أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - متى يتعظ الحكام؟!














المزيد.....

متى يتعظ الحكام؟!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان شعب العراق سباقا في الانقضاض على الطغاة من حكامه، قبل حدوث الربيع العربي بما يزيد على عقدين من السنين، وانطلقت الشرارة في محافظة البصرة مع بداية الربيع في اذار 1991، حين قام ضباط وجنود، انسحبوا من الكويت ووصلوا البصرة مشيا على الأقدام، برشق صور صدام بالرصاص، على إثر هزيمة الجيش العراقي وتوقيع النظام وثيقة الذل في خيمة صفوان! ووقع على الوثيقة من الجانب الأمريكي جنرال "كاوبوي" اسمه شوارتسكوف، ومن الجانب العراقي جنرال ذليل اسمه سلطان! واشتعلت الانتفاضة مثل نار في هشيم متيبس، وسرعان ما أسقطت سلطة الحكومة وحزب البعث الحاكم في معظم المدن الكبرى في الجنوب والوسط، من قبل المنتفضين. وعمليا لم تبق إلا بغداد عصية على السقوط، ومع هذا كان سقوط النظام قاب قوسين أو أدنى كما تقول العرب! حينها لم تعرف الشعوب، وخاصة العراق، انتشار الفضائيات بهذا العدد الحالي، ولا الانترنيت، ولم تكن مواقع التواصل الاجتماعي موجودة وفعالة مثل ما هي عليه اليوم.
فلم تلق، للأسف، انتفاضة آذار الدعم المطلوب من المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة، التي منحت النظام الآيل للسقوط الحق في استخدام طيرانه لدك مدن المنتفضين على رؤوسهم. وبحملة اعدامات لم يشهد العراق مثيلا لها، اذا ما استثنينا حملة الأنفال سيئة الصيت، ضد شعبنا الكردي، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف في ثمانينيات القرن الماضي!
لم يتعظ النظام البائد مما جرى في مدنه من رفض جمعي لحروبه وأسلوب حكمه الشمولي. وكان سقوط النظام في 2003 والعثور لاحقا على رأس النظام في حفرة، قد قدم درسا بليغا لمن يمتلك نُتَفا من الضمير الوطني والمعرفة في السياسة وادارة الحكم. ومع هذا لم يتعظ جبابرة العرب من المحيط إلى الخليج. فحدث ما حدث، خلال ما سمي بالربيع العربي، من كنس دكتاتوريات شمولية جثمت على رقاب شعوبها لردح طويل من الزمن! وانتهت جميعها إلى مزبلة التاريخ ليسجل للشعوب مأثرة كبيرة في المقاومة، وما زالت تجربة الشعب المصري، في مقاومة الفكر التكفيري وإسقاط من حاول ركوب الموجة العارمة والادعاء بأنه يستمد السلطة من السماء، ماثلة للعيان!
واليوم، ونحن نكتب هذه السطور، ننظر باحترام وتقدير كبيرين الى الشعب السوداني البطل، الذي عانى سنوات طوال من الاضطهاد والسجون والجوع والحروب الداخلية، استطاع هذا الشعب الابي، أن يزيح عن كاهله ابشع نظام عرفه السودان، واضعا قطار التغيير على السكة الصحيحة، بعد أن انحاز المجلس العسكري الانتقالي الى المتظاهرين والمعتصمين وابدى انفتاحا على حركة التغيير المدنية، متعهدا بإحالة الفاسدين في النظام السابق إلى القضاء.
فمتى تتعظ البقية الباقية من الحكام من تلك التجارب التي أثبتت أن البقاء للشعوب، طال أو قصر عمر الطغاة!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الصنم ام سقوط افكاره؟!
- نادية وبنات شلال!
- لن نسكت!
- مشتركات المسرح العربي
- عودة الكفاءات ومستلزمات التشجيع جواد الاسدي نموذجا
- المرأة شريان الحياة والقها الدائم
- الطابور الخامس العراقي!
- نخلة عراقية منسيّة!
- بمناسبة الذكرى السبعين لاستشهاده دار المدى تستذكر الرفيق الخ ...
- ملفات الثقافة المتشابكة والوزير الجديد!
- المسرح بوابة المصالحة!
- اول غيث الثقافة@
- ليلك ضحى .. مسرحية تغسل الافئدة من الافكار الإرهابية!
- تجديد الخطاب الديني!
- - تقاسيم - عراقية في القاهرة!
- مهرجان المسرح العربي.. اليوم في القاهرة وبعد غد في بغداد!
- حفل بهيج بعودة الفنانة فريدة محمد علي إلى وطنها
- تجديد الخطاب الديني
- الحكومة الجديدة ومحاربة الفساد
- الرحيل بين عالمين!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - متى يتعظ الحكام؟!