التي سقط حكامها أخيراً لم تكن تمثل لقطر أي شيء سوى رغبة الدوحة في فرض تغيير ينسجم مع رؤية قوى الإستعمار القديم والجديد ، ممثلاً في بريطانيا وأمريكا ( في عصر أوباما ) ومعهم بعض الدول الغربية ، في تفتيت المنطقة وتقسيم دولها وفرض " سايكس بيكو " جديدة ، وتحويل مجتمعاتها من حالة الصراع الرأسي مع أمريكا والغرب الطامحين أكثر لنهب ثروات المنطقة ، ومع الكيان الصهيوني العدو الأصلي لدول المنطقة ، إلى صراع أفقي يتم إشعاله بإسم الدين داخل مجتمعاتها ، عن طريق إشعال النزاعات والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية ( سنة وشيعة وعلويين ، مسلمين ومسيحيين ودروز ، قبائل وشمال وجنوب كما في حالة السودان واليمن ) ، ولمدة مائة عام قادمة في المنطقة . ولتنفيذ هذا المخطط فلم يكن أمام تلك القوى الإستعمارية ، أفضل من أن تمتطي ظهر التنظيم الخائن والعميل ، تنظيم " الإخوان المسلمين " العالمي ، الذي تمتد نشاطاته إلى كل مكان مفتوح في العالم . ولكن لسوء حظ الدوحة و" الإخوان " معاً أن في مصر جيشاً وطنياً عظيماً ، إستطاع - بذكاء وحكمة - أن يخلص مصر من حكم الجماعة الخائنة في عام واحد فقط ، وأن يعود بها لقيادة المنطقة مرة أخرى في أقل من 3 سنوات ، متحدياً كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، بل والإصرار على حماية الأمن القومي لكل محيطه العربي ، ومساندة الدولة الوطنية وجيوشها في كل الدول المستهدفة ، تحت شعار " مسافة السكة " . وما زاد الطين بلة … أنه أتى على رأس البيت الأبيض رئيساً لا يتفق مع تلك المخططات في شيء ، تحمله في ذلك قناعة بخطر جماعة الإخوان على المنطقة والعالم ، رغم المحاولات المتكررة لإسترضائه ، فقد خسروا تأييد واشنطن منذ انتهاء فترة الرئيس السابق باراك أوباما ، الذي أعطى جماعة الإخوان أكبر فرصة في تاريخها بحكم مصر ، إلا أن حكومتهم في مصر لم تفلح لا داخلياً ولا خارجياً ، وسرعان ما سقطت . وفي السودان حاول النظام القطري الدخول على الأزمة عدة مرات لضمان استمرار الخط السياسي لكنهم فشلوا ، وها هم يحاولون دعم ومساندة ميليشيات العاصمة الليبية المحاصرة من قبل الجيش الوطني الليبي ، إلا أن المهمة صعبة ، فالجيش - الذي يستمد شرعيته من البرلمان المنتخب - منذ أشهر وهو يقوم بتطهير التراب الليبي من الميليشيات ، وقد نجح في كل عملياته منذ الصيف الماضي في الشرق والجنوب والغرب ، ولهذا اتجه أخيراً إلى طرابلس . والجامعة العربية أصبحت بالفعل ضد حلفاء قطر في ليبيا ، بعد أن ساعدتهم سابقاً بطرد سوريه من الجامعة ، ودعوة النيتو لقصف وتدمير ليبيا وإسقاط نظام القذافي ثم قتله ، وها هي أخيرً ترفض فتح أبوابها للسراج وحكومة الوفاق في طرابلس ، والاستماع إلى مطالب قطر والسراج بعقد اجتماع لشجب عملية توحيد ليبيا التي يقودها المشير حفتر . أما القوى العظمى في العالم فقد أصبحت ضدهم ، وتؤيد الجيش الليبي في مسعاه ، روسيا والصين وفرنسا وآخرهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، الذي هاتف حفتر وعبر عن تأييده له في محاربة الإرهابيين ، والإرهابيون هنا المقصود بهم الميليشيات التي تدعمها قطر وتحكم طرابلس . فالجميع أصبحت قناعاتهم أنهم يريدون نظاماً واحداً ودولة موحدة في ليبيا ، ومع إنهاء حكم الميليشيات تماماً ، وحظ الدوحة في الجزائر ليس بأفضل منه في الخرطوم وطرابلس ، حتى مع استمرار الاحتجاجات للجمعة التاسعة ، فالمؤسسة العسكرية هناك هي من تقوم بالترتيبات وليست الجماعات المتطرفة ، التي تم طردها إلى خارج ميادين المظاهرات ، وفقدت الأمل تماماً أن تصبح بديلاً لنظام بوتفليقة . وأخيراً … هل بعزل البشير واعتقاله مع رموز نظامه ، ومحاصرة طرابلس ، وإمساك الجيش بزمام الأمور في الجزائر ، يتقلص نفوذ جماعة الإخوان وتتبخر أحلام أنقرة والدوحة ؟ . كل الأحداث تجاوزتهم وأصبحت قاسية عليهم جداً ، وقدرتهم على السيطرة على التغيير سواء من خلال التآمر مع قوى الداخل ، أو عبر وسائل الإعلام والميديا واللجان الإلكترونية على وسائل التواصل الإجتماعي ، لم تعد فعالة كما كان يحدث في السابق ، على الأقل في هذه المرحلة الحالية .
#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خالد الكيلاني يكتب : الحوار مش - خطفة - !!!
-
خالد الكيلاني يكتب : مقتل السادات ونظرية حبة الشوينجوم ( 1 م
...
-
خالد الكيلاني يكتب : القانون ومهنة المحاماة … وفستان رانيا ي
...
-
خالد الكيلاني يكتب : أسئلة الوقت ... نحو تفكيك الذهنية السلف
...
-
: ترتيب قطع البازل بجوار بعضها يؤدي للنتيجة المنطقية … جرد ا
...
-
بعد أن يهدأ غبار المعارك الكلامية …دولة القانون هي الحل
-
خالد الكيلاني يكتب : الميكروفون واللافتات والإسلام الجديد ..
...
-
خالد الكيلاني يكتب : محنة العقل الجمعي في مصر
-
خالد الكيلاني يكتب : هل كان السادات خائناً ؟
-
الإخوان كمان … نزل فيهم قرآن !!!
-
خالد الكيلاني يكتب : هل هناك حل ؟
-
خالد الكيلاني يكتب : ما بين مبارك والسيسي … دروس الماضي ، وإ
...
-
خالد الكيلاني يكتب : عفواً أستاذ مكرم … إنه إعلام المصطبة
-
خالد الكيلاني يكتب : عفواً فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع ال
...
-
خالد الكيلاني يكتب : هوامش على دفتر الحوار …
-
خالد الكيلاني يكتب : صديقي وأنا وخالد علي وشارع شامبليون !!!
-
خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار
-
خالد الكيلاني يكتب : ولا أي إندهاشة !!!…
-
الفوضى الإعلامية … والخراب في العالم العربي !!!
-
موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .
المزيد.....
-
إسرائيل توجه إنذارا لسكان جنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النا
...
-
3 رؤساء فرنسيين لم يوقفوا أحداث نوفمبر الساخنة في باريس
-
وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ
-
اتفاق وقف إطلاق النار بين -حزب الله- اللبناني وإسرائيل يدخل
...
-
مباشر: بدء سريان هدنة لمدة 60 يوما بين إسرائيل ولبنان بعد أش
...
-
اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله يدخل حي
...
-
بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
-
ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
-
بيان أمريكي عن قصف -منشأة لتخزين الأسلحة- تابعة لجماعة موالي
...
-
مسؤول أمريكي: لم نهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|