سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6206 - 2019 / 4 / 20 - 05:46
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
المثقف و السلطة
سليم نزال
عبر التاريخ دار صراع خفي أحيانا وعلني احيانا أخرى بين المثقف والسلطة. و اقصد هنا المثقف التقليدى او العضوى كما اسماه انطونيو غرامشى و كلاهما مع بعض الفروقات لهما دور هام . و ان كان غرامشى قد اعتبر ان دور المثقف العضوى الاكثر اهمية و خطورة على السلطة ..
.ولعل تحدي أرسطو للسلطات الأثينية ورفضه عرض الهروب من السجن الذي قدمه له أحد اصدقائه التجار المتنفذين، وإصراره على تجرع السم يشكل رمزية هذا الصراع. بموته سجل ارسطو ربما اول( انتصار) للمثقف على السلطة السياسية. تهمة السلطات لأرسطو كانت انه يسمم عقول الأثينيين هي تهمة قديمة حديثة. وهي مع بعض الفوارق الصغيرة كانت التهمة الأساسية التي وجهتها كل السلطات عبر التاريخ للمثقفين. الفارق الجوهري بين الاثنين ان السلطة واستتباعا القبائل والاحزاب و مختلف مراكز القوة ، تتبع نظرية القطيع.. والأدوار تتوزع: القبيلة السياسية التي تطورت لاحقا لتصبح دولة تحمي الفرد على شرط ان يقدم لها الولاء التام
و حين اتحدث عن السلطة ينبغى ان نتبه الى وجود سلطات كثيرة و متنوعة داخل الفضاء العام تمارس كل منها الهيمنة فى هذا المجال او ذاك .و السلطة السياسىة واحدة من هؤلاء و قد تكون اقواهم و لكنها رغم قوتها خاصة فى الانظمة التى تفتقد للشرعية الشعبية تضطر ان تمارس قدرا لا باس به من الرياء تجاه الشعب (من خلال تكريم
او رشوة رؤساء القبائل او الزعامات التقليدية الخ من انماط الرياء التى تسمى احيانا مكرمة الخ ) و ايضا رياء متنوعا مصحوبا بسخاء و تخويف فى الوقت نفسة للسلطات المجتمعية الاخرى .لان السلطة السياسية غير فادرة على احتكار السلطة بدون رشوة او اخافة السلطات المجتمعية الاخرى .
من هنا تعدت نظرة الفيلسوف الفرنسى ميشال فوكو نحو تحليل عميق لمختلف و دور كل السلطات المتنوعة ذات التاثير . من وجهة نظره فان انماط الهيمنة متعددة و تخترف كل الفضاءات من السياسة الى الاقتصاد الى الدين و الاعلام و التاريخ و التراث الخ من مصادر القوة و الهيمنة.و هذه كلها فى اغلب الاحيان مع بعض الاستثناءات الفليلة و تبعا لمصالحها تتحد ضد دور المثقف و ضد التنوير العام .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟